الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    بين حسام حسن وكلوب.. هل اشترى صلاح من باعه؟    ليفاندوفسكي يقود التشكيل المتوقع لبرشلونة ضد فالنسيا    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    السيول تقتل امرأة وتجرف جثتها إلى منطقة بعيدة وسط اليمن.. والأهالي ينقذون أخرى    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



'' التغيير'' ينشر تقرير الخارجية الأميركية حول الحرية الدينية للعام 2004م
نشر في التغيير يوم 17 - 09 - 2004

16 سبتمبر 2004م – " التغيير" عن موقع للخارجية الأميركية: تكمن الحرية الدينية في صميم أي مجتمع عادل وحر. وهي مجسدة برسوخ بمثابة قيمة تأسيسية أميركية وكمبدأ عالمي. كما أن الحق في حرية الدين يُشكّل حجر الزاوية للديمقراطية. فهو المقياس الحيوي في تشكيل وصون نظام سياسي مستقر. وبالمقابل، فان التقصير في حماية حرية الأديان والحقوق الإنسانية الأساسية الأخرى، يُنمي التطرف ويقود إلى
عدم الاستقرار والعنف. فتقييم أوضاع الحرية الدينية قد يخدم أحياناً كثيرة للمساعدة في تشخيص الصحة العامة والاستقرار لدولة ما. ولهذه الأسباب ولغيرها، يبقى تعزيز الحرية الدينية عنصراً لازماً لسياسة الولايات المتحدة الخارجية. وقد لاحظ الرئيس بوش ان "المجتمعات الناجحة تضمن الحرية الدينية"، كما ان استراتيجية الإدارة للأمن القومي تعلن أن الولايات المتحدة سوف "تقوم بجهود خاصة لتعزيز حرية الدين والضمير وللدفاع عنها ضد تعديات الحكومات القمعية."
لا تقف الولايات المتحدة وحدها في هذا الالتزام. فالحرية الدينية قيمة كونية، كما ان جميع دول العالم تقريباً قد وقّعت على اتفاقية دولية او أكثر تلتزم من خلالها احترام حرية فكر الفرد، وضميره، ومعتقده. فابتداء من تبّني الجمعية العمومية للأمم المتحدة سنة 1948 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واستمراراً بالتصديق شبه العالمي على الميثاق الدولي حول الحقوق المدنية والسياسية، أكدّت دول العالم على المبدأ القائل ان على الحكومات مسؤولية أساسية في حماية حرية الدين. (راجع الملحقين (أ) و (ب) لنصوص هذه الوثيقة). غير ان هذه الحرية، هي في الواقع، مقيدة، أو منتهكة، أو منكرة، في أحيان كثيرة، كما ان العديد من الشعوب تواصل المعاناة من مجردّ أتباع ما يفرضه عليها ضميرها.
يجب، في نهاية المطاف، ان تُقاس سياسات وممارسات كل دولة في ما يخص الحرية الدينية حسب المعايير الدولية، وتعترف الولايات المتحدة بمسؤوليتها الخاصة بالنسبة لاحترام تلك المعايير في الحفاظ على الحرية الدينية وفي حمايتها.
في هذا الموجز للوضع القانوني للحرية الدينية حول العالم، ندرس الحواجز التي تعيق الحرية الدينية، ونشير إلى البلدان التي تحسنّت فيها أحوال الحرية الدينية، ونَصف ما قامت به الولايات المتحدة لتعزيز الحرية الدينية الدولية. تعيش ملايين الناس حول العالم في ظل أنظمة توتاليتارية او استبدادية حيث يخضع المعتقد والممارسة الدينية لرقابة مُشددة. فبعض البلدان لديها قوانين او سياسات تمييزية مجحفة بحق بعض الأديان؛ كما ان بلداناً أخرى تهمل ضمان عدم معاناة الأقليات الدينية او أتباع الأديان "غير المعترف بها" من التمييز او الاضطهاد. وهناك بلدان أخرى تُعيّر بعض الأديان عن طريق الربط الخاطئ بينها وبين "العبادات الشخصية" أو "المِلل المذهبية" الخطرة.
للتعصب أحياناً عدة مُكوّنات، بما في ذلك بعده الديني. فالعداء للسامية، مثلاً، يطال التمييز الديني والتمييز الإثني في آن، كما انه يستمر في تكوين مشكلة تُثير قلقاً كبيراً لدى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. يُبرز تقرير السنة الحالية زيادة مقلقة في العداء للسامية في عدة بلدان أوروبية وكذلك العداء للسامية المستمر في العديد من الدول ذات الأكثرية الإسلامية. فلمعالجة هذه القضية، استضافت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE)، في نيسان/إبريل في برلين، المؤتمر الثاني حول العداء للسامية شارك فيه وزير الخارجية كولن باول. وتطبق منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، كنتيجة لهذه المؤتمرات، عملية رصد وتُعدّ تقارير منتظمة حول حوادث العداء للسامية. شكّل هذان المؤتمران المتعددا الأطراف الحشدين الأولين المُخصّصين لهذا الموضوع بمفرده، وكذلك الأولّين اللذين تعاملا مع العداء للسامية كقضية تخص حقوق الإنسان.
تجدر الإشارة إلى انه لا ذكر للعراق في تقرير هذه السنة. فاستمراراً لما سبق أن اعتمدته وزارة الخارجية، فإننا لا نضع تقارير حول أسلوب حكمنا، لكننا نرحب بالتحقق الدقيق على يد مراسلين مسؤولين غيرنا. ففترة التقرير هذا تنتهي في 30 حزيران/يونيو التي توافق تقريباً تاريخ نقل السلطات من سلطة التحالف المؤقتة إلى الحكومة العراقية المؤقتة. ففي حزيران/يونيو قرر وزير الخارجية إلغاء وصف العراق "كبلد يُشكّل قلقاً خاصاً" بالنسبة لانتهاكاته الشديدة للحرية الدينية تحت نظام صدام حسين. فالقانون الإداري المؤقت للعراق الذي تمت المصادقة عليه في آذار/مارس، يتضمن أحكاماً تتعلق بحرية الدين، بما في ذلك الحق في "حرية الفكر، والضمير، والمعتقد الديني وممارسته". وسوف تنشر وزارة الخارجية الأميركية في مطلع السنة القادمة تقريرها السنوي عن ممارسات حقوق الإنسان في كل بلد، الذي سوف يتضمن قسماً عن الحرية الدينية في العراق منذ ان نقلت السلطة إلى الحكومة العراقية المؤقتة خلال نهاية سنة 2004.
يتكون الموجز التنفيذي هذا من ثلاثة أجزاء. يُعيّن القسم الأول العديد من البلدان حيث الحرية الدينية مقيّدة، ويُصّنف ممارساتها وسياساتها في خمس فئات. ويقدم القسم الثاني أمثلة عن الدول التي اتخذت حكوماتها خطوات ذات شأن لتشجيع او لحماية الحرية الدينية، وان بقيت هناك مشاكل جدية في تلك البلدان، أما القسم الثالث فيقدم لائحة بالأعمال الجديرة بالذكر التي قامت بها الولايات المتحدة لتشجيع الدول الأخرى على تعزيز الحرية الدينية. بعض البلدان وارد ذكرها في أكثر من قسم كم الموجز، حسب نوع الممارسات أو الأوضاع التي يتحدث عنها التقرير. ففي القسم الأول، يمكن تصنيف العديد من البلدان في أكثر من واحدة من الفئات الخمس؛ غير ان ضرورة الاختصار فرضت ان يَرد اسم كل بلد مُعيّن في لائحة مرة واحدة، وفي الفئة التي تميز بالصورة الفضلى الحواجز الأساسية التي تعترض الحرية الدينية في ذلك البلد.
القسم الأول: الحواجز بوجه الحرية الدينية الدولية
الأعمال التوتاليتارية والاستبدادية للإشراف على المعتقدات أو الممارسات الدينية تسعى الأنظمة التوتاليتارية والاستبدادية إلى مراقبة الفكر والتعبير الديني. كما ان مثل هذه الأنظمة تنظر إلى بعض أو إلى جميع المجموعات الدينية كأعداء للدولة بسبب محتواها الديني. فممارسة الدين يُنظر إليها أحياناً كثيرة كتهديد لأيديولوجيا الدولة ولسلطة الحكومة. وأحياناً كثيرة تلغي الدولة الأديان القائمة على الطابع الإثني لمجموعات دينية مُعيّنة.
بورما: تواصل حكومة بورما الانتهاك القاسي للحرية الدينية. أو الرصد لاجتماعات ونشاطات جميع المنظمات، بما فيها المنظمات الدينية. فهي تقيد بانتظام جهود رجال الدين البوذيين الرامية إلى تشجيع حقوق الإنسان والحريات السياسية، وتُثني عن، أو تحظّر بناء أماكن جديدة للعبادة للديانات الأقلية، كما تقوم في بعض مناطق الأقليات الإثنية بتشجيع البوذية بالقوة على حساب الأديان الأخرى وعلى الأخص بين أعضاء المجموعات الإثنية الأقلية، كما ان المجموعات المسيحية تواجه في معظم المناطق صعوبات في الحصول على أذونات لترميم الكنائس القائمة أو لبناء كنائس جديدة، في ذات الوقت الذي يتحدث فيه المسلمون عن حظر بناء المساجد الجديدة أو توسيع المساجد القائمة في أي مكان من البلاد. وقد استمرت أعمال العنف ضد المسلمين، كما رُصد الناشطون المسلمون، وقيّدت الحكومة قدرات المسلمين في العبادة والسفر بحرية.
الصين: لا يزال احترام الحكومة الصينية لحرية الدين وحرية الضمير مقصراً، وعلى الأخص بالنسبة للعديد من المجموعات الدينية غير المسجلة والحركات الروحية مثل فالون غونغ. وتتواصل الانتهاكات الشديدة للحرية الدينية، فأعضاء العديد من المجموعات الدينية غير المُسجلة، بما فيهم المجموعات البروتستانتية والكاثوليكية كانوا عرضة للقيود بما في ذلك الترهيب والمضايقة والتوقيف؛ غير ان درجة القيود تتفاوت إلى حد كبير بين منطقة وأخرى. ففي بعض الأماكن، يتحدث القادة الدينيون "السريون" عن ضغوط متواصلة للتسجيل لدى إدارة الدولة للنشاطات الدينية. فالنشاطات الروحية في الكنائس التي لم تُسجّل يمكن ان تُعتبر غير مشروعة ويمكن مجازاة المشاركين. ففي بعض المناطق، تلجأ السلطات الأمنية إلى التهديد، وتُدّمر الأملاك غير المُسجّلة كما تلجأ إلى انتزاع الاعترافات والاستجواب، والتوقيف، وأحياناً إلى الضرب والتعذيب لمضايقة قادة المجموعات غير المُرخصة وأتباعها. فقد استمر اعتقال وتوقيف وسجن ممارسي حركة فالون غونغ، أما الممارسون الذين يرفضون التنكّر لمعتقداتهم فانهم يخضعون أحياناً إلى معاملة قاسية في السجون، وإلى إعادة التأهيل في معسكرات العمل الشاق، كما وردت تقارير جديرة بالثقة تتحدث عن وفيات بسبب التعذيب وسوء المعاملة. وتعرضت المجموعات المسيحية التي تعتبرها الحكومة "عبادات شخصية" لرقابة دقيقة متزايدة على يد الحكومة. وفي المناطق التي حصلت فيها اضطرابات، وعلى الأخص بين المسلمين الأويغور في ولاية كسينجيانغ، يواصل المسؤولون فرض القيود للحد من بناء المساجد وتدريب رجال الدين، ويمنعون تدريس الإسلام للأطفال. صحيح ان السلطات تسمح بالعديد من الممارسات الدينية التقليدية ومظاهرها العامة في مناطق التيبّت، إلا أنها سرعان ما تقمع بقوة النشاطات التي ترى فيها وسيلة للمعارضة السياسية او للدعوة لاستقلال التيبّت، مثل النشاطات الدينية التي تُوقّر الدالاّي لاما.
