وأشار فضيلته إلى مواقف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تؤكد على امتثالهم واستجابتهم لأوامره دون مراجعة أو تأخير, مبيناً أنهم نالوا الفضل لصحبتهم وإخلاصهم وسبقهم في الاستجابة لله ولرسوله, فزادت رفعتهم عند الله, ومن ذلك أن أمروا باستقبال الكعبة فحولوا وجهتهم من بيت المقدس إليها حينما سمعوا بتغييرها وهم في الصلاة ولم يؤخروا الامتثال إلى الصلاة التي تليها, ومن مواقف استجابتهم حينما ندب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصدقة فبذلوا نفيس أموالهم, فأنفق عمر بن الخطاب رضي الله عنه نصف ماله, وأنفق أبو بكر الصديق ماله كله, وكذا حينما قال عليه الصلاة والسلام من جهز جيش العسرة فله الجنة, فجهزه عثمان بن عفان رضي الله عنه, وعندما نزل قول الله " لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ" فقام أبو طلحة إلى رسول الله عليه السلام وقال : (إن أحب أموالي إلي بئر روحاء وإنها صدقة لله). وقال الشيخ عبدالمحسن القاسم كف الصحابة عن كثير من الأقوال والأفعال حينما سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عنها ولم يراجعوه فيها استجابة له, ومن ذلك, حينما طبخوا في يوم مجاعة طعاماً فتركوه, لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنه, وفي يوم خيبر كانت الحمر الأهلية مباحاً فطبخوها فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقال إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر فإنها رجس من عمل الشيطان, قال أنس رضي الله عنه ( فأكفئت القدور بما فيها وإنها لتفور باللحم) متفق عليه ،وكان الخمر مباحاً إلى أوائل الإسلام, وبسماعهم نهيه من رجل يمشي في الطرقات أراقوها, وقال أبو النعمان رضي الله عنه ( كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة فنزل تحريم الخمر, فأمر منادياً فنادى, فقال أبو طلحة أخرج فانظر ما هذا الصوت, قال فخرجت فقلت هذا منادٍ ينادي, ألا إن الخمر قد حرمت, فقال لي, اذهب فأهرقها, قال فجرت في سكك المدينة) متفق عليه . وأضاف كان الصحابة رضوان الله عليهم يتأسون بالنبي صلى الله عليه وسلم فيما يلبسونه من غير أن يكلمهم بشيء, قال إبن عمر رضي الله عنهما ( اصطنع النبي صلى الله عليه وسلم خاتماً من ذهب, وكان يلبسه ويجعل فصه في باطن كفه, فصنع الناس خواتيم, ثم إنه جلس على المنبر فنزعه, فقال إني كنت ألبس هذا الخاتم, وأجعل فصه من داخلٍ, فرمى به, ثم قال والله لا ألبسه أبداً, فنبذ الناس خواتيمهم) متفق عليه . وذكر ما رواه جابر بن سليم رضي الله عنه, ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم, فقلت إني من أهل البادية وفيّ جفاءهم, فأوصني, قال لا تسبن أحداً, قال فما سببت بعد قول رسول الله عليه وسلم أحداً ولا شاتاً ولا بعيراً ) رواه أحمد . // يتبع // 15:39 ت م فتح سريع وكالة الانباء السعودية