الكويت - 14 - 1 (كونا) -- تستضيف دولة الكويت غدا المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا الذي تشارك فيه وفود من نحو 69 دولة بمبادرة كريمة من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح واستجابة لنداء أطلقه السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون. ويعول المجتمع الدولي من خلال المؤتمر مع وصول عدد النازحين والمحتاجين داخل سوريا الى أكثر من تسعة ملايين شخص وأكثر من أربعة ملايين لاجئ خارج سوريا على جمع نحو 5ر6 مليار دولار خلال المؤتمر. وقبل يوم من مؤتمر المانحين أعلنت المنظمات الدولية غير الحكومية المانحة للشعب السوري اليوم تعهدها بتقديم نحو 400 مليون دولار امريكي لدعم اللاجئين السوريين الذين يعانون اوضاعا انسانية مأساوية من جراء الازمة التي تمر بها بلادهم. وقالت الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية في ختام المؤتمر الثاني للمنظمات الدولية المانحة اليوم ان المؤتمر نجح في جمع نحو 400 مليون دولار امريكي لدعم واغاثة الشعب السوري في الداخل والخارج معربة عن الامل في ان تستخدم هذه الاموال بفاعلية لتوفير الحاجات الضرورية للاجئين السوريين. واوضحت ان مساهمات الجمعيات الخيرية الكويتية في المؤتمر بلغت 142 مليون دولار فيما كانت اعلى قيمة تبرعات للمنظمات الدولية المانحة من هيئة الاغاثة الاسلامية في بريطانيا التي تعهدت بتقديم 80 مليون دولار تلاها الهلال الاحمر الاماراتي بقيمة 35 مليون دولار ثم مؤسسة ثاني الخيرية القطرية بمبلغ 15 مليون دولار. وتحدث ممثلو المنظمات الدولية المانحة في المؤتمر عن نشاط منظماتهم خلال الفترة السابقة وكذلك خلال الفترة المقبلة مشيدين بالدور الذي تؤديه دولة الكويت اميرا وحكومة وشعبا على الصعيد الانساني. وتطرق ممثلو المنظمات الانسانية العاملة في الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين في دول الجوار الى المشاريع الخيرية المزمع تنفيذها في مخيمات اللاجئين ومنها مخيمات الايواء والمراكز الطبية والتعليمية. ووجه سمو أمير البلاد أمس الاثنين نداء استغاثة الى اخوانه وأبنائه المواطنين والى ضيوف الكويت المقيمين على أرضها وجمعيات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والشخصيات الاعتبارية الى المسارعة في المشاركة في الحملة الوطنية لمسيرة الخير والعطاء لاغاثة الاخوة أبناء الشعب السوري الشقيق داخل سوريا وخارجها من اللاجئين والمشردين للتخفيف من معاناتهم المأساوية. وكان رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية ومبعوث الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية الدكتور عبدالله المعتوق قد قال في كلمته في المؤتمر الثاني للمنظمات الدولية المانحة لسوريا اليوم ان العالم ازاء كارثة انسانية يعيشها الشعب السوري في الداخل والخارج بدات فصولها الدامية قبل ثلاث سنوات ومازالت اخذة في التفاقم. واوضح ان الشعب السوري اصبح مشردا في الداخل والخارج وتعرض لعملية ابادة حقيقية تجسدت في قتل الانفس وهدم البيوت واستخدام الاسلحة الكيميائية. وذكر ان تقديرات الاممالمتحدة تشير الى وجود حوالي 3ر9 مليون سوري تضرروا من جراء الازمة نزح منهم داخليا نحو 5ر6 مليون شخص في حين سجل 2ر3 مليون شخص كلاجئين في الدول المجاورة لسوريا مضيفا ان العدد الحقيقي للاجئين يفوق ذلك بكثير. وقال المعتوق ان العامل الانساني ليس حاسما وحده في مواجهة تداعيات هذه الجرائم الانسانية التي يتعرض لها الشعب السوري داعيا الى تدخل المجتمع الدولي للتصدي لهذا النزيف ووقف هذه الماساة. واضاف ان المبالغ التي تم انفاقها على برامج اغاثة الاشقاء السوريين منذ مؤتمر المنطمات غير الحكومية العام الماضي بلغ نحو 190 مليون دولار بزيادة بلغت اكثر من سبعة ملايين دولار على تعهدات الجمعيات الخيرية الخليجية والاسلامية خلال المؤتمر والبالغة 183 مليون دولار. وقال المعتوق ان الهيئة الخيرية تعتزم انشاء