كوبا: تواصل وزارة الداخلية في كوبا مراقبة ورصد النشاطات الدينية وتستخدم الرقابة، والتغلغل والمضايقة ضد المجموعات الدينية، ورجال الدين، والأفراد العاديين. وترصد الحكومة جميع المجموعات الدينية بما فيها تلك المسجلة والمؤسسات الراسخة. وتواصلت مضايقات الحكومة لأماكن العبادة الخاصة حسب تقارير الكنائس الإنجيلية التي تتحدث عن أعمال طرد من المنازل المستخدمة للعبادة. فالسلطات تقيّد استيراد وتوزيع المواد الأدبية الدينية كما انها ترصد المنشورات التي تصدرها الكنيسة. يسمح القانون ببناء كنائس جديدة متى تم الحصول على التراخيص المطلوبة لكن الحكومة لم تسمح أبداً برخص البناء اللازمة، مُجبرة بذلك العديد من الكنائس على السعي للحصول على أذونات للاجتماع في المنازل الخاصة. وعلى المجموعات الدينية أيضاً الحصول على ترخيص لإعادة بناء أو ترميم أماكن العبادة القائمة. فعملية الحصول على رخصة وشراء مواد البناء من المراكز الحكومية طويلة ومكلفة. ولا يحق للكنيسة تدريب الكهنة الذين تحتاج إليهم أو إحضارهم من الخارج، كما لا يسمح لها بإقامة مؤسسات اجتماعية بما في ذلك المدارس، والجامعات، والمستشفيات، والعيادات، ودور الرعاية الصحية.
لاوس: واصلت السلطات في بعض المناطق إظهار عدم التسامح إزاء الديانات الأقلية، وعلى الأخص الديانات ذات التسميات البروتستانتية، وردت تقارير تتحدث عن ضغوطات يمارسها الموظفون المسؤولون المحليون على الأقلية المسيحية للتنازل عن عقيدتها عن طريق التهديد بالتوقيف او الطرد بالقوة من قراها. كما وردت عدة أمثلة عن أشخاص احتُجزوا او أوقفوا بسبب عقيدتهم الدينية في ولايات سفاناخيت وآتابو. كان هناك سجينان دينيان معروفان، كلاهما عضو في الكنيسة الإنجيلية اللاوسية، وهي الكنيسة البروتستانتية المسيحية المحلية في البلاد. صحيح ان مرسوم رئيس الوزراء حول الممارسة الدينية يؤمّن، من حيث المبدأ، آلية لتسجيل الطوائف الدينية الجديدة، لكن رغبة الحكومة في توحيد الممارسات الدينية لأغراض التحكّم بها قد أعاقت تسجيل الطوائف الجديدة. وقد جرى اتهام الذين أوقفوا بسبب نشاطاتهم الدينية بجرائم أمنية او جنائية أخرى مبالغ فيها، ويُحتجز الموقوفون لفترات طويلة دون محاكمة كما ان حقوق المتهم في الدفاع عن نفسه محدودة. فالموقوف او المُدان بجرائم دينية لا ينعم بالكثير من الحماية بموجب القانون.
كوريا الشمالية: الحرية الدينية الحقيقية غير موجودة كما ان الانتهاكات الشديدة التي تتعرض لها الحرية الدينية تتواصل. فالنظام قمع بقساوة المجموعات الدينية غير المُرخّصة خلال السنوات الأخيرة، وهناك تقارير غير مثبتة تتحدث عن قتل أعضاء في الكنائس المسيحية. علاوة على ذلك، يتعرض الأشخاص الدينيون الذين يحاولون هداية الناس إلى الدين المسيحي او الذين لهم صلات بالمجموعات الإنجيلية العاملة في جمهورية الصين الشعبية للتوقيف وللغرامات القاسية حسب العديد من التقارير غير المؤكدة. فالهاربون من البلاد الذين أجرى معهم مقابلات عامل سابق في مجال المساعدات الإنسانية يزعمون ان المسيحيين يُسجنون ويُعذّبون بسبب قراءة الكتاب المقدس او التحدث عن الله، وان بعض المسيحيين تعرضوا لتجارب بيولوجية حربية. لكن الحكومة تحظر عملياً المراقبين الخارجيين من تأكيد تلك التقارير.
فيتنام: لا يزال احترام الحرية الدينية في فيتنام مقصراً، بل أنه تراجع بالنسبة لبعض المجموعات، وعلى الأخص، الأقليات الإثنية البروتستانتية وبعض البوذيين المستقلين، وان كان قد تحسن قليلاً بالنسبة للعديد من الممارسين. وتواصل الحكومة فرض القيود بصورة ملموسة، وخاصةً على النشاطات المنظمة العلنية للمجموعات الدينية التي لم تعترف بها الحكومة. فالإشراف على الديانات المعترف بها ومضايقة أتباع الديانات غير المعترف بها يتفاوت بين مكان وآخر، وأحياناً كثيرة يكون نتيجة للتفسيرات المحلية المتفاوتة للسياسة القومية. فالمجموعات الدينية واجهت قيوداً على تدريب ورسم الكهنة وعلى القيام بنشاطات تربوية وإنسانية، ووردت تقارير جديرة بالثقة طيلة سنوات عديدة تقول ان الموظفين المسؤولين المحليين واصلوا الضغط على الأقليات الإثنية البروتستانتية للتنكر لعقيدتها. فحسب تقارير موثوق بها، أوقفت الشرطة بصورة اعتباطية وضربت أحياناً المؤمنين الدينيين، وعلى الأخص في المناطق الإثنية الأقلية الجبلية. فخلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، قيل ان أحد القادة البروتستانت في المناطق المرتفعة في الشمال الغربي من البلاد ضُرب حتى الموت لرفضه التنكر لعقيدته. وفي تشرين الأول/أكتوبر 2003، أوقفت السلطات عشرة قادة للكنيسة البوذية الموحدة في فيتنام، من ضمنهم اثنان سبق ان أُطلق سراحهما قبل أشهر قليلة، بعد ان عقدا اجتماعاً دون إذن من الحكومة في ولاية بنه دنه. وفي سنة 2003، توجّه الحزب الشيوعي في فيتنام كما الحكومة بدرجة رسمية أكبر نحو الاعتراف والتأييد بصورة كاملة أكثر، دور النشاط الديني "الشرعي" في المجتمع. وفي نفس الوقت، ذكر الحزب الشيوعي الفيتنامي الأهمية الغالبة "للوحدة القومية" وذلك للتأكيد الأكثر وضوحاً على سيطرة الحزب على المجموعات الدينية.
عداء الدولة تجاه الديانات الأقلية او غير المُرخّصة
بعض الحكومات التي لا تطبق الرقابة الكاملة على الديانات الأقلية تُظهر مع هذا عداوة وقمعاً إزاء بعض منها، او تُعتبر المجموعات الدينية بمثابة "تهديدات أمنية". وتطبق هذه الحكومات سياسات ترمي إلى ترويع ومضايقة بعض المجموعات الدينية، وتطالب أبتاعها بالتنكر لعقيدتهم او تدفع ببعض أعضاء المجموعات الدينية لمغادرة البلاد.
إريتريا: استمر احترام الحكومة للحرية الدينية في التراجع خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، فقد رصدت الحكومة وضايقت، وأوقفت، واحتجزت أعضاء المجموعات الإنجيلية الإحيائية المستقلة، والكنيسة الأرثوذكسية الإريترية، وشهود يهوى. وقالت عدة تقارير جديرة بالثقة ان أكثر من 400 عضو من مجموعات دينية غير معترف بها تم إيقافهم او احتجازهم، فالقيود الحكومية تجعل من الصعب تحديد العدد الدقيق للمساجين الدينيين الحاليين، لكن من المرجح ان يتجاوز هذا العدد المئتي سجين. فمساجين الضمير يتعرضون أحياناً كثيرة لمعاملة غير إنسانية تتضمن الظروف المعيشية التعيسة وإساءة المعاملة. ووردت العديد من التقارير حول التعذيب الجسدي والمحاولات القهرية للتنكّر للمعتقد الديني. وترفض الحكومة طلبات تأشيرات رجال الدين الراغبين في السفر إلى البلاد للاجتماع بأبرشياتهم. فبعد القرار الحكومي الصادر في أيار/مايو 2002 الذي يفرض على جميع المجموعات الدينية بتسجيل نفسها او التوقف عن كل نشاط، أقفلت الحكومة جميع المرافق الدينية التي لا تنتمي إلى المجموعات الدينية المعترف بها، وهي المسيحيون الأرثوذكس، والمسلمون، والكاثوليك، والكنيسة الإنجيلية اللوثرية. هذه الإجراءات ورفض الحكومة السماح لأي تسجيل، والقيود على عقد اجتماعات دينية، تواصلت خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير.
إيران: قامت الحكومة في إيران بانتهاكات قاسية جداً للحرية الدينية. فقد ذكر أعضاء في الأقليات الدينية في البلاد -- بمن فيهم المسلمون السُنّة، والبهائيون واليهود، والمسيحيون عن اعتقالات ومضايقات وترويع وتمييز قائمة على أساس عقائدهم الدينية. فجميع الأقليات الدينية تعاني من درجات مختلفة من التمييز المقبول رسمياً، وعلى الأخص في ميادين التوظيف، والتعليم، والإسكان. فليس من حق البهائيين تعليم او ممارسة عقيدتهم او الحفاظ على صلاتهم بأبناء دينهم في الخارج. وهم عرضة للمضايقة والترويع والتوقيف الاعتباطي. ففي الوقت الذي أُطلق سراح ثلاثة بهائيين من السجن (إثنان بعد إتمام الحكم عليهم بالسجن لمدة طويلة)، بقي أحدهم في السجن، كما باشرت السلطات في تدمير موقعين مُقّدسين للبهائيين. صحيح ان اليهود معترف بهم كأقلية دينية لكن هناك ادعاءات متكررة بالتمييز المسؤول. فسياسة الحكومة المعادية لإسرائيل، مع النظرة بين المسلمين الراديكاليين إلى جميع المواطنين اليهود على انهم يؤيدون الصهيونية ودولة إسرائيل، تخلق جواً عدائياً بالنسبة لهذه الطائفة الصغيرة. وتطبق الحكومة بحذر حظرها لنشاطات التبشير للمسيحيين الإنجيليين عن طريق إغلاق الكنائس الإنجيلية وتوقيف المتحولين. تضمنت مضايقات الحكومة الرصد الواضح خارج الكنائس المسيحية من جانب الحرس الثوري لثني المسلمين او المتحولين عن دخول مباني الكنائس، كما يطالب الحرس بإبراز هويات المصلين في داخل الكنائس. ويلاقي المسلمون السُنّة التمييز الديني على المستويات المحلية والإقليمية والقومية، كما وردت تقارير عن تمييز تعرض له الممارسون للتقاليد الصوفية.
باكستان: تفرض الحكومة قيوداً على الحرية الدينية. فالدستور ينص على ان تكون القوانين متوافقة مع الإسلام ويفرض بعض العناصر الإسلامية على المسلمين كما على الأقليات الدينية. وقد فشلت الحكومة في عدة مجالات في حماية حقوق الأقليات الدينية؛ وردت أمثلة حول فشل الحكومة في التدخل في قضايا العنف الاجتماعي الموجّه إلى المجموعات الدينية الأقلية، فغياب الرد الحكومي اللازم ساهم في خلق جو من الإفلات من القصاص نتيجة أعمال العنف والترويع ضد الأقليات الدينية. فالعلاقات بين المجموعات الدينية المختلفة بقيت مُتوتّرة بصورة متكررة، كما استمرت أعمال العنف المذهبي والديني التي نتج عنها أكثر من مئة قتيل نُسبت إلى العنف المذهبي خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير. كما وُجهت أسوأ أعمال العنف الديني ضد الأقلية الشيعية في البلاد التي ظلت بصورة غير متوازنة ضحية القتل الفردي والجماعي. وذكرت مجموعات حقوق الإنسان انه حصلت حوادث خُطف خلالها أشخاص من المجموعات الأقلية، وعلى الأخص الهندوس والمسيحيون، وأجبروا على اعتناق الإسلام بالقوة.
