مع بدء الساعات الأولى من يوم أمس، تحولت المدن المصرية إلى حشود من الناس، مصطفة أمام مراكز الاستفتاء على أول دستور للبلاد عقب ثورة 30 يونيو، التي أطاحت بالرئيس المعزول محمد مرسي، حيث تميز اليوم الأول من الاقتراع بالازدحام الشديد في طوابير المصوتين رجالاً ونساء من الفئات العمرية كافةً، اصطفوا خارج اللجان قبل أن تفتح أبوابها بساعات لضمان المشاركة، فيما حظي مشهد الحشود المشاركة بإعجاب وإشادة المراقبين والحكومة المصرية برئاسة حازم الببلاوي، التي وصفت الحشود ب«التاريخية». وسرعان ما تحول الاستفتاء على الدستور (في أول أيام التصويت) إلى ملحمة شعبية في دعم القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول عبدالفتاح السيسي. وفي مختلف أحياء القاهرة انطلقت من السيارات أغنية «تسلم الأيادي» المؤيدة للجيش، والتي رددها كثير من الناخبين في سعادة ونشوة، فيما شوهد حضور الكثير من الناخبين لمكاتب الاقتراع، وهم يحملون صوراً للسيسي معلقة على صدورهم. ويقول ناخب يدعي عمر (24 عاماً) أمام مكتب الاقتراع المسجل «أصوت اليوم ليس فقط لأنه واجب قومي. لكن أيضاً لأثبت أن ما حدث لم يكن انقلاباً، كما يدعي الإخوان المسلمون الذين يعتبرون عزل مرسي في الثالث من يوليو انقلاباً على الشرعية». وفيما كان ينتظر في طابور طويل للناخبين، يقول بائع الخبز، جلال زكي، «الاستفتاء نهاية الإخوان. نحن نقول نعم للمستقبل ولا للإخوان». وتقول الناخبة القبطية، وفاء تواضروس، «الإخوان أرادوا تقسيمنا»، وتابعت بحماس، «لذلك أنا أوافق على هذا الدستور، لأنه يقر بوضوح أن المسلمين والمسيحين متساوون، وكذلك الرجال والنساء». وفيما كانت تنتظر دورها للتصويت خارج مكتب الاقتراع، الذي تمركزت حوله قوات من الجيش والشرطة، قالت سلوى عبدالفتاح، وهي طبيبة في العقد السادس بتحدٍ بالغ «لا بد أن نساند الشرطة والجيش حتى لا يرهبنا أحد. سأصوت حتى لو انفجرت قنبلة في لجنتي». وفي حي السيدة زينب الشعبي وسط القاهرة، اصطف عشرات من الناخبين حاملين العلم المصري ومرددين شعارات مؤيدة للجيش والشرطة. وتقول نسرين أحمد، التي تغطي شعرها بحجاب أبيض «الدستور هو الأساس الذي تقوم عليه الدولة» مضيفة «لا بد من إقراره سريعاً وبعدها سيصبح السيسي رئيساً، ونتمنى أن يكون كل رجال الحكومة والبرلمان من أمثاله». ويقول أحمد عثمان، وهو رجل مسن في 75 من العمر «نحن مرهقون بعد ثلاثة أعوام من العنف والدماء وعدم الاستقرار أتمنى أن ينهي الدستور هذا الكابوس». من جهته، قال رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان حافظ أبو سعدة «اندهشنا صباحًا بمشهد الطوابير أمام اللجان، حيث اصطف المصريون قبل فتح اللجان بنحو نصف ساعة». وتابع إن «الطابور في اللجنة التي أدليت فيها بصوتي كان طوله أكثر من كيلو متر، وبهذا المشهد لن يقل نسبة المشاركة في الاستفتاء عن 70في المئة». وأضاف: «هناك حالة إصرار من المصريين للإدلاء بأصواتهم في ظل محاولات مستميتة من الإخوان بتعطيل الاستفتاء من قطع طرق وإثارة الفوضى والعنف وتفجير في محكمة إمبابة واشتباكات مع الأهالي وقوات الأمن الآن، إن هذه الأمور لم تؤثر على الروح القتالية للمصريين في الاستفتاء». من جانبه، دعا الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور الشعب المصري إلى المشاركة في الاستفتاء على الدستور. وفي تصريح خاص للتلفزيون المصري عقب الإدلاء بصوته في عملية الاستفتاء، قال منصور