الضالع | ريتاج نيوز | بسام القاضي : اعترى السواد جبين طفل نحيل الجسد ذو ال11 ربيعا من اهالي حبيل جباري وهو جالس على علو مرتفع ومطل على ثلاجة مركزية يملكها تاجر بالمدينة استخدمت لحفظ جثامين 15 شهيدا من المدنيين راحوا ضحية مجزرة ابادة جماعية ارتكبتها قوات اللواء 33 مدرع قبل نصف شهر من الان وشوهدت عيناي ذلك الطفل تسترق النظر باتجاه جثامين ملفوفة بأقمشة بيضاء ومع خروج كل جثة شهيد تتساقط دموع الاسى من على خديه كقطرات المطر الناعمة وهو يعيش لحظات الطفولة المثقلة برائحة الموت وهدير الاستقلال . ومنذ ساعات صباح امس الاثنين الباكر تجمع مئات الالاف من اهالي مدن ومحافظات جنوبية عدة في منطقة حبيل جباري بمدينة الضالع للمشاركة في احياء فعالية الذكرى الثامنة للتسامح والتصالح الجنوبي ومراسيم تشيع شهداء مجزرة الابادة الجماعية التي ارتكبتها قوات الاحتلال اليمني قبيل اسبوعين من اليوم واودت الى سقوط 15 شهيداَ واكثر من 40 جريحا من المدنيين الابرياء بينهم اطفال اثر قصف مدفعي شنته قوات اللواء 33 مدرع على مخيم عزاء اقيم في فناء مدرسة سناح الحدودية . ووسط اجواء غيومها ملبدة بالسواد ودعت الضالع جثامين 15 شهيدا من خيرة رجالها وشبابها واطفالها الذين عبثت بأجسادهم الآلات القتل والدمار ومزقت اشلائهم مدافع ودبابات البغاة المحتلين في جريمة حرب ومجزرة ابادة جماعية لأناس مدنيين عبثت بأرواحهم امساخ شمالية لا تمت الانسانية لهم بصلة . وفي موكب جنائزي مهيب زفت الضالع جثامين شهداء مجزرة سناح على انقاض واكتاف مئات الالاف من الجنوبيون الذين قدموا من مدن حضرموت والمهرة وشبوة ولحج وابين وعدن وسقطرى والحزن يعتري وجوههم شاحبة السوداء واصواتهم الهادرة تضج سماء الضالع بصداها الصادح ب " لا اله الا الله والشهيد حبيب الله " وعاهدنا كل الشهداء والجرحى والمعتقلين لن نتراجع لن نهدا حتى طرد المحتلين . وانطلقت مراسيم التشيع من امام مستشفى النصر بالمدينة سيرا على الاقدام عبر الخط الرئيسي المؤدي الى سناح حيث سيوارى جثامين الشهداء هناك واصوات الثوار الهادرة بالوفاء والعهد للشهداء تلعلع في سماء المدينة المكتسية بالسواد الشاحب وهي تودع شهداءها دون الاقتصاص من مدبري ومرتكبي تلك الجريمة الشنعاء . وسارت الحشود الجنوبية الهائلة التي غمرت الضالع بتوافدها للمشاركة في التشيع واحياء فعالية الذكرى السنوية الثامنة للتصالح والتسامح الجنوبي في صفوف مرتصة وايادي متشابكة مع بعضها بعضا تجسدت من خلالها لحمة التصالح والتسامح الجنوبي في مليونية جنوبية لم تشهدها الضالع في تاريخها من سابق . ريتاج نيوز