أضرم مستوطنون متطرفون، فجر أمس، النيران في مسجد في قرية فلسطينية شمالي الضفة الغربيةالمحتلة، وخطّوا شعارات عنصرية بالعبرية على جدرانه، وكتب المستوطنون المتطرفون شعارات "دفع الثمن" و"العرب إلى الخارج" و"الانتقام للدماء التي سالت في قصرة"، على جدران مسجد قرية دير استيا القريبة من مستوطنة "أرئيل"، وقالت المتحدثة باسم شرطة الاحتلال لوبا سمري إن الحادثة ذات بعد "قومي" . وأثار إضرام النار في المسجد ردود فعل غاضبة، مع توجيه أصابع الاتهام إلى مستوطنين متطرفين، ونقلت شبكة فلسطين الإخبارية عن مدير أوقاف سلفيت صلاح جودة القول إن المستوطنين هم من أشعل النار في مسجد علي بن أبي طالب في بلدة دير استيا قضاء سلفيت . وقال رئيس بلدية دير استيا أيوب أبو حجلة، إن الحريق أشعل الساعة الثالثة فجراً تقريباً، وإن النار أتت جزئياً على المسجد، واحترقت سجادة على بوابة المسجد، إضافة إلى أعمدة خشبية وتسربت النيران من بوابة المسجد إلى داخله لكن قدوم المصلين مبكراً لصلاة الفجر حال دون احتراق المسجد بالكامل، وأضاف أن شعارات خطت على الجدران في المسجد ومحيطه . كما نقلت شبكة فلسطين الإخبارية عن الناشط الإعلامي خالد معالي القول إن بلدة دير استيا تعد الأشد معاناة من بين قرى وبلدات محافظة سلفيت من ناحية الاستيطان ومصادرة أراضيها، وأشار إلى أن عدد سكان المستوطنة يبلغ قرابة 1113 شخصاً، فضلاً عن أبراج المراقبة والطرق العسكرية التي تلتهم مساحات واسعة من أراضي البلدة وواديها المشهور وادي قانا . وكانت السلطة الفلسطينية حذرت من مغبة إشعال فتيل حرب دينية في المنطقة عقب الحادث، وندد وزير الأوقاف والشؤون الدينية محمود الهباش بإشعال النيران في مدخل المسجد وخط شعارات "عنصرية" على جدرانه، وقال إن ما جرى بحق المسجد "عمل عنصري يعبر عن اضطهاد ديني صريح ضد الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه ينذر بحرب دينية شاملة في المنطقة"، واعتبر أن حماية الأماكن المقدسة في "فلسطين لا تقع على عاتق الفلسطينيين وحدهم، بل بحاجة إلى دعم ومساندة العالمين العربي والإسلامي والشرفاء في جميع أنحاء العالم والعمل على وضع برنامج عملي لمواجهة هذه الهجمة المسعورة" . واعتبرت "الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات" محاولة اقتحام وإحراق المسجد "انتهاكاً صارخاً لحرية العبادة والمعتقد ولحرمة المقدسات واعتداء على ممتلكات المواطنين"، وقالت في بيان: إن الحادث "اعتداء يشكل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني وانتهاكاً صارخاً لحرية العبادة مثلما يشكل انتهاكاً صريحاً لالتزامات "إسرائيل" بوصفها القوة القائمة بالاحتلال" . واستنكر وزير الأوقاف في الحكومة المقالة إسماعيل رضوان إشعال النيران بمدخل مسجد علي بن أبي طالب في دير استيا، وقال في بيان: إن ما حدث "مساس واضح بالأوقاف الإسلامية التي حرم الله التعرض والاعتداء عليها بأي شكل من الأشكال"، معتبراً أن "اعتداءات المستوطنين تدخل ضمن خطة صهيونية مبرمجة وممنهجة تهدف لإرساء قواعد التهويد وطمس المفاهيم العامة للإسلام والمسلمين" . وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) نقلت عن مسؤول ملف الاستيطان شمالي الضفة غسان دغلس قوله إن "المواطنين قاموا بطرد المستوطنين وإطفاء النيران قبل أن تأتي على المسجد" . من جهة أخرى، اعتقل جيش الاحتلال ستّة فلسطينيين في الضّفة، وأفاد مصدر أمني أن قوّات الاحتلال داهمت مدينة الخليل واعتقلت 5 فلسطينيين بينهم الأسير المحرر عزّام الشويكي وشقيقه أسامة، وفي مدينة نابلس شمالي الضفة اعتقل همام سمرين من منزله في بلدة برقة . في غزة، اجتاحت آليات عدة أراضي الفلسطينيين شرقي مدينة خان يونس (جنوب)، وقال مصدر أمني إن آليات الاحتلال توغلت مسافة 200 متر في أراضي الفلسطينيين عقب خروجها من الشريط الحدودي، وشرعت بأعمال تمشيط وتسوية وسط إطلاق كثيف للنار . (وكالات) الخليج الامارتية