المملكة العربية السعودية: لا وجود للحرية الدينية هناك. فالحرية الدينية غير معترف بها ولا هي مؤهلة للحماية بموجب قوانين البلاد، كما ان الحريات الدينية الأساسية ممنوعة على الجميع ما عدا أولئك الذين ينتمون إلى مذهب الإسلام السُنّي المعترف به. فالمواطنون محرومون من حرية اختيار او تغيير عقيدتهم، فالإسلام هو الدين المسؤول وعلى جميع المواطنين ان يكونوا مسلمين. أما المسلمون الذين لا ينتمون إلى التقليد السلفي المعترف به رسمياً (المسمى عادة الوهابية) يواجهون عواقب شديدة على يد المطوعين (الشرطة الدينية). وأعضاء الأقلية الشيعية يستمرون في مواجهة التمييز السياسي والاقتصادي بما في ذلك قلّة فرص التوظيف، وقلّة التمثيل المحدود جداً في المؤسسات المسؤولة، والقيود على ممارسة عقيدتهم وعلى بناء المساجد والمراكز الدينية. وقد استمر التمييز الديني والمذهبي في المجتمع خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير بما في ذلك شجب الديانات غير الإسلامية على لسان واعظي المساجد الذين تُعيّنهم الحكومة. وحصلت عدة أمثلة عن حالات استخدم فيها خطباء المساجد الذين يتلقون أجورهم من الحكومة، خطابات معادية لليهود وللمسيحيين في عظاتهم. فالحكومة تحظر النشاطات الدينية العامة غير الإسلامية. والمصلون من غير المسلمين يتعرضون للتوقيف، والسجن، والجلد، والإبعاد، وأحياناً للتعذيب لقيامهم بنشاطات دينية تلفت الانتباه المسؤول. فالتبشير من جانب غير المسلمين، بما في ذلك توزيع المواد الدينية غير الإسلامية مثل الكتاب المقدس، غير قانوني.
السودان: تواصل حكومة السودان انتهاكاتها القاسية جداً للحرية الدينية. هناك العديد من القيود على غير المسلمين، وعلى المسلمين من غير العرب، والمسلمين المنتمين إلى قبائل او طوائف لا تنتمي إلى الحزب الحاكم. فقد جاءت الحكومة إلى السلطة بعد انقلاب سنة 1989 هدفه الاسلمة واعُتبر الإسلام دين الدولة الذي يجب ان تُستوحى منه القوانين والمؤسسات والسياسة في البلاد. فطلبات بناء المساجد تمنح عادة، لكن عملية طلب بناء كنائس أصعب من ذلك. فوزير الإرشاد والأوقاف رفض منح رخص البناء لمعظم المجموعات غير الإسلامية زاعماً ان القيود المحلية تحظر بناء أماكن للعبادة في المناطق السكنية. كان آخر إذن صدر سنة 1975. العديد من غير المسلمين يقولون انهم يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية وانهم يتعرّضون للتمييز في الوظائف الحكومية والعقود. ويتلقى بعض المسلمين معاملة تفضيلية بالنسبة للخدمات الحكومية المحدودة مثل الوصول إلى العناية الطبية والمعاملة التفضيلية في القضايا أمام المحاكم حيث يكون هناك مسلمون وغير مسلمين. وردت أيضاً تقارير تشير إلى بعض حوادث اعتناق الإسلام لتأمين الوظائف وللوصول إلى مساعدات الخدمات الاجتماعية التي توفرت في معظمها عبر الجمعيات الخيرية الإسلامية. ففي غرب البلاد، في ولايات دارفور الثلاث، تواصلت الحرب بين الميليشيات العربية الإسلامية التي تدعمها الحكومة وبين المسلمين الأفريقيين خلال فترة هذا التقرير، نتج عنها التطهير العنصري وإعادة توزيع السكان المسلمين الأفارقة في المنطقة. ووردت تقارير تقول ان المساجد التي تخص المسلمين الأفارقة هدمت خلال النزاع. وتبعاً لهذا القول، فالنزاع في دارفور في الأساس نزاع إثني وعنصري.
تركمنستان: واصلت الحكومة هناك سيطرتها المُحكمة على ممارسة الدين على الرغم من ان القرار الرئاسي الموقع في آذار/مارس وأيار/مايو خفف قيود قانون أكثر تشدداً بالنسبة للدين كان قد أُقر في تشرين الثاني/نوفبمر 2003. فالحكومة تتحكم في التعيينات القيادية للمجموعتين الأرثوذكسية الروسية والمسلمة السُنّية. ويتوجب على لجنة الشؤون الدينية الموافقة على كل مواد التعليم الديني. فالأئمة المحليون لا يحق لهم تعليم الفقه الإسلامي، الذي لا يمكن ان يُدرّس إلاّ في كلية الفقه في جامعة الدولة التركمانية. وتَعتبر الحكومة المشاركة في، او رعاية الديانات غير التقليدية كتهديد محتمل للأمن القومي وتطالب جميع المجموعات بتنسيق اتصالاتها مع جميع الأجانب عبر وزارة العدل ووزارة الشؤون الخارجية. فالأبرشيات غير المسجلة لا يحق لها عقد اجتماعات عامة او التبشير او توزيع / نشر المواد الدينية، فالقانون يُقيّد حرية الاجتماع والعبادة الخاصة. فرضت الحكومة عدداً من الغرامات المالية على المجموعات الدينية التي حاولت الاجتماع للصلاة، وان لم ترد تقارير عن فرض غرامات منذ نيسان/إبريل. في نهاية الفترة التي يُغطّيها التقرير، تحسّن احترام الحكومة للحرية الدينية، فقد عُدّل القانون المُقيّد للسماح بتسجيل أربع مجموعات دينية، كما ان التعديلات التي أُدخلت على سياسة الحكومة إزاء الأقليات الدينية ولدّت خفضاً ملحوظاً في مضايقة أبرشيات الأقليات.
أوزباكستان: واصلت الحكومة ارتكاب العديد من سوء المعاملة الجدّية إزاء الحرية الدينية. سمحت الحكومة بتفعيل ما تعتبره الدين الرئيسي لكنها استشهدت بالقانون الخاص بحرية الضمير والمنظمات الدينية لتقييد الحرية الدينية للمجموعات الأخرى. هذا القانون يناقض المعايير المعترف بها دولياً كما ان شروط تسجيل المنظمات الدينية صارمة ومرهقة، وان كانت الكنائس المسيحية عادة مقبولة طالما انها لا تحاول كسب المهتدين من بين الإثنية الأوزبكية. فالقانون يحظر، أو انه يقيد بصورة قاسية جداً، النشاطات مثل التبشير واستيراد وتوزيع المنشورات الدينية، وتوفير التعليم الديني الخاص، وهناك عقوبات مدنية وجنائية قاسية للذين يخالفون هذا القانون. واصلت الحكومة حملتها ضد المجموعات الإسلامية غير المرخصة التي ترتاب في أن لها مشاعر او نشاطات متطرفة وأوقفت العديد من الأعضاء المزعومين لتلك المجموعات وأصدرت بحقهم أحكاماً بالسجن طويلة الأمد. ويواجه الأشخاص المتهمون بالتطرف أحياناً كثيرة معاملة سيئة جداً في السجن بما في ذلك التعذيب. فخلال الفترة التي يغطيها التقرير، أطلقت الحكومة سراح 704 أشخاص كجزء من عفو عام على نطاق واسع كما ان عدد الموقوفين استمر بالهبوط خلال نهاية سنة 2003. لكن، بعد سلسلة من الحوادث الإرهابية في أواخر آذار/مارس وبداية نيسان/إبريل، زجت الحكومة في السجن بحوالي 200 شخص، واعتبرت ان الأكثرية العظمى من الموقوفين تنتمي إلى حزب التحرير، وهو حزب سياسي إسلامي، او إلى المجموعات الأخرى المسماة "وهابية". فإذا تركنا جانباً تِهَم الإرهاب، كما في الأعوام السابقة، فان نسبة مئوية كبيرة من الذين أودعوا السجن بتهمة التطرف تم توقيفهم بصورة إعتباطية. هذه الحملة قادت الحكومة لأن ترتاب جداً من الأكثر تمسكاً بممارسة الشعائر الدينية بين السجناء، بما فيهم الذين يرتادون المساجد بصورة متكررة، والملتحون، والنساء المحجبات، وهذا ما أوجد جواً من الترويع والخوف لدى بعض المؤمنين الأتقياء. ويجد عدد من المجموعات الدينية الأقلية، بما في ذلك تشكيلة من المِلَل المسيحية، صعوبة في تلبية شروط التسجيل الصارمة التي وضعها القانون. فكما في السنوات الماضية، ذكرت المجموعات البروتستانتية التي تعمل مع أوزبكيين إثنيين انها تعمل في جو من المضايقة والخوف.
إهمال الدولة للتمييز المجتمعي ضد الأقليات
الدينية أو اضطهادها
لدى بعض البلدان تشريعات تُثني عن التمييز والاضطهاد الديني لكنها تُقصّر في الحؤول دون وقوع النزاعات والمضايقات او الأعمال الأخرى المؤذية. ولا تردّ دول أخرى بطريقة مناسبة او بقوة على الاعتداءات على الحرية الدينية من جهة الكيانات غير الحكومية او من جانب المسؤولين المسؤولين عن فرض تطبيق القانون.
بنغلادش. للمواطنين عموماً حرية ممارسة الديانة التي يختارون، لكن الشرطة عادة غير ذي فعّالية في دعم القانون والنظام، وهي في أحيان كثيرة بطيئة في مساعدة أعضاء الأقليات الدينية التي كانت ضحية الجرائم. يشير نشطاء حقوق الإنسان إلى الزيادة في أعمال العنف لأسباب دينية. فالأقليات الدينية لا تزال غير ممثلة كما يجب في معظم الوظائف الحكومية، وعلى الأخص على المستويات العليا من الخدمات المدنية والخارجية. وردت تقارير عدة عن أعمال تمييز او عنف ضد الأقليات الدينية؛ يمكن التأكد من بعضها (وليس منها جميعاً) بصورة مستقلة. وقصّرت الحكومة أحياناً في التحقيق في الجرائم وفي مقاضاة الفاعلين الذين هم أحياناً كثيرة قادة عصابات محلية. ذكر بعض المراسلين الأجانب ان قوى الأمن الداخلي رصدت عن كثب نشاطاتهم. القانون لا يسمح للمواطنين بالتبشير ولا يمنعه، غير ان السلطات والمجتمعات المحلية تعترض أحياناً كثيرة على الجهود الرامية إلى تحويل الناس عن الإسلام إلى ديانات أخرى، كما ان المواقف المعادية للساميّة منتشرة بين بعض النشطاء الإسلاميين وهي كذلك واضحة في تعليقات الصحف.