للشعب المصري: «صوتك أمانة»، مضيفاً أن «التصويت ليس لصالح الدستور فقط ولكن لصالح خريطة المستقبل كلها، حيث يجب أن تحظى البلاد برئيس منتخب ومجلس تشريعي منتخب أيضاً». وأضاف منصور أنه «لا بد أن يثبت الشعب للإرهاب الأسود أنه لا يخشى شيئاً، وأنه مصمم على النزول دائماً». من جهته، طمأن رئيس مجلس الوزراء المصري، حازم الببلاوي، المواطنين على تمتع لجان الاستفتاء على الدستور بالأمن بفضل عناصر الجيش والشرطة، داعياً كل من لم يخرج للإدلاء بصوته إلى «القيام بواجبه الوطني». جولة السيسي أما الفريق أول عبدالفتاح السيسي، فقام صباح أمس بجولة شملت بعض لجان التصويت، وذلك للاطلاع على الإجراءات الأمنية المصاحبة لتأمين عمليات الاقتراع، في ظل التهديدات المستمرة من جماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم بإفشال الاستفتاء. فيما دعا وزير الداخلية محمد إبراهيم جميع دول العالم، ومنظمات المجتمع المدني إلى نقل الصورة الحضارية التي رسمها الشعب المصري خلال عملية الاستفتاء على مشروع الدستور. لقطات 1.5 ساعة قال وزير الشباب خالد عبدالعزيز «أدليت بصوتي في اللجنة بشارع جامعة الدول العربية 5 مرات في الاستحقاقات السابقة، وفي كل مرة لم يتعد وقت وقوفي في الطابور أكثر من 10 دقائق، ولكن هذه المرة وقفت نحو ساعة ونصف الساعة مع رئيس جامعة القاهرة جابر نصار . البيان صباحي يسقط من القائمة قال التيار الشعبي المصري إن «مؤسسه المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي لم يجد اسمه في كشوف الناخبين بعد أن توجه للإدلاء بصوته في الاستفتاء على التعديلات الدستورية». وأضاف «بالبحث عن لجنته عبر موقع اللجنة العليا للانتخابات المشرفة على الاستفتاء تبين أن صباحي مدرج ضمن كشوف المصوتين خارج مصر وله حق الانتخاب ومسجل للتصويت في السعودية». رويترز لجان إضافية قررت لجنة الانتخابات افتتاح لجان إضافية للوافدين، عدد 2 لجنة بشرم الشيخ، ولجنة واحدة بمدينة السويس، ولجنة واحدة بمدينة العبور، وذلك لمواجهة زيادة الإقبال على التصويت من الوافدين في تلك المناطق. البيان استبعاد قاضيين قال عضو مجلس الشعب السابق مصطفى بكرى، إن «اللجنة العليا المشرفة على الاستفتاء قامت باستبعاد محمد المدثر المشرف القضائي على لجنة مدرسة الخليفة بجنوب القاهرة والمستشارة ياسمين الشماخ من لجنة المعهد الأزهري بطرة بعد وصول شكاوى من المواطنين بتوجيهه للناخبين بأن يقولوا لا للدستور». البيان مبعث فخر أكدت القوات المسلحة المصرية، مساء أمس أن المشاركة الكثيفة في الاستفتاء على مشروع الدستور والمشهد الوطني للشعب المصري وجهوده لبناء مستقبله ورفضه للظلام والتكفير، هي مبعث فخر القوات المسلحة ضباطاً وضباط صف وجنوداً. وقال العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية، في تصريح إذاعي، «نوجِّه التحية والتقدير لشعب مصر العظيم على المشاركة الإيجابية التاريخية في عملية الاستفتاء على الدستور منذ الصباح الباكر، وبكل رقي وعبقرية، وفي مشهد وطني متميز، يؤكد أن هذا الشعب المصري أول شعب حر في تاريخ البشرية، مستمر في مفاجأته وإبهاره للعالم بمدى تحضر المصريين في بناء مستقبلهم». القاهرة يو.بي.آي دعم مبارك قال فريد الديب المحامي المدافع عن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، إن موكله طلب أن يتاح له التصويت في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد. البيان الاماراتية