استعاد حكام كرة القدم السعوديين ثقة الوسط الرياضي ونجحوا هم ولجنتهم في المرور بالموسم الكروي عبر واحدة من أصعب المنعطفات على الإطلاق ومن خلال التقرير التالي نسلط الضوء على ما قدمته لجنة الحكام وحكامها في هذه المرحلة: صعوبة المهمة كانت المهمة غاية في الصعوبة وذلك لعوامل عديدة أبرزها الضغوط الرهيبة والمتراكمة، التي مورست على لجنة الحكام وحكامها خلال الفترة التي سبقت هذه المرحلة حتى بات كثير من الأندية تبذل جهودًا كبيرة لصرف النظر عن واقعها الفني وإشغال جماهيرها بالتعليق على مشذب التحكيم، بل إن بعض الفرق يخسر من صاحب المركز الأخير ونجح مسئولوه في عدم التطرق أبدا لواقع الفريق وذهب كل الحديث للحكام والتحكيم، إضافة إلى الظروف، التي وجدت اللجنة نفسها فيها من خلال غياب عدد من أبرز الحكام فاعتزال جلال ومشاركة المرداسي في بطولة آسيا تحت 22 عامًا وغياب الهذلول والعواجي للمشاركات الخارجية كلها عوامل محرجة للجنة، إضافة إلى وجود مباريات ليست من الفئة السهلة وخاصة مواجهة النصر والشباب، والتي يمكن اعتبارها أصعب مباريات الموسم. نجاح كبير وبأقل الأخطاء جاءت النتيجة النهائية للأداء التحكيمي في الجولتين على قدر عالٍ من النجاح، واتخذت كل القرارات الصعبة في المباريات بثقة عالية من الحكام وأداء جيدًا وظهر واضحًا حسن الإعداد للطاقمين من خلال لغة التفاهم العالية جدًا في التعامل مع أحداث المواجهتين، وكان أبرز الملاحظات التي دونت على طاقمي الحكام في المواجهتين كما يلي: الفتح × الهلال قاد المباراة طقم مكون من الدولي فهد العريني للساحة ومساعد أول الدولي عبدالله الشلوي ومساعد ثاني خلف المهنا وحكم رابع شكري الحنفوش وكان ابرز قرارات المباراة ركلة الجزاء الصحيحة التي احتسبها العريني للهلال وجاء منها الهدف الأول وقرار طرد لاعب الفتح عمار الجمل بتدخل موفق من المساعد الأول في حالة تناغم كبيرة بين أفراد الطاقم، فالعريني لم يتمكن من مشاهدة اللعبة ولكن تدخل المساعد الأول الشلوي ساهم في اتخاذ القرار الصحيح بعد اعتداء واضح من الجمل على السالم، وكان أبرز ما دون على أفراد الطاقم هو احتساب العريني لركلة حرة غير مباشرة على الهلال بعد لعبة خطرة من أحد المدافعين، بينما كان يفترض أن تكون ركلة حرة مباشرة لوجود الاحتكاك الفعلي بين اللاعبين ولم تنطل على العريني محاولات بعض اللاعبين الحصول على أخطاء لا مبرر لها. النصر× الشباب قاد المباراة طاقم حكام دولي مكون من تركي الخضير وساعده أحمد فقيهي ومحمد العبكري وحكم رابع محمد القرني درجة أولى ونجح طاق الحكام في تقديم مباراة جيدة جدًا قياسًا بصعوبة المواجهة وتمكن الخضير بلياقته العالية من التواجد قرب الحدث دائمًا وكانت معظم القرارات صحيحة وصائبة ونجح الخضير في تفادي مأزق بسيط وقع فيه بداية المباراة من خلال بطاقتين صفراء لغامدي النصر وخيبري الشباب يمكن اعتبارها متسرعة نوعًا ما قياسًا بوضع المباراة وأهميتها وتمكن بذكاء كبير من السيطرة على المباراة بعد ذلك، واتخذ قرارا صحيحا بطرد لاعب الشباب فرناندو في الأشواط الإضافية مع أن المباراة، تعتبر من المواجهات الصعبة بكل تفاصيلها من خلال الندية على أرض الملعب وسرعة الهجمات وكثرة الاحتكاكات بين اللاعبين. الثقة والنهائي يمكن اعتبار الحكام السعوديين ولجنتهم استعادوا ثقة الجماهير الرياضية من خلال الخروج بهذه المرحلة الصعبة والحساسة الى بر الأمان وبأقل الأخطاء الممكنة وبدون شك ستكون هذه النجاحات عوامل معززة لإمكانية تواجد الحكم السعودي في النهائي بين الهلال والنصر، فالحكم السعودي متى ما وجد الثقة والتعاون من الفريقين فسيقود أصعب مباراة الى بر الأمان بإمكاناته العالية وهو ما حدث في نصف النهائي وفي حالة توافر هذه العوامل في النهائي فسيحقق نجاحًا باهرًا، خاصة أن الخيارات وقتها ستكون أكبر وأكثر تنوعًا بتواجد عدد كبير من الحكام. صحيفة المدينة