مصر. تواصل الحكومة محاكمة المواطنين بسبب معتقداتهم التي تعتبرها غير قويمة أو غير تقليدية. وهي ترفض منح بطاقات الهوية او شهادات الولادة وأذونات الزواج إلى أعضاء الطائفة البهائية. وردت شكاوى عديدة حول تأخير بناء الكنائس، ويتعرض المسيحيون للتمييز في القطاع العام وفي تعيينات الأساتذة في الجامعات. وقد رُفض قبول المسيحيين في جامعة الأزهر، وهي مؤسسة ممولة من المال العام. وتعرض الذين اتهموا بالتبشير للمضايقات من قبل الشرطة او أوقفوا بتهمة انتهاك القانون الجزائي الذي يحظر السخرية من، او إهانة الديانات السماوية، او التحريض على النزاعات المذهبية. لا تعترف الحكومة بتحول الناس عن الإسلام إلى المسيحية او الديانات الأخرى. يخضع ترميم المساجد والكنائس الآن لنفس القوانين لكن يبدو ان تطبيق القوانين أشد صرامة بالنسبة للكنائس مما هو للمساجد، فحوادث منع او تأخير الأذونات يتفاوت ويتوقف أحياناً كثيرة على موقف المسؤولين المختصين بالأمن في السلطات المحلية وموقف الحاكم إزاء الكنيسة. وهناك تقارير جديرة بالثقة عن مضايقات حكومية او عن عدم التعاون مع محاولات العائلات المسيحية استرداد الوصاية على بناتهن في حالات الزواج بين فتاة مسيحية تحت السن القانونية وبين فتى مسلم. وردت تقارير جديرة بالثقة تقول ان ثلاثة من أصل أربعة مسلمين شيعية، كانوا قد أوقفوا في كانون الأول/ديسمبر واحتجزوا دون ان توجه إليهم أي تهم، عُذّبوا في السجن. في كانون الثاني/يناير، أسست الحكومة المجلس القومي لحقوق الإنسان برئاسة قبطي مسيحي. محكمة التمييز التي هي أعلى محكمة للاستئناف في البلاد، وافقت على تبرئة 94 من أصل 96 من المشتبه بهم الذين اتهموا بجرائم مختلفة ارتكبت خلال النزاع المذهبي سنة 2000 في الكوش، فشلت الحكومة في محاكمة المسؤولين عن قتل 21 مسيحياً ذهبوا ضحية هذا النزاع.
جورجيا. قبل نقل السلطة في تشرين الثاني/نوفمبر، فشلت الشرطة المحلية والمسؤولون الأمنيون، أحياناً، في حماية المجموعات الدينية غير التقليدية. فالكنيسة الأرثوذكسية الجورجية تتمتع بوضع يُعفيها من الضرائب غير متوفر للمجموعات الأخرى، كما انها تحاول الضغط على البرلمان والحكومة لإصدار قوانين تمنحها وضعاً قانونياً خاصاً، وتقيد نشاطات الإرساليات من الديانات الأخرى. فبعض أعضاء المعتقدات غير التقليدية تعرضوا للقيود على عبادتهم ن طريق التهديد والترويع واستخدام القوة من جانب المتطرفين الأرثوذكس المحافظين المُغالين، والذين فشلت الحكومة السابقة أحياناً في السيطرة عليهم. ففي عدد من المناسبات، أيام الحكومة السابقة، قامت الشرطة المحلية والمسؤولون الأمنيون بمضايقة المجموعات الدينية غير الأرثوذكسية وعلى الأخص المرسلين المحليين والأجانب، بما فيهم أعضاء شهود يهوى، والمعمدانيون، والانجيليون والمسيحيون الاحيائيون، وأتباع الهارا كريشنا. فشهود يهوى توقفوا عن تنظيم اجتماعات عامة بسبب العنف المتواصل ضدهم وفضلوا اللقاءات في منازل خاصة. كما طوق المحتجون منزلاً في تبيليسي لمدة ستة أسابيع لمنع المسيحيين الاحيائيين المتحدثين بالروسية من حضور فروض الصلاة في ذلك المنزل. وطالبت الحكومة الأميركية المسؤولين في الحكومة السابقة، مراراً وتكراراً، بتوقيف قائد حركة العنف ضد الأقليات الدينية، وهو كاهن أرثوذكسي سابق، يُدعى باسيلي مكالفشفيلي، وقامت الحكومة الجديدة بتوقيفه في آذار/مارس الأمر الذي حسن الوضع بصورة محسوسة بالنسبة للمجموعات الدينية الأقلية.
غواتيمالا. لا توجد في غواتيمالا سياسة تمييز حكومية، لكن نقص الموارد وغياب الإدارة السياسية لفرض القوانين السارية المفعول، ولتطبيق اتفاقيات السلام تُقيّد حرية التعبير بالنسبة لممارسة ديانات السكان الأصليين. يلاحظ قادة السكان الأصليين ان ثقافة المايا لا تحصل على الاعتراف المسؤول الذي تستحقه. فالحكومة لم تؤمن الآليات لسيطرة السكان الأصليين على، او تأمين وصولهم المجاني إلى المواقع الاحتفالية المعتبرة مقدسة في ثقافة أهل البلاد الأصليين. فالأفراد الذين يسعون إلى ممارسة الشعائر الدينية التقليدية في المواقع المقدسة عليهم دفع رسوم دخول او التقدم بطلب إذن قبل وقت طويل لدى المعهد الانثروبولوجي التاريخي (وهو قسم من وزارة الثقافة). الحكومة تستخدم المواقع المقدسة كمقصد للسواح يُولد الدخل، وهو ما يعتبره بعض السكان الأصليين تعدّياً على حقوقهم الروحية. في تشرين الأول/أكتوبر 2001، تعهدتسمت الحكومة أمام لجنة بتعيين الأماكن المقدسة انها ستعالج تلك القضايا، غير ان اللجنة لم تقم بأي عمل لمعالجة هواجس السكان الأصليين منذ تشكيلها.
الهند. تحسن الوضع القانوني للحرية الدينية بطرق عدة، لكن المشاكل لا تزال قائمة في بعض المناطق، خلال معظم المدة التي يغطيها هذا التقرير، كانت الحكومة المركزية بقيادة تحالف اسمه التحالف الديمقراطي الوطني، وكان الحزب القائد في التحالف حزب باهاراتيا جاناتا، وهو حزب قومي هندي له ارتباطات بالمجموعات الهندوسية المتطرفة التي اتهمت بالقيام بأعمال عنف ضد المسيحيين والمسلمين. الحكومة بقيادة حزب باهارتيا جاناتا لم تتحرك أحياناً بصورة فعّالة لمقاومة الاعتداءات المجتمعية ضد الأقليات الدينية، وضد محاولات حكومات الولايات والحكومات المحلية لتقييد الحرية الدينية. هذا التقصير نتج جزئياً عن القيود القانونية الملازمة لهيكلية البلاد الفدرالية، وفي جزء آخر منه إلى الفشل ي فرض القانون وأنظمة العدالة. التوترات بين المسلمين والهندوس، والى حد ما، بين المسيحيين والهندوس، سببت مشاكل. حصلت اعتداءات على الأقليات الدينية في العديد من الولايات، ورأى بعض المتطرفين في التحقيقات والمقاضاة غير الفعّالة المتعلقة بالهجمات على الأقليات الدينية إشارات تقول ان مثل هذا العنف يمكن ان يحصل دون عقاب. هناك قوانين ضد التحول عن دين إلى دين آخر في العديد من الولايات. ففي أواخر أيار/مايو، جاء إلى الحكم تحالف جديد، أي التحالف التقدمي المتحد، وتعهّد احترام تقاليد الدولة العلمانية والتسامح الديني، وتوجيه اهتمام خاص بحقوق الأقليات الدينية.
إندونيسيا. تعترف الحكومة بخمس ديانات رئيسية فقط. اما الأشخاص الذين ينتمون إلى المعتقدات الأخرى فيواجهون التمييز المسؤول بصورة متكررة، وأحياناً كثيرة في سياق التسجيل المدني لعمليات لزواج والولادة ولإصدار بطاقات الهوية. وتغضّ قوى الأمن الطرف بين الفينة والفينة عن التمييز وعن سوء معاملة المجموعات الدينية على يد الفاعلين الخاصين، كما ان الحكومة قصّرت في بعض الأحيان في معاقبة الفاعلين. أدّت الاشتباكات المذهبية إلى مقتل 46 شخصاً في سولاويزي الوسطى و 47 شخصاً على الأقل في جزر ملقة. اتخذت الحكومة خطوات لوقف انفجار العنف في ملقة وسولاويزي الوسطى، غير ان بعض أعضاء المجتمعات المسيحية والإسلامية في مناطق النزاع يزعمون ان أعضاء القوات المسلحة والشرطة إما قاموا بالهجمات او أيدوا بعضاً منها.
نيجيريا. في الوقت الذي تحترم فيه الحكومة الفدرالية عادة الحرية الدينية، حصلت حالات وُضعت فيها قيود على النشاط الديني بحجة التعامل مع الهواجس الأمنية والسلامة العامة. فالتوتر الديني بين المسيحيين والمسلمين لا يزال عالياً في بعض مناطق البلاد كما حصلت عدة نزاعات اقتصادية -- إثنية اتخذت لوناً دينياً. قتل مئات الناس في تلك الاشتباكات، وزَعَم المسيحيون ان الإسلام تم تبنيه كأمر واقع كدين الدولة في عدة ولايات شمالية. فتحديد الشريعة الإسلامية لتغطية الاعتداءات الإجرامية في العديد من الولايات الشمالية ولّد نقاشاً قومياً حول ما اذا كانت العقوبات التي تفرضها الشريعة مثل قطع الأعضاء والرجم بالحجارة والجلدْ بالعصي تعتبر بموجب الدستور "تعذيباً او معاملة غير إنسانية او مُذِلّة". العديد من الولايات يحظر إجراء الطقوس الدينية في الهواء الطلق بعيداً عن أماكن العبادة خوفاً من ان تؤدي هذه الخدمات الدينية إلى زيادة التوترات بين الديانات او ان تقود إلى العنف. ويواصل العديد من حكومات الولايات الشمالية منع التبشير العام تجنباً للعنف الإثني -- الديني.
سري لانكا. كان هناك تدهور عام لأوضاع الحرية الدينية بسبب أعمال المتطرفين. ففي نهاية عام 2003 ومطلع 2004، دمّر المتطرفون البوذيون الكنائس المسيحية وضايقوا وأساؤوا معاملة القساوسة وأعضاء ابرشياتهم. ووردت تقارير عن 100 هجوم على مباني الكنائس المسيحية وعلى أعضائها، أكد عدة عشرات منها المراقبون الدبلوماسيون. وذكرت المنظمات غير الحكومية انه في أغلبية الحالات، فشلت الشرطة في حماية الكنائس والمواطنين من الهجمات. في أيار/مايو، قدم عضو البرلمان من حزب جاثيخا هيلا أورومايا إلى البرلمان مُسودّة قانون لمنع تحول الناس إلى غير دينهم. وفي حزيران/يونيو قدم وزير الشؤون البوذية مسودة قانون منفصل ضد تحول الناس عن دينهم إلى مجلس الوزراء. لم يُصادَق رسمياً على مسودة القانون إلاّ أنها أرسلت إلى المدعي العام للمراجعة التي كانت لا تزال جارية في نهاية الفترة التي يغطيها هذا التقرير. حصل نقاش عام واسع للقانون كما أعرب العديد من المسؤولين الحكوميين عن هواجسهم بالنسبة لمثل هذا التشريع.
القوانين التمييزية او السياسات الضارة
بديانات مُعيّنة
أقرت بعض الحكومات قوانين تعطي الأفضلية لديانات الأكثرية وتميز ضد ديانات الأقلية. ينتج عن هذا في أحيانً كثيرة، السيطرة التاريخية لديانة الأكثرية كما التحيّز ضد ديانات الأقلية أو الديانات الجديدة. فهناك في تلك البلدان، قطاعات واسعة من المواطنين تنظر بحذر إلى الديانات الجديدة.
