في اليوم الثاني من جلسات محاكمة قتلة رفيق الحريري، أكد القاضي غرايم كاميرون بالدليل أن كل الاتصالات حتى يوم الاغتيال بدأت بحسن مرعي وانتهت بأسد صبرا. بيروت: يتوالى كشف الحقائق وتثبيت ما كان بالأمس خبرًا متداولًا. فبعدما جزم الادعاء العام في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أن قضية "أبو عدس" مزورة، لصرف التحقيق عن مساره، وأن الأشلاء التي يظن أنها تعود للانتحاري الذي قتل في عملية تفجير رفيق الحريري في 14 شباط (فبراير) 2005 لا تعود لأبي عدس، وفق الفحوص المخبرية على حمضها النووي، أعلن غرايم كاميرون، قاضي الادعاء العام في المحكمة الدولية، أن فان الميتسوبيشي، الذي حمل المتفجرات، كان معروضًا للبيع في منطقة البداوي بطرابلس، وتم شراؤه من هناك في كانون الثاني (يناير) 2005، كما تم شراء خطوط الشبكة الحمراء، المستخدمة في تنفيذ العملية، من طرابلس أيضًا، حيث شحنت بالرصيد، لاستكمال مخطط التضليل، مشيرًا إلى أن "ابو عدس" سني، وطرابلس سنية، ما يوحي بأن جماعات سنية متشددة هي التي قامت بعملية الاغتيال. على الحدود ففي اليوم الثاني من عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أعلن كاميرون أن المرحلة الثالثة كانت مهمة جدًا في التحضير لاغتيال الحريري، إذ نشط أسد صبرا وسليم عياش قرب منزل حسين عنيسي، بحسب حركة الاتصالات بين المتهمين، تحضيرًا للعملية. وأوضح: "في 7 كانون الثاني (يناير) 2005، وللمرة الاولى منذ 31 كانون الاول (ديسمبر) 2004، شغلت هواتف جديدة بجوار المسجد قرب منزل أبو عدس، وكان صبرا الأكثر نشاطًا هناك، ففي 30 كانون الاول (ديسمبر) 2004 تم شراء 5 أجهزة، وفي 4 كانون الثاني (يناير) 2005 اتصل الأشخاص عبر هواتفهم الصفراء، وظهرت هذه الخطوط للمرة الاولى في طرابلس، واتسعت أعمال مراقبة الحريري على الشبكة الزرقاء، فأصبحت تضم 15 هاتفًا، وعياش بدأ استعمال هاتفه في 10 كانون الثاني (يناير) 2005، وفي 24 كانون الثاني (يناير)، تلقى مرعي اتصالًا على هاتفه الارجواني، واتصل بخط متواجد قرب الحدود السورية، وبعدها توجه بنفسه الى الحدود حتى 15 كانون الثاني (يناير) 2005، حين عاد ليجري اتصالاً بشركائه ويلتقي بدر الدين في سن الفيل". المرحلة الرابعة انتقل كاميرون إلى المرحلة الرابعة التي ظهرت فيها الأدوات الأخيرة لتنسيق الاعتداء، فأكد أن لا رسائل قصيرة إلا واحدة عن طريق الخطأ، "وفي بيروت عملت الشبكة الحمراء في محيط مكان الجريمة، ومستخدمو الشبكة الحمراء كانوا الأكثر نشاطًا، وهم ستة، وقد استعملت هذه الهواتف في بيروتوطرابلس وفاريا، ولم تتواصل هذه الهواتف مع أي هواتف أخرى". واستكمل كاميرون حركة الاتصالات بين المتهمين، مؤكدا أن مرعي شارك ووجه صبرا وعنيسي في إعداد المسؤولية زورا. وقال: "في 15 كانون الثاني (يناير)، التقى مرعي وبدر الدين في محيط منطقة سن الفيل، ثم اتصل مرعي بصبرا مساء، وهذا مثال على أن كل الاتصالات تبدأ بمرعي وتنتهي بصبرا". وأكد أن أبو عدس اختفى منذ 16 كانون الثاني (يناير) 2005، وتلقت عائلته اتصالًا في اليوم التالي من اختفائه، وأبلغها المتصل أن أبو عدس يريد الذهاب إلى العراق، وبعد 17 كانتون الثاني (يناير)، استخدموا هواتفهم الأرجوانية استخدامًا محدودًا. كما أعلن أنه يمكن استنتاج أن فيديو أبو عدس أعد بحدود 7 شباط (فبراير) 2005. المرحلة الخامسة وأكد كاميرون أن المرحلة الخامسة ركزت على مراقبة الحريري والتنسيق للاعتداء، واقتصرت في الأسبوع الأخير على مراقبة الحريري، "ففي 8 شباط (فبراير) حضر الحريري جلسة لمجلس النواب ظهرًا، وكان حاملو الهواتف الحمراء في محيط مجلس النواب، وعندما عاد إلى قصر قريطم اتصلوا ببعضهم عبر الشبكة الخضراء، وبقوا هناك حتى ساعة متأخرة". أضاف: "12 شباط (فبراير) كان اليوم الأخير الذي شاركت فيه الشبكتان الزرقاء والحمراء في مراقبة الحريري، وفي اليوم التالي لحقوا به إلى كنيسة القلب الأقدس في بدارو حين توجه لأداء واجب تعزية، وبعد عودته إلى قصر قريطم انتقل عياش والشخص السادس إلى قريطم". وتابع: "في اليوم الذي سبق الاغتيال، كانت الاتصالات محدودة، ثم ارتفعت وتيرة الهواتف الزرقاء والخصراء طيلة الليل وحتى الصباح، وكانت خارجة عن المألوف، ففي الثامنة مساء قصد عياش مجلس النواب ومسرح الجريمة، وعند عودته اتصل ب 8 هواتف من الشبكة الزرقاء مع الشخص السادس الذي اتصل بالشخص السابع واستمرت الاتصالات مطولًا، وتشكل هذه الاتصالات بدءًا من منتصف الليل وحتى الصباح نشاطا عير مألوف بين الهواتف الزرقاء، وفي 14 شباط (فبراير)، كانت 9 هواتف زرقاء ناشطة، الهواتف الستة الأولى متورطة في المراقبة وتنسيق الاعتداء ولم يعرف نشاط الثلاثة الباقية، ونرى الهواتف الحمراء مجددًا، أي المتهم عياش وباقي المتهمين، واقتصر نشاط الهواتف الخضراء في ذلك اليوم على هاتفين اثنين". في موقع الجريمة وفي 14 شباط (فبراير) 2005، اكد كاميرون أن النشاط الهاتفي لثلاثة من مستخدمي الهواتف الحمراء كان بمحيط قريطم، وكانوا موزعين بين محيط البرلمان والطريق، وبينه وبين موقع الاعتداء وموقع الاعتداء نفسه. كما أعلن أن هناك اشخاصًا كانوا مشتركين بالجريمة، مؤكدًا انه في ذلك، كان عياش واحدهم متواجدين بمحيط مجلس النواب. وقال:" الاتصالات في ذلك اليوم نشطت بين عياش الذي كان يتواجد في محيط مجلس النواب والأشخاص 6 و 8 و 9 الذين تواجدوا بمحيط قريطم". ورأى قاضي الادعاء ان التحركات بين الشركاء في المؤامرة تشير الى ان توزيع المهام كان جد منظم، كاشفًا أن عياش كان قرب موقع الجريمة قبل دقائق قليلة من تنفيذ الاغتيال. لآخر المستجدات حول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان: http://elaph.com/news/special_tribunal_for_lebanon.htm ايلاف