أحمد الصاوي (القاهرة) - لم يقيض لهضبة الأناضول أن تكون جزءاً من ديار الإسلام إلا بعد ظهور السلاجقة الأتراك على مسرح الأحداث في القرن الخامس الهجري، فبعد معركة ملاذكرد الشهيرة وهزيمة البيزنطيين المذلة اضطر سكان الأناضول من الروم لمغادرة أراضيهم، لتزحف إليها قبائل الترك تدريجياً حتى ليظن بعض الدارسين اليوم أن الأناضول هي موطن الترك الأساسي. وقد تنازعت دول عدة السيطرة على مدن الأناضول المختلفة، ودارت بينها صراعات قبلية دامية قبل أن تستقيم الأمور لسلاجقة الروم في تلك المنطقة. تقاليد الفن الإسلامي وعلى الرغم من الاضطراب السياسي، فإن هذه المنطقة شهدت استقراراً كبيراً لتقاليد الفن الإسلامي حتى قبل ظهور سلاجقة الروم بمنشآتهم الحجرية الضخمة وفنونهم التطبيقية التي تمتلئ بها قاعات المتاحف العالمية. ولدينا منذ نهاية القرن السابع الهجري «13م» وبداية القرن التالي عدة مصاحف أنتجت في مدينة قونية، أقدم وأوسع مدن هضبة الأناضول شهرة، من أهمها مصحف تم نسخه في عام 714ه «1314م» بأمر من الأمير القراماني خليل بن محمود بن قرامان، وقد ظل طابعه الفني من جهة استخدام خط الثلث المحقق والزخارف النباتية في الفواصل بين السور وبدايات الآيات مهيمناً على تقاليد نسخ المصاحف التي نسبت لقونية في الفترات اللاحقة. ومن المصاحف النادرة التي أثبتت الدراسة الفنية نسبتها إلى قونية في هذه الفترة مصحف يتوزع بعض أجزائه الثلاثين بين عدة متاحف ومجموعات خاصة، منها مجموعة جون ريلاندس التي حظيت مقتنياتها باهتمام خاص من الباحثين في اللغة التركية لأنها تحتوي على ترجمة لألفاظ القرآن الكريم باللغة التركية القديمة، كتبت بالحروف العربية قبل عدة قرون من ظهور اللغة التركية العثمانية. ... المزيد الاتحاد الاماراتية