أذربيجان. ذكرت بعض المجموعات الدينية حصول تأخير ورفض لتسجيل بعض الديانات. فالسلطات المحلية ترصد بين الفينة والأخرى الطقوس الدينية كما ان المسؤولين ضايقوا أحياناً المجموعات الدينية غير التقليدية، وعلى الأخص جماعة مسجد الجمعة الذي لم يحصل إمامه، إلغار إبراهيم أوغلو، على موافقة مجلس مسلمي القوقاز المصادق عليه لدى الحكومة. حاولت حكومة مدينة باكو استخدام تسجيل الدين كشرط لاستخدام مسجد الجمعة المسجل كَمعلم تاريخ. في شباط/فبراير وآذار/مارس، طلبت حكومة المدينة من المحاكم طرد جماعة مسجد الجمعة وإمامها غير المُرخّص له من مسجدها التاريخي في مدينة باكو القديمة. في 11 آذار/مارس، أقامت جماعة مسجد الجمعة دعوى وحصلت على تأجيل للطرد بانتظار الاستئناف. تمسكت محكمة الاستئناف في 22 نيسان/إبريل بقرار محكمة مقاطعة "سبايل" القاضي بطرد الجماعة، وباشر المسؤولون في وزارة العدل والشرطة عملية الطرد التي أمرت بها المحكمة صباح الثلاثين من حزيران/يونيو. قانون الحرية الدينية يحظر على الأجانب التبشير وتطبقه الحكومة بصرامة. يسمح القانون بإنتاج وتوزيع المواد الدينية بعد موافقة لجنة الدولة للعمل مع الجمعيات الدينية؛ غير انه يبدو ان السلطات تمنع الأفراد بصورة انتقائية من استيراد وتوزيع المواد الدينية. كما ظهرت في العديد من الصحف في البلاد مقالات تنتقد الوهابية والإرساليات المسيحية.
بيلاروس. ظلت شروط الحرية الدينية في بيلاروس تعيسة خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير. فبعد قانون سنة 2002 الذي يُقيد بشدة الحرية الدينية، وبعد الاتفاق الذي تم بين الكنيسة الأرثوذكسية البيلاروسية وبين الحكومة، والقاضي بترفيع الوضع القانوني للكنيسة، واصلت السلطات مضايقاتها للديانات والفرق الأخرى. فالقانون الجديد الخاص بالدين يطالب جميع المجموعات المسجلة سابقاً بإعادة تسجيلها بحلول تشرين الثاني/نوفبمر 2004، كما منع على الفور جميع النشاطات الدينية من جانب المجموعات الدينية التي لم يسبق لها ان تسجلت. رفضت الحكومة مراراً وتكراراً طلبات التسجيل التي تقدمت بها بعض هذه المجموعات الدينية، بما في ذلك عدد من الطوائف البروتستانتية، والكنيسة الأرثوذكسية البيلاروسية، المستقلة وبعض الديانات الشرقية. فبدون التسجيل يجد العديد من هذه المجموعات صعوبة، ان لم يكن استحالة، استئجار او شراء ممتلكات لإقامة الطقوس الدينية. كما يطلب من جميع المجموعات الدينية الحصول على الموافقة المسبقة للحكومة لاستيراد وتوزيع المنشورات. ان المساعدات المالية الحكومية فمحصورة بالكنيسة الأرثوذكسية البيلاروسية قادرة على الاستفادة من حسومات ضريبية خاصة على الأراضي والأملاك. يتواصل بيع وتوزيع المنشورات المعادية للساميّة عبر موزعي الصحف الحكومية، والوكالات الحكومية، وفي المخازن وخلال الأحداث التي تعود للكنيسة الأرثوذكسية الروسية. وقد واصلت أكاديمية العلوم الوطنية بيع المواد المعادية للساميّة.
بروناي. أتباع المعتقدات غير الإسلامية لا يحق لهم التبشير كما ان المدارس المسيحية لا يحق لها تعليم الدين المسيحي. على جميع المدارس ان توفّر تعليماً في العقيدة الإسلامية إلى جميع الطلاب. وتستخدم الحكومة تشكيلة القوانين البلدية وقوانين التخطيط والتشريعات الأخرى لتقييد انتشار الديانات الأخرى غير الإسلام المسؤول. تقيّد الحكومة ممارسة الديانات غير الإسلامية عن طريق منع دخول البلاد لرجال الدين الأجانب او لبعض الكهنة، او المطارنة او القساوسة، بين الفينة والأخرى، وعن طريق منع استيراد مواد التعليم الدينية مثل الكتاب المقدس؛ وعن طريق رفض أذونات توسيع، وترميم او بناء الكنائس والمعابد او المقامات الدينية. المسلمون الذين يرغبون في تغيير دينهم أو التخلي عنه يواجهون صعوبات بالغة.
إسرائيل والأراضي المحتلة. يصف إعلان استقلال إسرائيل البلاد على أنها "دولة يهودية"، لكنه ينص أيضاً على المساواة الاجتماعية والسياسية الكاملة بصرف النظر عن الانتماء السياسي. غير ان بعضاً من غير اليهود لا زالوا يواجهون التمييز في ميادين التعليم، والإسكان، والتوظيف. فالمدارس في المناطق العربية، بما في ذلك مدارس الأبرشيات الدينية، تتلقى موارد أقل بكثير من المدارس اليهودية المماثلة. قوانين بناء أماكن العبادة فُرضت بصورة انتقائية تقوم على الدين. السكان من غير اليهود ليسوا ممثلين كما يجب في الجسم الطلابي وفي هيئات التعليم لدى معظم الجامعات. لا يسمح القانون للمواطنين بالزواج المدني كما لا يعترف بالزواجات اليهودية إلا إذا قام بأدائها المسؤولون الأرثوذكس. تواصل التمييز الحكومي والمجتمعي ضد العرب الإسرائيليين خلال فترة هذا التقرير، بسبب الإرهاب الفلسطيني أولاً وبسبب أعمال الحكومة العسكرية في الأراضي المحتلة. رفضت الحكومة منح أذونات إقامة لحوالي 130 رجل دين كاثوليك عيّنهم الفاتيكان للقيام بواجبات دينية في إسرائيل والأراضي المحتلة؛ غير انه تم تَحسّن كبير بالنسبة لهذه القضية خلال آخر فترة هذا التقرير. يمثل هذا التحسن، حسب المسؤولين الكنسيين، زيادة بنسبة 60 بالمئة بالمقارنة مع العام الماضي. استولت الحكومة الإسرائيلية على أراضٍ تخص العديد من المؤسسات الدينية لأجل بناء الجدار الفاصل بين القدس الشرقية والضفة الغربية. فالجدار الفاصل، كما نقاط التفتيش، تمنع تنقّل رجال الدين بين كنائس وأديرة القدس والضفة الغربية، وحركة أعضاء الأبرشيات بين منازلهم وأماكن العبادة. فشلت السلطة الفلسطينية في منع حالات الاستيلاء على الأراضي التي يملكها المسيحيون من جانب العصابات الإجرامية، ووردت تقارير جديرة بالثقة تقول ان قوات أمن السلطة الفلسطينية والمسؤولين القضائيين تواطأوا مع أعضاء العصابات هؤلاء للاستيلاء غير القانوني على أملاك أصحاب الأراضي المسيحيين.
ماليزيا. الإسلام السُني هو دين الدولة المسؤول كما ان ممارسة الديانات غير الإسلامية السُنّية يخضع لقيود ذات شأن. غير المسلمين أحرار في ممارسة شعائرهم الدينية مع القليل من القيود. لكن تبشير المسلمين على يد أعضاء الديانات الأخرى محرّم بصرامة. فالحكومة تُثني عن، لكنها لا تمنع، توزيع ترجمة الكتاب المقدس بلغة الملايو، والشرائط المسيحية، والمواد المطبوعة الأخرى في شبه الجزيرة الماليزية. تواصل الحكومة رصد نشاطات الأقلية الشيعية. فالحكومة قلقة من ان التعاليم الدينية "المنحرفة" قد تسبب الانقسامات في صفوف المسلمين. أعضاء تلك المجموعات يمكن توقيفهم واحتجازهم، طِبقاً لموافقة المحكمة الإسلامية، وذلك لأجل "إعادة تأهيلهم" وإعادتهم "إلى سبيل الإسلام القويم".
مولدوفا. تمّ حظر عدد من المجموعات الدينية الأقلية في منطقة ترانسنيستريا الانفصالية، وهي منطقة لا تخضع لسيطرة الحكومة المركزية، من التسجيل وتعرضوا لمضايقات رسمية. جرت عدة أعمال مُعادية للساميّة في ترانسنيستريا بما في ذلك تدنيس مقابر يهودية ومحاولة إحراق معبد يهودي. لا يوجد دين رسمي للدولة غير ان الكنيسة الأرثوذكسية المولدوفية تتلقى بعض المعاملة الخاصة من الحكومة في مولدوفا.
روسيا. ينص الدستور على الحرية الدينية كما ان الحكومة تحترم عادة هذا الحق عملياً؛ غير ان الظروف تراجعت نوعاً ما بالنسبة لمعتقدات بعض الأقليات الدينية. الموقف الشعبي تجاه المجموعات الإسلامية الإثنية التقليدية سلبي في العديد من المناطق، وتجري تظاهرات معادية للساميّة كما هناك عداء مجتمعي تجاه الكاثوليك والديانات الجديدة غير الأرثوذكسية. حدثت أعمال عنف لدواع دينية، وان يكن من الصعب أحياناً كثيرة تحديد ما إذا كان الدافع الأساسي وراء هذه الهجمات العنيفة كراهية الأجانب، أم الدين، أو التمييز الإثني. تحدث المسؤولون الحكوميون علناً ضد العداء للساميّة وكره الأجانب، لكن جوانب عديدة من قانون حرية الضمير لسنة 1997 توفّر الأسس لممارسات تُقيّد الحرية الدينية. يشتمل هذا القانون على أحكام تخوّل الحكومة حظر المنظمات الدينية واتخاذ إجراءات لحلها (حلها ككيان قانوني)، مثل حظر وحلّ جماعة شهود يهوى في موسكو مطلع سنة 2004. قام النشطاء الذين يدّعون ان لديهم روابط مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بتوزيع منشورات سلبية، ونظموا مظاهرات عبر البلاد، ضد الكاثوليك، والبروتستانت، وشهود يهوى، والديانات الجديدة في البلاد. غير ان عدداً كبيراً من المبشرين الأجانب يعملون في البلاد، والعديد منهم ينتمي إلى فرق بروتستانتية. انتقدت مجموعات حقوق الإنسان والمجموعات الدينية الأقلية المدعي العام لتشجيعه اتخاذ إجراءات قانونية ضد بعض الأقليات الدينية، ولكونه أعطى الإذن المسؤول لصدور منشورات مُتحيّزة ضد المسلمين، وشهود يهوى، والمورمن، وغيرهم. أمرت إحدى المحاكم مؤخراً بإغلاق صحيفة يومية معادية للساميّة، كما استفادت بعض المجموعات الدينية من تمكينها من استرجاع أملاكها. قام مكتب الأمن الفدرالي، والمدعي العام، والوكالات المسؤولة الأخرى بحملات مضايقة ضد المسلمين، والكاثوليك، وبعض المجموعات البروتستانتية، والحركات الدينية الأجدّ.
تركيا. استمر نقاش حاد حول تعريف معنى "العلمانية"، وحول الدور الصحيح للدين في المجتمع. فالحكومة تفرض بعض القيود على المسلمين وعلى المجموعات الدينية الأخرى وعلى التعبير الديني الإسلامي، مثل اللباس الديني في المكاتب الحكومية والمؤسسات التي تديرها الدولة، بما في ذلك الجامعات. صحيح ان البرلمان ألغى بعض العقبات القانونية بالنسبة للأقليات الدينية، مثل تلك المتعلقة ببناء وصيانة الكنائس، غير ان بعض المجموعات البروتستانتية المسيحية، وشهود يهوى والبهائيين لا زالوا يواجهون القيود، وفي بعض الأحيان المضايقات، بما في ذلك الاحتجاز بحجة القيام بالتبشير او بعقد اجتماعات غير مُرخّص لها. تواصل المجموعات الإسلامية الأكثر راديكالية التعبير عن مشاعرها المعادية للساميّة. علاوة على ذلك، واجه الذين أرادوا التخلي عن الإسلام لمضايقات اجتماعية وعنف من الأقارب والجيران، وزعم بعض أعضاء المجموعات الدينية غير الإسلامية أنها لا تحصل إلاّ على فرص مهنية محدودة وان كان ذلك في الحكومة او في الخدمة العسكرية.
