بلغت أعمال العنف والتمييز ضد الجماعات الدينية على أيدي الحكومات وجماعات دينية مغايرة ذروة جديدة لم تبلغها منذ ست سنوات، في جميع مناطق العالم باستثناء الاميركيتين، كما أفاد تقرير نشره مركز بيو للأبحاث. قال تقرير جديد نشره مركز بيو للأبحاث إن العداء الاجتماعي مثل استهداف أقليات دينية أو الضغط عليها كي تمتثل لمعايير معينة، كان حادًا في ثلث البلدان والمناطق ال 198 التي شملها التقرير في العام 2012، وخاصة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وشهدت 20 بالمئة من هذه البلدان في العام 2012 ارهابًا دينيًا واعمال عنف طائفية، فيما فرضت دولٌ حدودًا قانونية على العبادة أو الشعائر الدينية أو الملبس الديني في نحو 30 بالمئة منها، بحسب التقرير. وقال التقرير، وهو الأحدث في سلسلة بدأها مركز بيو للأبحاث في العام 2007، إن العداوات الدينية تصاعدت في كل منطقة رئيسية من مناطق العالم باستثناء الاميركيتين. ولاحظ التقرير تفاقم العداء ضد المسلمين والمسيحيين واليهود وجماعات مذهبية أخرى، مثل السيخ والبهائيين والملحدين ايضًا. مرتفعًا جدًا وكان مستوى النزاعات الدينية الداخلية، بما في ذلك العنف الطائفي والارهاب والمواجهات، "مرتفعًا" او "مرتفعًا جدا" في 33 بالمئة من الدول التي شملها التقرير عام 2012، بالمقارنة مع 29 بالمئة عام 2011، و20 بالمئة عام 2010. ولاحظ التقرير ارتفاع عدد هجمات الاسلاميين على الكنائس وتحريض البوذيين ضد المسلمين إلى اعلى مستوى منذ ست سنوات. وتزايدت اجراءات الحظر الرسمية والمضايقات أو غيرها من اشكال التدخل الرسمي في الدين إلى 29 بالمئة من البلدان التي شملها التقرير عام 2012، بالمقارنة مع 28 بالمئة عام 2011، و20 بالمئة منتصف عام 2007. وشهد الهندوس والبوذيون وديانات فولكلورية مستويات أدنى من العداء من دون حدوث تغيير يُذكر في معاملتهم خلال السنوات الست الماضية. أوروبا متقدمة وبسبب القيود التي تُفرض في دول مثل الصين وروسيا، والنزاعات الطائفية التي شهدتها دول مثل مصر واندونيسيا، قدر تقرير بيو أن 76 بالمئة من سكان العالم يواجهون تضييقات رسمية أو غير رسمية بهذا الشكل أو ذاك على دياناتهم. وسجلت أوروبا أعلى زيادة في متوسط العداء الديني نتيجة تصاعد المضايقات ضد المرأة بسبب ملبسها الديني واعمال العنف ضد الأقليات. وسُجلت اعلى درجات العداء الاجتماعي بسبب الدين في باكستان وافغانستان والهند والصومال واسرائيل. كما اشار التقرير إلى استهداف الاسلاميين المتطرفين للمسلمين والمسيحيين على السواء في باكستان وافغانستان والصومال، في حين شهدت الهند تكرر الاحتقانات الطائفية بين الأكثرية الهندوسية والأقليات المسلمة والمسيحية. عداء رسمي يعتنق نحو نصف سكان المعمورة الاسلام والمسيحية، أكبر ديانتين في العالم، لكنهما كانتا الأكثر استهدافًا في العام 2012 حيث واجه المسلمون والمسيحيون عداءً رسميًا واجتماعيًا بسبب ديانتهم في 110 و109 بلدان على التوالي، بحسب التقرير. ويتعرض اليهود إلى العداء في 71 بلدا رغم انهم لا يشكلون إلا 0.2 بالمئة من سكان العالم، وان زهاء 80 بالمئة منهم يعيشون في اسرائيل والولايات المتحدة. وتوصل التقرير إلى أن القيود التي تُفرض على الدين في انحاء العالم أكثر مما يمكن أن توثقه احصاءاته ولكن نتائجه يمكن أن تعتبر "تقديرًا جيدًا". وأدرج التقرير الحرب والارهاب ضمن العداء الاجتماعي، قائلًا إن تحديد حجم الدوافع الدينية وراءهما او رعاية الدولة لهما ليس ممكنا على الدوام. وغابت كوريا الشمالية عن تقرير مركز بيو للأبحاث بسبب عدم توفر البيانات عن مجتمعها المغلق. ايلاف