مدينة سكنية للاجئين السوريين تضم 2000 بيت مزودة بخدمات تعليمية وطبية وذلك بتوجيهات كريمة من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح . وأفاد بأن المدينة الجديدة تماثل (قرية الكويت النموذجية) التي أقامتها الهيئة الخيرية في منطقة كيليس التركية وضمت الف بيت وقرية مماثلة في مخيم الزعتري ضمت أيضا الف بيت مبينا انه مع كل قرية أنشأت الهيئة عددا من المدارس والمساجد والمراكز الطبية. من جانبه توقع الأمين العام المساعد للشؤون الانسانية في منظمة التعاون الإسلامي عطا المنان البخيت في كلمة القاها في المؤتمر ان يكون هناك نحو 16 مليون سوري داخل سوريا بحاجة للدعم الإنساني في نهاية العام الحالي مضيفا ان المؤتمر السابق كان ناجحا بكل المقاييس حيث قدمت المنظمات الانسانية اكبر قدر من المعونات للشعب السوري الذي يواجه اليوم تحديا اكبر. وشدد على ضرورة تحلي المجتمع الدولي بالعزيمة والمسؤولية لتكون حافزا لهم لمساعدة الشعب السوري وتنسيق الجهود في ضوء غياب الحل السياسي معربا عن امله في ان تكون المساعدات في إطار عالمي. من جهته قال نائب رئيس الجمعية الكويتية للاغاثة احمد الجاسر في كلمته نيابة عن الجمعيات الخيرية الكويتية انه استشعارا من تلك الجمعيات لعظم الماساة السورية فقد اطلقت مشروع النداء الموحد من اجل سوريا "الذي نشترك فيه لاول مرة كجمعيات حكومية وغير حكومية في نداء اغاثي موحد". وذكر ان المشروع يستهدف انشاء عشر مدن اسكانية للاجئين السوريين بواقع 1000 بيت لكل مدينة بتكلفة تقدر بنحو اربعة ملايين دينار. واضاف ان الجمعيات الخيرية الكويتية تعهدت خلال المؤتمر الاول للمنظمات غير الحكومية العام الماضي بجمع 183 مليون دولار لاغاثة السوريين مضيفا انه كان للمشاريع الاغاثية التي نفذتها في مناطق اللاجئين السوريين في دول الجوار السوري اثر ملموس في استكمال الجهود الانسانية الاخرى لتخفيف المأساة التي تفوق قدرات المنظمات غير الحكومية وتتطلب اسهامات الدول لاحتواء مضاعفاتها الانسانية. وكان اعرب السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون قد عبر في مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) قبل ايام عن امتنانه للكويت لدعمها السخي ورؤيتها الرامية الى وضع حد للأزمة الانسانية في سوريا. وقال بان بمناسبة زيارته الرسمية للكويت لترؤس جلسات المؤتمر الدولي الثاني للمانحين "نحن ممتنون كثيرا لصاحب السمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لرؤيته ودعمه السخي من اجل انهاء الأزمة الانسانية التي يواجهها الشعب السوري". وأعرب عن الأسف ازاء تسلم الأممالمتحدة مبلغ 5ر1 مليار دولار امريكي فقط من اجمالي المبلغ الذي طلبت توفيره في العام الحالي لسوريا والبالغ 5ر6 مليار دولار مشددا على اهمية استمرار تقديم الدعم للدول المجاورة لسوريا والتي استقبلت اعدادا كبيرة من اللاجئين معتبرا ذلك "مسؤولية اخلاقية". وأشار الى ان دولة الكويت قدمت مبلغ 300 مليون دولار في المؤتمر الدولي الاول للمانحين الذي عقد في الكويت في يناير الماضي وتم تخصيص نسبة 75 في المئة منه لوكالات الأممالمتحدة المتخصصة فيما حصلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على نسبة ال 25 في المئة المتبقية. وكان برنامج الاممالمتحدة الانمائي قد اكد اهمية المؤتمر الثاني للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا ودوره في دعم الجهود الانسانية التي ينفذها في سوريا ودول الجوار المتأثرة بالازمة السورية. وقال البرنامج في بيان صحفي ان الازمة السورية ألحقت الضرر بنحو 50 في المئة من السكان وشردت نحو 5ر6 مليون شخص واجبرت نحو 3ر2 مليون شخص على الفرار من سوريا الى بلدان مجاورة لافتا الى ان نحو 80 في المئة منهم يعيشون في مخيمات للاجئين فيما امتدت تداعيات الازمة الى المجتمعات المحلية في البلدان المستضيفة للاجئين. (النهاية) ف ك / ع ب د كونا141327 جمت ينا 14 وكالة الانباء الكويتية