شجب بعض الأديان عن طريق اتهامها
بالانتساب إلى "عبادات" أو "فرق" خطرة
تواصل بعض الحكومات الأوروبية الغربية استخدام تشريعات وممارسات تقييدية لدمغ ووصم الأقليات الدينية بأنها "عبادات" خطرة.
بلجيكا. تواصل الحكومة مراقبة ورصد المجموعات التي سمتها لجنة برلمانية في تقرير غير رسمي "فرق دينية مؤذية". ففي تموز/يوليو 2003، أعلن تقرير صادر عن اتحاد هلنسكي العالمي لحقوق الإنسان، ان هذه الحكومة لم تتخذ أي إجراءات فعّالة لمواجهة العداء والتمييز الذي يتعرض له أعضاء المجموعات الدينية الموصوفة بأنها "رق". فالحكومة لم تسمح "مجالس الله البروتستانتية" الحصول إلى تأشيرات للمُبشّرين وللمعلمين المتطوعين. ولم يُحدّد أي نظام يسمح لمُبشّري المورمون الحصول على تراخيص عمل او تأشيرات دخول. فمنذ أواخر 2003، سعت "الكنيسة الساينتولوجيا الدولية" دون نجاح لإقامة حوار مع الحكومة للتعامل مع أفكار وهواجس الحكومة.
فرنسا. منذ تشكيلها في تشرين الثاني/نوفمبر 2002، رصدت منظمة حكومية تتمثل فيها عدة وزارات، وحلّلت تحركات "العبادات" و"الفرق" الدينية التي زعم أنها تُشكّل تهديداً للنظام العام أو تنتهك القانون الفرنسي. وقامت المنظمة أيضاً بتنسيق الردود على الإساءات التي تصدر عن "العبادات"، وأطلعت الجمهور على الأخطار المحتملة، وساعدت الضحايا في الحصول على المساعدات. ظل قانون أبوت - بيكار لسنة 2001، ساري المفعول، وان ظلت أحكامه القاضية بحلّ مجموعات دينية دون تنفيذ. سنة 2002، أقر المجلس الأوروبي قراراً ينتقد القانون ودعا الحكومة إلى إعادة النظر فيه. في آذار/مارس، أقرّت الحكومة قانوناً (سيجري وضعه موضع التنفيذ في أيلول/سبتمبر) يُقيد لبس "الرموز الدينية الظاهرة"، بما في ذلك الحجاب الإسلامي، والكيبا اليهودية، والصلبان الكبيرة، في المدارس المسؤولة. تنفيذ هذه القواعد التنظيمية، التي وضعت خطوطها الأخيرة في أيار/مايو، يسمح "برموز دينية غير بارزة" ويمنح المدارس الفردية هامشاً كبيراً لتفسير وتطبيق القانون. أعرب بعض القادة الدينيين، ومجموعات حقوق الإنسان والحكومات الأجنبية عن مخاوفها من ما يكمن في القانون من إمكانيات لتقييد الحريات الدينية.
ألمانيا. لا تزال كنيسة السيانتولوجيا التي تدير 18 كنيسة وإرسالية تحت الرقابة الدقيقة من جانب كل من المسؤولين الفيدراليين والمسؤولين في بعض الولايات الذين يؤكدون ان أيديولوجيتها مناهضة للنظام الدستوري الديمقراطي. نشر مكتب هامبورغ لحماية الدستور كتاب "جهاز مخابرات منظمة السيانتولوجيا"، الذي يوجز الزعم القائل بان السيانتولوجيا حاولت التغلغل في الحكومات، والمكاتب، والشركات، وان الكنيسة تتجسس على معارضيها، وتُشّهر بهم "وتُدمّرهم" واصل اتباع كنيسة السياتتولوجيا من جهتهم بالتحدث عن حالات تمييز مجتمعتية.
القسم الثاني: التحسينات الهامة في تعزيز الحريات الدينية
ينص قانون الحرية الدينية الدولي على ان يحتوي الموجز التنفيذي هذا قسم عن البلدان التي "شهدت تحسناً هاماً في حماية وتعزيز" الحريات الدينية.
أفغانستان. يساعد الدستور، الذي تمت المصادقة عليه في كانون الثاني/يناير، على ضمان الحرية الدينية والحقوق المتساوية للنساء والأقليات التي كانت مقيدة بصرامة أيام نظام الطالبان. فالمادة السابعة من الدستور تلزم الدولة بان تتقيد بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان المعاهدات والاتفاقيات الأخرى التي تُشارك فيها البلاد؛ وتشمل تلك الوثائق الحماية القوية للحرية الدينية. فمنذ المصادقة على الدستور في كانون الثاني/يناير، حصلت حالات قليلة من عدم التسامح الديني. كما لم ترد تقارير عن حالات التجديف او هجمات على الملالي او المساجد. شجعت الحكومة أيضاً السيخ، والهندوس، والأقليات الأخرى على العودة، واستمر الدفق الصغير المُطرد للعائدين خلال السنة. حلّت المناهج الدراسية والكتب المدرسية، التي تؤكد على المفاهيم والمبادئ الإسلامية بوجه عام، بصورة مطردة محل نشر وجهات نظر الواعظين المتطرفين. فجميع مدارس كابول والولايات المحيطة بها تستخدم النصوص الجديدة التي تغطي أقل بقليل من نصف الولايات.
جورجيا. كان الرئيس، وسكرتير مجلس الأمن القومي، ومُحقق الدولة في الشكاوى المدافعين الفعليين عن الحرية الدينية وظهروا وألقوا العديد من الخطب العامة تأييداً للمجموعات الدينية الأقلية. تقوم وحدة حقوق الإنسان في الدائرة القانونية للتوكيلات بمهمة حماية الحقوق الإنسانية بما في ذلك حماية الحرية الدينية، أصبحت وزارة الشؤون الداخلية (بما في ذلك الشرطة) والدائرة القانونية للتوكيلات أكثر نشاطاً من بعض الحالات بالنسبة لحماية الحريات الدينية. وبعد انتقال السلطة في تشرين الثاني/نوفمبر 2003، تابعوا دعاوى جنائية ضد المتطرفين الأرثوذكس بسبب هجماتهم المتواصلة على الأقليات الدينية. ففي شهر آذار/مارس، ألقت الحكومة الجديدة القبض على الراهب الأرثوذكسي السابق، باسيلي مكالافشفيلي، زعيم حركة عنيفة من المؤمنين الأرثوذكس الذي كان مسؤولاً عن مئات الهجمات العنيفة ضد الأقليات الدينية. فالحكومة الأميركية وغيرها في المجتمع الدولي طالبت منذ زمن بالإسراع في هذا التوقيف الذي أدّى إلى تحسن ملحوظ في تخفيف المضايقات بحق الأقلية البروتستنتية المؤمنة.
الهند. تحسن الوضع القانوني للحرية الدينية من عدة وجوه خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، لكن المشاكل لا تزال قائمة في بعض المناطق. فعند نهاية إدارته، تبنى التحالف بقيادة حزب بهاراتيا جاناتا خطاباً أكثر شمولاً يتعلق بالأقليات واتخذ بعض الخطوات لخفض نسبة العنف. في نهاية أيار/مايو، جاء إلى الحكم تحالف جديد تعهد احترام تقاليد البلاد بالنسبة للحكم العلماني والتسامح الديني كما تعهّد توجيه اهتمام خاص إلى حقوق الأقليات الدينية. وتحدث كل من رئيس الوزراء الجديد سِنغ والرئيس عبد الكلام بقوة ضد أعمال الشغب في ولاية غوجارات سنة 2002 التي تركت 1,000 قتيل مسلم، ونوهوا بالحاجة إلى تأمين العدالة والفرص المتساوية للأقليات الدينية. اتخذت حكومة الهند بعض الخطوات الإيجابية. فبعد الانتخابات بوقت قصير، أعلنت ولاية تاميل نادو أنها ستُبطل قانونها المعارض للتحول إلى دين آخر، وكان هناك أيضاً بعض التقدم في حل النزاع في غوجارات. ففي نيسان/إبريل، أمرت المحكمة العليا بإعادة محاكمة قضية "بست بايكري" (المخبز الأفضل) التي قتل فيها المتطرفون الهندوس 14 مسلماً عندما هاجمت جماهير كبيرة من الرعاع المخبز. وطلبت المحكمة نقل المحاكمة من غوجارات إلى السلطات القضائية في مومباي كطريقة لضمان نزاهة المحاكمة. وحكمت المحكمة مؤخراً ان على حكومة غوجارات إعادة فتح حوالي الفي ملف قضية نجمت عن أعمال العنف سنة 2002. في أيار/مايو، بعد الانتخابات بوقت قصير، أُرسلت قوات الأمن الفدرالية إلى أرجاء الولاية لحماية المسلمين الناجين من أعمال الشعب، والشهود الأساسيين في قضايا أعمال الشغب.
تركيا. في حزيران/يونيو 2003، وافق البرلمان على تعديل قانون البناء فاستبدل عبارة "المساجد" "بدور العبادة" الأمر الذي يتيح، نظرياً، تأسيس مرافق دينية غير مسلمة. في كانون الأول/ديسمبر 2003، أصدر وزير الداخلية نشرة تُلخّص التعديلات القانونية وتُوجّه حكام الولايات "لتسهيل" الجهود التي تقوم بها المجتمعات الدينية لفتح أماكن للعبادة. وفي كانون الثاني/يناير، ألغت الحكومة اللجنة الفرعية الخاصة بالأقليات، والتي تشكّلت بموجب قانون تنظيمي سرّي سنة 1962، لرصد الأقليات بصفتها خطراً محتملاً يهدد البلاد، واستبدلتها بمجلس تحديد مشاكل الأقليات. فحسب الحكومة، سوف يعمل المجلس على مساندة حقوق غير المسلمين. في آذار/مارس، وافقت الحكومة على طلب تقدمت به مجموعة من المسيحيين الناطقين بالألمانية لإقامة جمعية دينية / خيرية في آلانيا، بولاية أنطاليا. ففي السابق كانت الحكومة ترفض بصورة روتينية مثل هذه الطلبات على أساس ان قانون الجمعيات يحظر الجمعيات القائمة على الدين. وذكر أعضاء المجتمع المسيحي ان الحكومة أعادت النظر في الكتب المدرسية رداً على شكاوى حول إشارات غير دقيقة وسلبية بالنسبة للمسيحية. وقالوا ان النسخة المُعدّلة تمثل تحسناً ملموساً.
تركمنستان. في الوقت الذي استمرت فيه الانتهاكات الخطيرة للحرية الدينية في تركمنستان، حققت الحكومة تقدماً في بعض الميادين. فقد احترام الحكومة للحرية الدينية، من الناحية التشريعية كما في الممارسة، خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير. غير ان الحكومة واصلت رصد كل أشكال التعبير الديني. فعلى جميع المجموعات الدينية ان تعمد إلى تسجيل نفسها لكي تكتسب الوضع القانوني إزاء الحكومة. فحتى مدة قريبة، كان الدينان المسجلان بنجاح هما الإسلام السُني والمسيحية الأرثوذكسية الروسية، اللذين تشرف عليهما الحكومة؛ وفي نهاية الفترة التي يغطيها هذا التقرير، تم تسجيل أربع مجموعات دينية أقلية. فقد مكّنت تعديلات آذار/مارس التي أدخلت على قانون المنظمات الدينية والقرارات الرئاسية التي تلت، وزارة العدل من تسهيل تسجيل بعض الجماعات الدينية، وولدّت خفضاً ملحوظاً في مضايقة الجماعات الأقلية. وأبطلت الحكومة أيضاً بعض الغرامات الجنائية بالنسبة للنشاطات الدينية غير المُرخّصة. وعفا الرئيس عن ستة أعضاء من شهود يهوى الذين كانوا يمضون عقوبة السجن لاعتراضهم على الخدمة العسكرية.
