أديس أبابا - وكالات: قرر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي عقد قمة طارئة في 29 من يناير الجاري بشأن الأزمة الراهنة في دولة جنوب السودان. وحمل المجلس، حكومة الرئيس سلفاكير والمتمردين مسؤولية حماية المدنيين في جنوب السودان. وأعلن مجلس السلم في بيان صحفي تشكيل لجنة تحقيق حول مزاعم الانتهاكات الإنسانية وتقديم كل من يثبت تورطه في الانتهاكات للمحاكمة واتخاذ العقوبات اللازمة بشأنه. وأعرب عن قلقه إزاء الأوضاع الإنسانية المتفاقمة الخطر خاصة ما يتعلق بالنزوح الجماعي للمدنيين وتفشي الجوع والمرض وسط الأطفال وصعوبة توصيل المساعدات الإنسانية. وعبّر مجلس السلم والأمن الإفريقي عن أسفه لوفاة العشرات غرقًا في نهر النيل وهم يحاولون الفرار من المعارك.. وحث أطراف النزاع في دولة جنوب السودان على تسريع التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار دون أي شروط مسبقة والعمل على منع المزيد من الخسائر في الأرواح وإيقاف التصعيد المستمر للقتال. وأكد المجلس دعمه لوساطة منظمة " الايجاد" لنزع فتيل الأزمة ..وجدد الدعوة الى حل الخلافات السياسية بالحوار والتفاوض بعيدًا عن منطق القوة والحرب. إلى ذلك قال رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي في جمهورية جنوب السودان جيمز هوث إن الوقت قد حان لوضع السلاح جانبًا والنظر لمستقبل البلاد. وأضاف هوث- خلال جولة له في مدينة بور الإستراتيجية التي سيطر عليها الجيش أمس- إن جوبا لا ترى حرجًا في الدعم المتخصص الذي تقدمه أوغندا إلى بلاده، طالما أنه يستهدف تحقيق الاستقرار في المنطقة. ومازال جيش جنوب السودان الذي استعاد السبت مدينة بور الإستراتيجية، يواجه المتمردين بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار خصوصًا في ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل وفق ما أعلن أمس الناطق باسمه فيليب أقير. وأكد المتحدث أن الاتصال بملكال مازال صعبًا على الأرض لكن قيادة الجيش هناك أعلنت السبت في آخر اتصال مع جوبا أنها تعد هجومًا لاستعادة القسم الجنوبي من المدينة من أيدي المتمردين. وصرح أغير لفرنس برس "إنهم يستعدون لآخر عملية تطهير للمدينة". وأكد أغير أن "الهدوء" يسود بانتيو وفي خضم المعارك وقعت مجازر بين قبيلتي الدينكا التي ينتمي إليها كير والنوير التي يتحدر منها مشار أسفرت عن سقوط آلاف القتلى ونزوح نحو نصف مليون شخص. وتجري حاليًا مباحثات في أديس أبابا تحت رعاية دول شرق إفريقيا في محاولة حمل الطرفين على التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار. وبعد أسبوعين من التفاوض بدون نتيجة في العاصمة الإثيوبية أعربت الرئاسة عن تفاؤلها بالتوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في غضون 48 ساعة. وأعلن الناطق باسم حركة التمرد حسين ما نيوت في أديس أبابا أن لا شيء متوقعا وأن الوفد الحكومي مازال في جوبا بغرض التشاور. وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية ليندا توماس-غرينفيلد "كل يوم يمر على النزاع يفاقم مخاطر قيام حرب أهلية شاملة". وأضافت "أن التوترات الإتنية تتزايد" و"من كانوا يقفون على هامش النزاع ينجذبون إليه". ويرى كثيرون أن المواجهات أصبحت أشبه بحرب أهلية يتواجه فيها الجيش مع تحالف يضم عسكريين متمردين ومليشيات إتنية، في معارك ضارية للسيطرة على مدن إستراتيجية. وفي مذكرة سرية حذرت كينيا، التي نشرت مثل أوغندا قوات في جنوب السودان رسميًا لإجلاء مواطنيهما، من مخاطر "تدويل" النزاع. وأشارت معلومات أيضًا الى وجود متمردين سودانيين ينشطون عادة في دارفور (السودان)، في المناطق الحدودية النفطية. ويتطور الوضع على الميدان بشكل أسرع من مباحثات السلام بين الفريقين التي تنظم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. جريدة الراية القطرية