أقالت الحكومة التركية، أمس، 500 شرطي وضابط من وظائفهم في مدن مختلفة، وتم تعيينهم في وظائف أقل أهمية في مدن أخرى، على خلفية فضيحة الفساد المالي والسياسي التي هزت عرش الحكومة التركية وجعلت رئيس الوزراء رجب طيّب أردوغان يقوم ببعض التعديلات الوزارية. وتواصل الحكومة جهودها لتسوية الأزمة التي بدأت بعد عرض مشروعها لإصلاح قضائي، بينما يستفيد الرئيس عبد الله غول من فضيحة الفساد التي تهز الحكومة ليعبر عن مواقف مختلفة. والتقى وزير العدل التركي بكر بوزداغ، أمس، قضاة المجلس الأعلى للقضاة والمحامين بعدما أثار مشروع إصلاح القضاء الذي أعلنته الحكومة قبل أيام غضب المعارضة التي اعتبرته مخالفاً للدستور. وتلقى أبرز خصوم أردوغان بتحفظ شديد اقتراحه تجميد مشروع القانون بشروط، لاسيما وأنهم على قناعة برغبته بتأديب القضاء. وقال نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري فاروق لوغوغلو إن «رئيس الوزراء عرض تجميد نصه بدلاً من سحبه». وأضاف أن «الحكومة مصممة فعلاً على المضي في اقتراحها فرض رقابة على المجلس الأعلى للقضاة والمدعين» مكرراً القول إن حزبه لن يبحث الإصلاح طالما لم تسحب الحكومة مشروعها. من جهته، استبعد الحزب من أجل حركة شعبية، القومي المتشدد، بشكل قاطع حتى فكرة إجراء تعديل دستوري يتعلق بالقضاء في البلاد. وقال نائب رئيس الحزب اوكتاي فورال: «إن مثل هذا الأمر سيؤدي إلى عرقلة عمل المؤسسات القضائية من أجل محاولة إخفاء التحقيق الجاري حالياً». ورغم هذا الرفض، كرر نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينتش القول إن حكومته مستعدة لتجميد نصها بشرط أن تقبل المعارضة التي تعتبره مخالفا للدستور، مبدأ إدخال إصلاح. وقال الناطق باسم الحكومة: «إذا تمكنت الأحزاب الثلاثة الأخرى (الممثلة في البرلمان) من التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية الأسبوع، فان الإصلاح سيسحب من برنامج عملنا». وأمر أردوغان سفراءه بمضاعفة جهودهم في «إبلاغ الحقيقة» للحلفاء بأن تحقيق الفساد الذي يهز أنقرة ليس سوى مؤامرة «غادرة» لتقويض المكانة الدولية لتركيا. وشن أردوغان هجوماً جديداً على جمعية الداعية فتح الله غولن المتهمة بالتآمر ضده، مندداً ب«امبراطورية الرعب» التي أقامتها في تركيا. وقال إن «إمبراطورية الرعب التي أقامتها هذه المنظمة، ولا سيما في القضاء والشرطة، ينبغي أن تتوضح بالكامل». واتهم رئيس الوزراء أيضا أتباع غولن بأنهم بدأوا «حملة افتراء ليثبتوا أن تركيا تدعم الإرهاب». وفي هذه الأجواء، استفاد الرئيس عبد الله غول المعروف بقربه من جماعة غولن من هذه القضية لينأى بنفسه عن رئيس الوزراء التركي. فقد دعا أول من أمس إلى تغيير السياسة التركية حيال سوريا. البيان الاماراتية