القسم الثالث: نشاطات الولايات المتحدة لتقدّم الحرية الدينية الدولية
يلقي هذا القسم الضوء على أعمال الحكومة الأميركية في بعض البلدان المختارة، ويمكن الحصول على مزيد من التفاصيل في التقارير الفردية الخاصة بكل بلد.
أذربيجان. ناشد السفير الأميركي المفوض فوق العادة لشؤون الحرية الدينية الدولية كبار المسؤولين الأذريين احترام الحرية الدينية لجماعة مسجد الجمعة وإمامه، وألحّوا على إعادة المسجد إلى جماعته. ورصدت السفارة الأميركية عن كثب قضية الدعوى ضد جماعة مسجد الجمعة وإمامه، واجتمعت مع القادة الحكوميين والدينيين وطالبتهم بالتقيد بالمعايير الدولية للحرية الدينية. نقل السفير هواجس الولايات المتحدة حول عملية التسجيل الدينية، إلى رئيس لجنة الدولة للعمل مع الجمعيات الدينية، وأعرب عن هواجس قوية حول التزام الحكومة الحرية الدينية في المجالين الخاص والعام. وأعربت السفارة بصورة متكررة عن اعتراضها على الرقابة على المنشورات الدينية. يحافظ السفير وموظفو السفارة على اتصالاتهم الوثيقة مع القادة الدينيين المسؤولين المسلمين، والروس الأرثوذكس، واليهود ويجتمعون بصورة منتظمة مع أعضاء المجموعات الدينية غير المسؤولة لأجل رصد الحرية الدينية.
بيلاروس. واصل العاملون في السفارة الأميركية الاتصالات المنتظمة مع ممثلي المجموعات الدينية، والمبادرة المدنية للحرية الدينية، ومع المسؤولين الحكوميين المسؤولين عن الشؤون الدينية، كما اجتمعوا مع الأميركيين المقيمين والزائرين المنتمين إلى عقائد دينية مختلفة لمناقشة قضايا الحرية الدينية. واصلت السفارة عن كثب رصد البيع المتواصل للمنشورات المعادية للساميّة وللأجانب في المحلات، وخلال الأحداث التي تقيمه الكنيسة الأرثوذكسية البيلاروسية، ومن خلال موزعي الوسائل الإعلامية التابعة للدولة. واستمرت السفارة في استضافة طاولات مستديرة للقادة الدينيين لمناقشة القضايا التي لها علاقة بالحرية الدينية وبالمضايقات الحكومية.
بورما. مرة أخرى صنّف وزير الخارجية باول بورما "بلدا يثير دواعي قلق خاصة" بموجب قانون الحرية الدينية الدولية بسبب الانتهاكات الشديدة بشكل خاص للحرية الدينية. فالحكومة الأميركية شجعت الحرية الدينية مع جميع أطياف المجتمع، بمن في ذلك المسؤولون الحكوميون والقادة الدينيون، والمواطنون الخاصون، والباحثون، والدبلوماسيون أو الحكومات الأخرى، ومع ممثلي شركات الأعمال الدولية، والوسائل الإعلامية. وقدم العاملون في السفارة تأييدهم للمنظمات غير الحكومية والى القادة الدينيين وعملوا كقناة اتصال لتبادل المعلومات مع منظمات حقوق الإنسان غير الحكومية المنعزلة، ومع القادة الدينيين.
الصين. مرة أخرى صنف وزير الخارجية (باول) الصين "بلدا يثير دواعي قلق خاصة" بموجب قانون الحرية الدينية الدولية بسبب الانتهاكات الشديدة بشكل خاص للحرية الدينية. فوزارة الخارجية، والسفارة الأميركية في بايجنغ، والقنصليات العامة في تشنغدو، وغوانغجو، وشنغهاي، وشنيانغ بذلت جهوداً مُركزّة لتشجيع المزيد من الحرية الدينية في البلاد، مستخدمين الضغوط الخارجية المركّزة على إساءة المعاملة وعلى تأييد الميول الإيجابية داخل البلاد. احتج المسؤولون الأميركيون بشدة عندما وردت تقارير جديرة بالثقة تتحدث عن المضايقات الدينية او التمييز انتهاكاً للقوانين والمعايير الدولية، وطالبوا بالمعلومات في قضايا إساءة المعاملة المزعومة حيث كانت الوقائع المتوافرة اما ناقصة ام متناقضة. في الوقت نفسه، رفع المسؤولون الأميركيون القضية إلى قادة البلاد قائلين ان الحرية الدينية تعزز البلاد بدلاً من إيذائها. في كانون الأول 2003، اجتمع الرئيس بوش مع رئيس الوزراء الصيني وِانْ جياباو في واشنطن ودعا إلى مزيد من التسامح الديني. سافر مساعد وزير الخارجية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمال إلى الصين لمناقشة قضايا حقوق الإنسان والحرية الدينية مع الحكومة الصينية. سافر الأعضاء العاملون في المكتب الدولي للحرية الدينية إلى الصين للتحقيق في ظروف الحرية الدينية وللإلحاح على إطلاق سراح المساجين الدينيين وعلى إدخال تحسينات على سياسة الحرية الدينية.
مصر. أثار الرئيس الأميركي، ووزير الخارجية، ومساعد الوزير لشؤون الشرق الأوسط، والسفير الأميركي، والمسؤولون في السفارة هواجس الحرية الدينية في حوار ثنائي مع القادة المصريين. ناقش السفير فوق العادة لشؤون الحرية الدينية الدولية انتهاكات الحرية الدينية مع كبار المسؤولين المصريين، وسافر المسؤولون من مكتب الحرية الدينية الدولية إلى مصر واجتمعوا مع المسؤولين على المستوى الوزاري، ومع المسؤولين الحكوميين الآخرين، ومع القادة الدينيين والمنظمات غير الحكومية. واصلت السفارة حواراً نشطاً مع قادة الطوائف الدينية المسيحية والإسلامية، ومع مجموعات حقوق الإنسان والنشطاء الآخرين. وحققت السفارة في شكاوى المسؤولين الدينيين بشأن تمييز تم لفُت نظرها إليه. يساعد برنامج المنح الصغيرة المشترك بين الوكالات، التي تديره السفارة الأميركية، المشاريع التي تشجع التسامح والاحترام المتبادل بين أعضاء المجتمعات الدينية المختلفة.
إريتريا. أثار السفير الأميركي والمسؤولون الآخرون في السفارة قضايا الاحتجاز والقيود على المجموعات الدينية المعترف بها مع المسؤولين الحكوميين في مكتب الرئيس، ووزير الخارجية، ووزير العدل وقادة الحزب الشرعي الوحيد، الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة. ألحّ السفير المفوض فوق العادة لشؤون الحرية الدينية الدولية على كبار المسؤولين الإريتريين لإطلاق سراح المساجين الدينيين، والسماح للكنائس المقفلة بالعمل من جديد. سافر كبار العاملين في مكتب وزارة الخارجية للحرية الدينية الدولية إلى إريتريا واجتمعوا بكبار المسؤولين الحكوميين مطالبين بإطلاق سراح المساجين الدينيين، وبإعادة فتح الكنائس المُقفلة. وتجتمع السفارة الأميركية بصورة منتظمة مع قادة المجتمعات الدينية.
فرنسا. اجتمع ممثلون من السفارة الأميركية بصورة منتظمة مع المسؤولين الحكوميين، ومع تشكيلة من المواطنين، والمنظمات الدينية والمنظمات غير الحكومية التي تتعاطى قضايا الحرية الدينية. في حزيران/يونيو، عمل كبار الممثلين الأميركيين من الكونغرس ومن وزارة الخارجية ووزارة العدل، عن كثب، مع الفرنسيين لضمان نجاح مؤتمر يعقد في باريس لدراسة الروابط بين المواقع العنصرية المعادية للأجانب والمعادية للساميّة على الإنترنت، وبين جرائم الكراهية.
جورجيا. أثارت الحكومة الأميركية بصورة متكررة هواجسها في ما يخص المضايقات والهجمات ضد الأقليات الدينية غير التقليدية مع كبار المسؤولين الحكوميين، بما فيهم الرئيس، ورئيس البرلمان، ووزيرا الداخلية والعدل، ومع المدعي العام. اجتمع مسؤولو السفارة، بمن فيهم السفير، بصورة متكررة، مع ممثلي الحكومة والبرلمان والطوائف الدينية المختلفة، والمنظمات غير الحكومية التي تتعاطى قضايا الحرية الدينية. حضر السفير افتتاح مبنى جمعيات إرساليات الله الإحيائية في تبليسي. أوقفت الحكومة الجديدة، نزولاً عند إلحاح الحكومة الأميركية والمجتمع الدولي، الكاهن الأرثوذكسي السابق (المُجرد من ثوبه ومن وظيفته) باسيلي مكلافالشفيلي في آذار/مارس واضعة حداً لقيادته العنيفة المناهضة مجموعات الأقليات الدينية، ما أدى إلى تخفيف المضايقات والعنف ضد المؤمنين من الأقليات الدينية في نيسان/إبريل، استضاف السفير حفل استقبال ضم مختلف الديانات بمناسبة زيارة رئيس أساقفة واشنطن الأرثوذكسي، حضره رسميو الحكومة الجورجية والمنظمات غير الحكومية وممثلو تشكيلة عريضة من المجتمعات الدينية.
الهند. واصل المسؤولون الأميركيون مناقشاتهم مع مسؤولي الدولة مسألة تنفيذ وإبطال القوانين التي تحظر اعتناق دين آخر. وطالب المسؤولون الأميركيون ان يتم تقديم الذين قاموا بأعمال العنف في غوجارات لمواجهة العدالة. اجتمع ممثلو السفارة والقنصلية الأميركية بالقادة الكبار لجميع المجتمعات الدينية الأقلية ذات الشأن. واجتمع الضابط الأول في كالكوتا بقادة الكنيسة في ولاية أوريسا بما فيهم رئيس المجلس المسيحي لكل الهند لمناقشة المضايقات الجارية ضد الذين اعتنقوا المسيحية وضد الإرساليات. واصلت القنصلية الأميركية في كالكوتا إقامة مناسبات الإفطار وإدارة برامج التبادل المدرسي. كما واصل مسؤولو السفارة أيضاً برنامجاً نشطا للتواصل البعيد المدى وللتعامل مع قادة المجتمعات الإسلامية في البلاد. ونظّم قنصل شِنّاي طاولة مستديرة لتشجيع التفاهم الأفضل بين المجتمعات الهندوسية، والمسلمة، والمسيحية، والبوذية، كما واصل القنصل الاتصال بالمجتمعات الإسلامية عبر الإفطارات والبرامج الدولية لتبادل الزوار/المدارس.
إندونيسيا. اجتمع الرئيس بوش بعدد من الشخصيات الدينية الرئيسية في تشرين الأول / أكتوبر 2003 في بالي مشدداً على احترام الولايات المتحدة للحرية الدينية كحق أساسي. وتناقشت السفارة في جاكرتا، والقنصلية العامة في سورابايا، والزوار المسؤولون من وزارة الخارجية، بصورة منتظمة مع المسؤولين الحكوميين حول قضايا الحرية الدينية وشجعوا المسؤولين في السفارات الأخرى على مناقشة الموضوع مع الحكومة. اتخذت الحكومة الأميركية عدداً من الخطوات لتشجيع الحرية الدينية، بما في ذلك استضافة أو رعاية مؤتمرات وحلقات دراسية تجمع الطوائف، ووزعت معلومات عبر الإذاعة والصحف والتلفزيون، ونظمت مبادلات تتعلق بالحرية الدينية.
