GMT 21:38 2014 الأربعاء 15 يناير GMT 21:56 2014 الأربعاء 15 يناير :آخر تحديث صلاح منتصر هذه هي مصر التي تعاليتم علي شعبها، واحتقرتم إرادتها وتصورتم حتي آخر لحظة أنكم تستطيعون تعطيل مسيرتها وتخويفها بقنبلة جبانة تدسونها في شارع هنا أومبني هناك. مصر التي اعتقدتم أن شعبها جثة هامدة ويمكن أن تخضعوه لأحلامكم الشيطانية وقال عنها كبيركم المرشد وكان يقصد ما يقول طظ في مصر. صحيح أن مصر فيها نسبة كبيرة من الأميين ومن الفقراء والبسطاء الذين تضحك علي بساطتهم وبراءتهم, ولكن مالم تعرفه الجماعة والعالم أنه في لحظة فارقة تتفجر ينابيع كل هؤلاء البسطاء والأميين والفقراء شهامة وشجاعة وسباقا في حب مصر. فلم تذهب فلاحة أو رجل فقير من أجل زجاجة زيت أو كيس سكر أو كيلو أرز أو من أجل قرش واحد سيدخل جيب واحد منهم. حتي الدستور نفسه لم يكن السبب في زحامهم, فالذي سار في شوارع مصر وسمع الأغاني الوطنية التي تديرها المحال, والزغاريد التي تطلقها النساء, والحلوي التي يوزعها البعض علي الطوابير شعر بأن مصر في عيد حقيقي نابع من داخل المصريين. وأن هذا الخروج غير العادي إلي لجان الاستفتاء قصدوا به تحدي تهديدات الإخوان وتأكيد شرعية30 يونيو وإنهاء اسطوانة مرسي وجماعته بأنهم مازالوا ورثة حكم مصر. وإذا كانت البجاحة قد وصلت إلي درجة تأكيد أن ملايين 30 يونيو كانت فوتوشوب أي قص ولصق لثلاث أو أربع صور لحشود حولوها كما تخيلوا إلي بحر البشر الذي أظهرته الكاميرات التي سجلت المشهد من السماء, فماذا يمكن أن يقولوا عن كل هذه الملايين المتفرقة في أرجاء مصر يومي أمس الأول وأمس؟ من تابع الفضائيات التي تعودت أن تمسك العصا من طرف الإخوان أحس أنهم اضطروا إلي تغيير لغة الخطاب التي كانوا يستخدمونها بعد أن أفحمتهم مشاهد الملايين. و من تابع القفزة الكبيرة التي حققتها البورصة أمس وارتفاع أسعارها, فهم أن الفلوس كانت أسرع من قرأ الرسالة واطمأنت إلي احتمالات المستقبل. فهل قرأت الجماعة الرسالة وفهمتها؟ إنها رسالة الشعب إلي كل العالم ومن لم يفهمها فهذه مشكلته هو! ايلاف