محمد عبدالحميد (القاهرة) - وجد فريق من شباب مصر في مشروعات الاستزراع السمكي فرصة لمواجهة البطالة، وتحقيق مكاسب مالية من أجل الزواج، وتكوين أسرة وساعدهم على ذلك حرص الحكومات المصرية المتعاقبة على دعم تلك المشروعات تارة بعمل دورات لتعليم الشباب كيفية الاستزراع السمكي، ومنحهم القروض اللازمة للانطلاق وأخرى بقيام وزارة الزراعة والثروة السمكية بإنشاء الأقفاص البحرية والمزارع على مساحات شاسعة في أنحاء شتى من محافظات مصر. وتسليم كل شاب مزرعة سمكية مساحتها تتراوح من نصف فدان إلى 4 أفدنة لإنتاج أسماك البلطي والبوري والمبروك والقراميط والدينس والقاروص، ومساعدته على بيعها ما يوفر له عائداً يتراوح من 4 إلى 6 آلاف جنيه كل شهر، وكان لذلك بالغ الأثر في تشجيع الشباب على المضي قدما في تلك المشروعات. دورة تدريبية يقول أحمد جمال (30 سنة)، صاحب مزارع سمكية بمنطقة العباسة بمحافظة الشرقية، إنه اتجه إلى هذا المجال قبل 4 سنوات بعدما أمضى ثلاث سنوات من البطالة، بعد تخرجه في كلية الآداب قسم فلسفة إلى أن قرأ إعلاناً عن دورة تدريبية، تقيمها وزارة الزراعة لتعليم الشباب أساليب الاستزراع السمكي؛ فشارك فيها وتحمس بعدها للعمل في هذا المجال، فقام بمساعدة والديه باستئجار مزرعة سمكية صغيرة نحو نصف فدان وعمل على تطبيق ما درسه في الدورة التدريبية، إلى جانب استعانته من حين لآخر بآراء الخبراء المكلفين من قبل هيئة الثروة السمكية بمتابعة مشروعات الشباب ما ساعده كثيرا على النجاح وجني أرباح مكنته من تأثيث منزل والزواج بمن أحب، لافتا إلى أن مشروع إقامة مزرعة سمكية يرتكز على ثلاثة عوامل، الأول توافر مصدر دائم من الماء سواء من البحار أو الأنهار أو مياه الآبار، حيث يمكن استخدامه على مدار العام في ملء الحوض الكبير، ويجب أن يكون الماء نظيفا خاليا من الملوثات، ومن مسببات الأمراض. وثانياً: الحصول على الزريعة من الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، ومعها الإرشادات اللازمة للعناية بها حسب النوع ومقدار الغذاء الذي تحتاج إليه لضمان عدم موتها. وثالثاً: تقديم التغذية السليمة للسمك في مواعيدها بانتظام، سواء كانت تغذية طبيعية أو تغذية صناعية موضحاً أنه يعتمد في مزرعته على تقديم مخلفات المجازر، لاسيما بقايا الدواجن إلى جانب الخبز والعلف. إثبات الذات عن تجربته، قال محمد عبدالسلام، صاحب مزرعة سمكية «تخرجت قبل خمس سنوات في كلية التجارة، وعملت محاسباً بشركة ملابس جاهزة، ولكني كنت أطمح لإقامة مشروع خاص بي أحقق من خلاله أحلامي في إثبات الذات، وتكوين ثروة وهو ما وجدته في مشروعات الاستزراع السمكي، حيث كان أحد أقاربي قد سبقني في العمل بهذا العمل، وحقق نجاحاً كبيراً فاشترى منزلاً وسيارة وتزوج خلال سبع سنوات فقط، وهو ما دفعني إلى تكرار تجربته». ويتابع «بالفعل استقلت من عملي وحصلت على قرض من البنك، وتفرغت مع شقيقي الأصغر ووالدي لإقامة مزرعة على 3 أفدنة من الأرض، قسمتها إلى 8 أحواض وتناوبنا رعايتها وجنينا الخير الوفير واستطعنا تسديد القرض»، لافتاً إلى أن أهم شيء في المشروع هو شراء الزريعة المناسبة من مصدر موثوق به لتجنب أن تكون مريضة فتموت ونخسر المال. وأوضح محمد أن وزن الزريعة الواحدة وقت شرائها يتراوح من 25 إلى 50 جراماً، والواحدة تباع بجنيه ويتم نقلها في أكياس بلاستيك بداخلها كمية من الماء والهواء لضمان وجود الأوكسجين، وعدم موت الزريعة في أثناء نقلها إلى أحواض الاستزراع. ... المزيد الاتحاد الاماراتية