اكد الرئيس الأميركي، باراك اوباما، خلال اجتماع في واشنطن مع رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي الحاجة لإجراءات أمنية وسياسية لمحاربة الإرهاب في العراق، وضرورة الاستجابة للشكاوى المشروعة لكل المكونات العراقية وأخذها في الاعتبار في العملية السياسية. بحث النجيفي مع اوباما خلال اجتماع في واشنطن العلاقات العراقية الاميركية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث اكد الرئيس الأميركي استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع العراق وتقديم مختلف انواع الدعم له بما فيها حربه ضد الارهاب. مؤكدًا دعمه للخيار السياسي بين اطراف العملية السياسية عند التعامل مع الازمات. وقدم النجيفي للرئيس الاميركي رسالتين "تضمنت الاولى أهم المعوقات التي تعرقل مسيرة العملية السياسية في العراق والحلول الناجعة لتقويم مساراتها عن طريق الركون الى أسس سليمة ومرتكزات ديمقراطية، فيما حملت الرسالة الثانية وهي من مسيحيي العراق اوضاع الطائفة المسيحية في العراق"، كما اشار بيان صحافي لمكتب اعلام البرلمان العراقي تسلمته "إيلاف" صباح اليوم. كما تمت مناقشة الحاجة لدمج قادة ومقاتلي العشائر السنية بالقوات العراقية في وقت لا تزال مناطق عدة في غرب العراق تحت سيطرة متمردين. ودعا اوباما لدى انضمامه الى اجتماع كان يعقده النجيفي مع نائب الرئيس الاميركي جو بايدن القادة العراقيين الى مواصلة الحوار كي يتم أخذ الشكاوى المشروعة لكل المجموعات بالاعتبار في العملية السياسية. واتفق الجانبان على الحاجة الى تدابير أمنية وسياسية لمحاربة الارهاب وناقشا التدابير التي ستسمح بدمج القوات العشائرية والمحلية في البنى التحتية الامنية تماشيًا مع التزامات الحكومة العراقية مؤخرًا. ومن جهته، اشار البيت الابيض في بيان إلى أن الرئيس اوباما ونائبه بايدن اعربا أيضًا عن دعم الولاياتالمتحدة القوي للتعاون المستمر بين قادة العشائر والقادة المحليين والحكومة العراقية في مواجهة القاعدة في العراق، تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية "داعش". .. ومباحثات للنجيفي مع بايدن وخلال مباحثات النجيفي مع بايدن تم بحث "ادق التفاصيل حول الشأن العراقي بمساريه الامني والسياسي، مؤكدين على ضرورة وضع أطر سليمة للشراكة الوطنية وتحقيق المصالحة وتكريس مبدأ التوازن في مؤسسات الدولة". وقد اتفق الجانبان على اهمية اعطاء المحافظات حقوقها وفق القوانين المرعية، حيث اكد بايدن على ضرورة انخراط جميع مكونات الشعب العراقي لاسيما المكون السني في القوات المسلحة. وتناول البحث التحديات التي تواجه عملية التحول الديمقراطي في العراق، وكيفية وضع الحلول والمعالجات الرامية الى ازالة اسباب تراجعها، والسعي من اجل الحفاظ على المكتسبات الديمقراطية. وتأتي هذه المباحثات في وقت لا تزال مناطق في مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار الغربية وكامل مدينة الفلوجة في المحافظة تحت سيطرة المسلحين منذ اسابيع، حيث اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس الى قرب شن هجوم في الفلوجة للقضاء على مسلحي داهش فيها. واشارت وزارة الدفاع العراقية الاربعاء الى أن الطيران الحربي وجه ضربات جوية في انحاء الانبار اسفرت عن مقتل 50 مسلحًا جميعهم من جنسيات عربية. ومن جهتها، اكدت وزارة الدفاع الإميركية "البنتاغون" دعمها لجهود العشائر والمسؤولين المحليين في مطاردة القاعدة في الانبار، فيما اكدت تسريع جهودها للاسراع بارسال معدات دفاعية لإمداد الجيش العراقي. وقال المتحدث باسم الوزارة جون كيربي إن "وزير الدفاع تشاك هيغل اطلع رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي خلال اجتماع لهما بالبنتاغون على الجهود الأميركية لتسريع إرسال معدات دفاعية لامداد القوات العراقية في الانبار".. مشيرًا إلى أن "هيغل أكد على ضرورة دعم المبادرات المحلية والوطنية لحل الأزمة". وأضاف أن "هيغل أشاد كذلك بجهود القبائل والمسؤولين المحليين لطرد مقاتلي القاعدة من الفلوجة واجزاء أخرى من غرب العراق". وكان رئيس الحكومة نوري المالكي كشف في الرابع عشر من الشهر الحالي أن الولاياتالمتحدة ترددت في تزويد العراق بالاسلحة الخفيفة والثقيلة وفيما بيّن أن البلاد اليوم بحاجة كبيرة الى السلاح المتوسط لمكافحة الارهاب، اشار الى أن العراق اشترى الرباعيات ومقاومة الطائرات من مصر. يذكر أن الحكومة العراقية تسعى إلى تسليح الجيش العراقي بجميع صنوفه، حيث تعاقدت مع عدد من الدول العالمية المصنعة للأسلحة المتطورة، ومنها الولاياتالمتحدة الأميركية، لغرض تجهيز الجيش بمدرعات ودبابات مطورة وطائرات مروحية وحربية منها (أف 16) سيتسلم الدفعة الأولى منها عام 2014. وكان النجيفي وصل الى واشنطن الاثنين الماضي حيث بحث مع القادة السياسيين والمسؤولين في الكونغرس آخر التطورات السياسية والامنية في العراق حاليًا. يذكر أن العراق يشهد منذ 21 من الشهر الماضي حربًا ضد تنظيم "داعش" الارهابي الذي يتخذ من مناطق الانبار ملاذاً له، بينما ما زالت القوات الامنية تقصف اوكار التنظيم باسلحة ثقيلة مدعومة بالطائرات في حملة تشترك فيها عشائر المحافظة وشرطتها المحلية لتطهير المنطقة من العصابات المسلحة. وبعد عامين من انسحاب القوات الأميركية من العراق تصاعد العنف مرة أخرى إلى أعلى مستوياته منذ ذروة أعمال العنف الطائفي عامي 2006 و2007 عندما قتل عشرات الآلاف. وتقول الاممالمتحدة إن حوالي 9000 شخص قتلوا في أعمال عنف في العراق العام الماضي . ايلاف