إيران. مرة أخرى، صنف وزير الخارجية إيران " بلدا يثير دواعي قلق خاصة" بموجب قانون الحرية الدينية الدولية بسبب الانتهاكات الخطيرة بنوع خاص للحرية الدينية. ليس للولايات المتحدة علاقات دبلوماسية مع إيران، ولذا ليس بإمكانها إثارة موضوع القيود التي تضعها الحكومة على الحرية الدينية والإساءات الأخرى التي ترتكبها ضد المنتمين إلى الديانات الأقلية. أوضحت الحكومة الأميركية موقفها في بيانات وتقارير عامة، وتأييدها لجهود الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المتعلقة بالموضوع، ولجهود المبادرات الدبلوماسية للإصرار على وضع حد لانتهاكات الحكومة. وأيدت الولايات المتحدة سنة 2003 قراراً برعاية كندا ينتقد سياسات حقوق الإنسان الإيرانية أقرته الجمعية العمومية للأمم المتحدة. تطرق الناطق باسم وزارة الخارجية في عدة مناسبات إلى وضع المجتمعين البهائي واليهودي، وشجعت حكومة الولايات المتحدة الحكومات الأخرى على إصدار بيانات مماثلة، وحثّت تلك الحكومات على إثارة قضية الحرية الدينية في مناقشات مع الحكومة (الإيرانية).
إسرائيل. اجتمع ممثلو السفارة الأميركية، بما فيهم السفير، بصورة روتينية مع المسؤولين الدينيين بمن فيهم القادة اليهود، والمسيحيون، والدروز، والبهائيون على مستويات مختلفة. واستضافت السفارة عشاء إفطار احتفالاً بشهر رمضان فدعت أكثر من 80 ممثلاً إسرائيلياً مسلماً من المجتمعات السياسية، والاقتصادية، والقانونية، والدينية، وقطاع الأعمال، وكذلك ممثلي المنظمات المتعددة المعتقدات. أجتمع السفير برئيس أساقفة كانتربري السابق، لورد كيري، وبالقس أندرو وايت من المركز الدولي للمصالحة الوطنية، وبالقادة المسيحيين الأميركيين، وناقش المجتمعون طرق تنفيذ التعهدات التي كان كبار القادة اليهود والمسلمين والمسيحيين قد قطعوها على أنفسهم في مصر سابقا للحدّ من العنف، ولتعليم التسامح في مراكز تعليم الدين، ولتشجيع الحوار بين الأديان دعماً للعملية السلمية. عقدت السفارة اجتماعاً مع مدير الجمعية العربية لحقوق الإنسان لمناقشة القضايا الشاغلة للمجتمع العربي الإسرائيلي، بما في ذلك التوترات المجتمعاتية بين العرب واليهود، وقدّمت السفارة أيضاً هبات إلى المنظمات التي تَدرس دور الدين في حلّ النزاعات.
لاوس. سافر السفير المفوض فوق العادة لشؤون حرية الدين الدولية إلى لاوس وناقش هواجس الحرية الدينية مع كبار المسؤولين اللاوسيين. وزار السفير أيضاً مناطق في ولاية فينسيان حيث وقعت حوادث تعصّب ضد الأقليات المسيحية. طالب سفير الولايات المتحدة الحكومة بصورة منتظمة بتحسين احترامها للحرية الدينية، واتصل مباشرة بحكام الأقاليم، وبكبار المسؤولين في الحكومة المركزية، في ما يتعلق بانتهاكات الحرية الدينية التي قادت، في العديد من الحالات، إلى أعمال تصحيحية فورية. وزار السفير عدة مناطق شهدت أعمال تعصبٍ ديني بما فيها أقاليم بوليخامساي، ولوانغ برابنغ، وفينسيان، وكسيانغ خوانغ، وأثار الهواجس مع المسؤولين في تلك المناطق. سافر نائب رئيس البعثة أيضاً إلى أقاليم آتابو، وشامبسّاك، وسفاناخيت لمناقشة قضايا الحرية الدينية مع المسؤولين الإقليميين ولتقييم الوضع في تلك المناطق. وواصلت السفارة الحوار الجاري مع دائرة الشؤون الدينية. أطلعت السفارة الحكومة على حوادث توقيف ومضايقات مُعيّنة كجزء من هذا الحوار، واستخدمت الحكومة تلك المعلومات للتوسط مع المسؤولين المحليين.
ماليزيا. اجتمع ممثلو السفارة الأميركية وواصلوا حواراً نشطاً مع قادة وممثلي مختلف المجموعات الدينية. رعت السفارة أيضاً عدة أحداث هامة لمناقشة تلك القضايا، تضمنّت حلقة دراسية حول حقوق الإنسان في القيم الإسلامية، ومؤتمر حول التنوع الديني في أميركا وآسيا ركزّ على دور الأديان والتحديات المشتركة التي تواجهها المجتمعات المتعددة الديانات. موّلت الولايات المتحدة أيضاً حلقة دراسية تضمنت وجهة نظر إسلامية حول التحديات التي تواجه النساء في القرن الحادي والعشرين، قدم فيها كل من المسلمين المحافظين والليبراليين أوراقاً حول تأثير الشريعة الإسلامية على العدالة بالنسبة للنساء. ضمت هذه الحلقة أكثر من 200 مشاركاً.
نيجيريا. سعت البعثة الأميركية إلى تشجيع حل سلمي لمسألة العقوبات الجنائية التي تفرضها الشريعة الإسلامية بطريقة تتناغم مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، وطالبت بإلحاح باحترام حقوق الإنسان والحرية الدينية في جميع الحالات. عملت البعثة لتشجيع المصالحة الدينية بين المسيحيين والمسلمين، واستضافت الإفطارات في أيوجا ولاغوس التي شارك فيها كل من المسيحيين والمسلمين. استضافت البعثة الأميركية أيضاً إفطاراً في كادونا، التي كانت مسرحاً لأعمال الشغب الإسلامية -- المسيحية في السنوات الماضية، وطالبت علناً أكثر من قائد مسلم ومسيحي هناك باتخاذ موقف مُوَحّد ضد العنف الطائفي.
كوريا الشمالية. صنف وزير الخارجية مرة أخرى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية " بلدا يثير دواعي قلق خاصة" بموجب قانون الحرية الدينية الدولية وذلك بسبب الانتهاكات الخطيرة جداً للحرية الدينية. ليس للولايات المتحدة علاقات دبلوماسية مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية لكن الولايات المتحدة أثارت هواجسها حول الوضع اليائس لحقوق الإنسان في هذه البلاد خلال المحادثات السُّداسية والاجتماعات الأخرى مع المسؤولين في كوريا الشمالية. ومنحت الحكومة الأميركية الوقف القومي للديمقراطية مبلغ 250,000 دولار لسنتي 2002 - 2003، لتوزع على شكل هبات ثانوية على المنظمات غير الحكومية في كوريا الجنوبية لدعم رصد ظروف حقوق الإنسان في تلك البلاد وتحرير التقارير بشأنها. تسمح سياسة الولايات المتحدة للمواطنين الأميركيين بالسفر إلى تلك البلاد، كما ان العديد من الكنائس والمجموعات الدينية قامت بجهود لتخفيف المعاناة الناجمة عن النقص في الغذاء والأدوية هناك.
باكستان. قابل ممثلو الولايات المتحدة وتحدثوا بصورة منتظمة مع المجموعات الإسلامية والأقلية الرئيسية، وواصل موظفو السفارة الحوار مع ممثلي الحكومة والمجتمعات الدينية والأقلية، لتشجيع الحرية الدينية ولمناقشة المشاكل. ورصد موظفو السفارة عن كثب الوضع القانوني للحرية الدينية وأثاروا الهواجس حول الانتهاكات التي جرى الحديث عنها مع المسؤولين الباكستانيين. ساعدت السفارة أيضاً منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية في متابعة قضايا مُعيّنة تهم الأقليات الدينية. رعت السفارة سفر العديد من الأكاديميين إلى الولايات المتحدة ضمن برنامج الزوار الدوليين وللمشاركة في برامج تُركز على الحرية الدينية وعلى التعدّدية.
روسيا. كانت السفارة الأميركية في موسكو والقنصليات العامة في يكاترينبورغ، وسان بيترسبورغ، وفلاديفوستوك نشطة خلال الفترة التي جاءت فيها التقارير عن التحقيقات بالنسبة للانتهاكات التي تعرضت لها الحرية الدينية. وناقش السفير وكبار المسؤولين الأميركيين الآخرين هواجس الحرية الدينية مع القادة الروس.
العربية السعودية. قام السفير المفوض فوق العادة لشؤون الحرية الدينية الدولية، وكبار الموظفين العاملين بزيارة المملكة العربية السعودية للاجتماع بكبار المسؤولين الحكوميين وللتشديد على التحسينات في موضوع الحرية الدينية. ناقش السفير الأميركي بصورة منتظمة الهواجس الخاصة بالحرية الدينية مع تشكيلة واسعة من كبار القادة الحكوميين والقادة الدينيين، وأثار السفير بنوع خاص حالات انتهاكات مُعينة مع المسؤولين الكبار. كما دعا كبار موظفي السفارة الأميركية الحكومية إلى تطبيق التزامها العام القاضي بالسماح بالممارسة الخاصة للدين ولاحترام حقوق المسلمين الذين لا يتبعون التقليد الوهابي المعترف به من الدولة. علاوة على ذلك، اجتمع موظفو السفارة مع المسؤولين في وزارة الخارجية في مناسبات مختلفة خلال السنة لمناقشة المسائل المتعلقة بالحرية الدينية.
السودان. مرة أخرى، صنف وزير الخارجية (باول) السودان " بلدا يثير دواعي قلق خاصة" بموجب قانون الحرية الدينية الدولية بسبب انتهاكات شديدة بنوع خاص للحرية الدينية. أثار موظفو السفارة بصورة متواصلة قضايا الحرية الدينية على جميع المستويات الحكومية، كما أوضحت السفارة للحكومة ان التقدم في قضايا الحرية الدينية حيوي لتحسين علاقات السودان مع الولايات المتحدة. ألحّ المسؤولون الأميركيون على الحكومة إصدار أذونات البناء التي تسمح ببناء الكنائس، والسماح بحرية الحركة وبتأشيرات الدخول للمدّرسين الدينيين ولرجال الدين الزائرين، وعدم حظر طبع المواد الدينية. في آذار/مارس، اجتمع مدير مكتب الحرية الدينية الدولية مع القادة الحكوميين والدينيين في الخرطوم لمناقشة الوضع القانوني للحرية الدينية في البلاد. واصلت الولايات المتحدة القيام بدور قيادي في مواصلة الضغط على الحكومة لوقف العنف في دارفور وللسماح بوصول المساعدات الإنسانية. واجتمع القائم بالأعمال بصورة منتظمة بقادة جميع الملل الإسلامية العديدة ومع الفرق المسيحية المختلفة في الخرطوم، وخلال رحلات خارج العاصمة، مشيراً إلى أهمية التسامح الديني والى مدى اهتمام وهواجس الولايات المتحدة.
تركيا. ناقش السفير فوق العادة لشؤون الحرية الدينية الدولية مسألة الحرية الدينية بالنسبة للمسلمين وللأقليات الدينية مع رئيس إدارة الشؤون الدينية (ديانت) في واشنطن. في آذار/مارس، سافر أحد المسؤولين في مكتب الحرية الدينية الدولية إلى تركيا للاجتماع بالمسؤولين في "ديانت" وبممثلي المجتمعات الإسلامية والمسيحية. في حزيران/يونيو، اجتمع الرئيس بوش مع الرئيس سيزر وناقشا أهمية الحفاظ على تقليد الحرية الدينية. وأقام السفير أيضاً إفطاراً حضره رسميون حكوميون وغيرهم. حضر الدبلوماسيون من السفارة والقنصليات حفلات إفطار واجتمعوا بصورة منتظمة مع ممثلي مختلف المجموعات الدينية. وحضر ممثلون عن السفارة وعن القنصلية في أضنه دعاوى تخص قضايا دينية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.