بحضور خليجي كبير، اختتمت في صنعاء أمس أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي اعتبره الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تأكيداً على أن اليمن بدأ عهداً جديداً وقطيعة مع الماضي، وسط رفض فصائل في الحراك الجنوبي، وفي غياب رئيس الحكومة، ومقاطعة جماعة الحوثيين. وحضر الحفل الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الحفل د. عبداللطيف بن راشد الزياني، ووزير خارجية دولة الكويت رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس الوزراء، ووفود رفيعة المستوى من دول مجلس التعاون وأعضاء مجلس الوزراء ومجلس النواب والسفراء وعدد من المدعوين. وألقى الأمين العام للمجلس كلمة في الحفل نقل فيها تحيات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون إلى الجمهورية اليمنية رئيسا وحكومة وشعبا على ما حققه مؤتمر الحوار الوطني من نجاح وما توصل إليه من مخرجات توافقية. عهد جديد وأكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في كلمة ألقاها وسط حشد ضخم من أعضاء مؤتمر الحوار والسياسيين والدبلوماسيين أن «اليمن دخل عهدا جديداً يختلف عما كان عليه قبل مؤتمر الحوار، وأنه أعلن قطيعة شاملة مع الماضي». قال هادي: «اختتمنا بنجاح منقطع النظير مؤتمر الحوار الوطني الشامل متجاوزا بعض عراقيل رافقته خلال فترة انعقاده، منها ما كان متعمدا، ونعتبر هذه الفترة التي مر بها الحوار فترة قياسية»، مضيفاً القول: «انتهينا من الجهاد الأصغر وهو التنظير، وبقي الجهاد الأكبر المتمثل بتطبيق مخرجات الحوار، لكنه جزم بأن تنفيذ ذلك يحتاج لحكومات وليس لحكومة واحدة». وأردف: «بهذه المناسبة الكبيرة نؤكد لضيوفنا الأعزاء أننا سنمضي بكل جدية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وسنكون دعما للمجتمع الدولي. ونجاحه بإرادة خاصة.. وتجربة الحوار مدرسة في الأداء والانجاز وتعبيرا واضحا لما يمكن لليمنيين القيام به، وكان إحياء للحكمة اليمنية التي غابت عنا أحيانا، لكنها أبدا لم تمت في داخلنا». من جهته قال جمال بنعمر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن إنه «سينقل للعالم عبر مجلس الأمن الدولي تقريرا جديدا يستعرض فيه قصة الإنجاز التاريخي الذي حققه الشعب اليمني عبر مؤتمر الحوار الوطني»، واصفاً هذا الإنجاز بالمعجزة. تهنئة أممية بدوره، هنأ الأمين العام للأمم المتحدة للأمم المتحدة بان كي مون اليمن حكومة وشعباً بانتهاء مؤتمر الحوار الوطني ووصفه بأنه «يوم تاريخي». وقال كي مون في كلمة متلفزة إنه، «في هذا اليوم التاريخي أظهر الشعب اليمني صوابية قراراته وفضل التوافق بدل الانقسام»، مشيداً بقيادة الرئيس هادي للمرحلة الانتقالية، مبدياً تقديره العميق للجهود المتفانية لأعضاء مؤتمر الحوار الوطني عبر الحوار، ومجلس التعاون الخليجي والحكومة بقيادة محمد سالم باسندوة». وأكد الأمين العام أن مؤتمر الحوار الوطني عالج «القضايا الصعبة وتحديداً قضيتي الجنوب وصعدة، وفي المرحلة المقبلة سيكون مهماً جداً تطبيق حزمة ما خرج به مؤتمر الحوار»، مشدداً على أن «الأممالمتحدة ستبقى ملتزمة بدعم العملية الانتقالية.. وأن مهمة الدكتور جمال بنعمر ستستمر». باسندوة والحوثيون وكان لافتا غياب رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة عن الحفل، كما قاطعه جماعة الحوثي الذين أيدوا مخرجات مؤتمر الحوار ورفضوا استمرار الحكومة الحالية. من جانبه، قال الناطق باسم جماعة الحوثيين في الحوار علي البخيتي إن «أي عضو من أعضاء مكون «أنصار الله» في مؤتمر الحوار الوطني لم يحضر حفل اختتام أعمال المؤتمر، احتجاجاً واعتراضاً على التمديد للحكومة الحالية في وثيقة الضمانات». وأضاف البخيتي أن «تلك الحكومة ستُفشل حتما كل القرارات التي تم التوافق عليها خلال شهور من العمل في المؤتمر». وقال: «من يراهن على نجاح حكومة باسندوة في تنفيذ مُخرجات الحوار فهو واهم». مراهنة على الخليج من جهته، قال وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي ل«البيان» إن «اليمن يراهن على أشقائه في دول الخليج لمساعدته في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، خصوصاً وأن الانتقال من الدولة البسيطة إلى الدولة الاتحادية يحتاج لدعم مالي كبير. مشدداً على أن «الدور الخليجي الفاعل في إنجاح التسوية والحوار الوطني سيظل الأساس في دعم تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار، واستعادة الأمن والاستقرار لأن اليمن بموقعه الجغرافي يشكل البوابة الجنوبية للمنطقة ويشرف على أهم مضيق بحري». موقف أوروبي أصدرت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوربي كاترين اشتون بيانا هنأت فيه «اليمن على الاختتام الناجح للحوار الوطني». كما حيت «جهود وتصميم أعضاء الحوار الوطني تحت قيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي لجعل هذا ممكناً». وقالت أشتون في بيانها الذي وزعته سفارة الاتحاد الاوربي إن هذه العملية «التي شارك فيها ممثلون عن مختلف الأحزاب السياسية والمكونات الاجتماعية إنجاز تاريخي وفريد من نوعه، حيث قرب اليمن بشكل أكبر إلى الديمقراطية وإلى طموحات شعبها لمستقبل أكثر أماناً وازدهاراً. البيان الاماراتية