أعلن وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي أمس الأحد أن القيادة الفلسطينية "لن تتردد" في رفض المقترحات الأمريكية للسلام مع "إسرائيل" في حال تناقضها مع المواقف الفلسطينية، فيما اتهم زعيم المعارضة في الكيان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإفراغ المفاوضات مع الفلسطينيين من مضمونها . وقال المالكي للإذاعة الفلسطينية الرسمية "علينا الانتظار لنرى مضمون أي اتفاق يقدمه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لنا، وسيكون هناك مزيد من المفاوضات والمباحثات ما بين الجانبين الفلسطيني والأمريكي في واشنطن بحضور كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات" . وأضاف "نحن كما قلنا لا للإدارة الأمريكية أكثر من 10 مرات في السابق، لن نتردد أن نقول لا إذا تناقض مقترح كيري مع الموقف الفلسطيني والمبادئ الفلسطينية التي نقف أمامها" . وأعلن كيري على هامش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي المنعقد في سويسرا، أنه ينوي طرح اتفاق إطار على الجانبين "الإسرائيلي" والفلسطيني في غضون بضعة أسابيع . ونقلت الإذاعة "الإسرائيلية" عن كيري قوله إن اتفاق الإطار سيتضمن مبادئ لحل مجمل القضايا الجوهرية العالقة بين الطرفين وسيشكل الاتفاق أساساً للمراحل القادمة من المفاوضات . وبهذا الصدد قال المالكي إن الجانب الفلسطيني متمسك بما تلقاه من التزامات خطية من الإدارة الأمريكية من أن المفاوضات تنطلق بالاعتراف بالحدود المحتلة عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية . وأوضح المالكي أن هذه الالتزامات سبقت استئناف مفاوضات السلام في يوليو/تموز الماضي وتضمنت أن الولاياتالمتحدة تقر أن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية . وتابع قائلاً: "في حال حصل تغيير في الموقف الأمريكي فإن لكل حادث حديث" . من جهة أخرى أدان المالكي، ما أطلقته رئيس طاقم التفاوض "الإسرائيلي" تسيفي ليفني من تهديدات بحق الرئيس الفلسطيني محمود عباس . وقال بهذا الصدد "نحن ندرس التهديدات ومعانيها وهذه القضية سوف تضاف إلى مجموعات تصريحات التهديد والمناقضة للسلام من القيادات الإسرائيلية" . وأضاف "سنقوم بتعميم تصريح ليفني على كافة السفارات الفلسطينية لإثارتها مع وزارات خارجية الدول المعتمدين لديها وكذلك في المحافل الدولية إضافة إلى الممثليات الأجنبية المعتمدة لدينا، وبالتالي هذه القضية لن نسكت عليها وهو تهديد واضح لشخص الرئيس ولابد من أخذه على محمل الجد" . وكانت ليفني انتقدت في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون "الإسرائيلي" الجمعة مواقف عباس في مفاوضات السلام، محذرة إياه من "دفع ثمن" تمسكه بهذه المواقف . من جهته رأى رئيس حزب العمل "الإسرائيلي" المعارض يتسحاق هرتسوغ، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، "يفرغ المفاوضات مع الفلسطينيين من مضمونها ويقود نحو طريق مسدود وخطر" . وأضاف أن "الواقع يلزم بالحسم الآن وعدم إبقاء الصراع للأجيال القادمة مثلما ألمح نتنياهو" . ودعا عضو الكنيست مائير شيطريت من حزب "الحركة" الشريك في الحكومة إلى أن تفرض الولاياتالمتحدة تسوية على "إسرائيل" والفلسطينيين . وتأتي هذه التصريحات في أعقاب تقارير قالت إن نتنياهو يقلل من أهمية "اتفاق إطار" يعتزم كيري، طرحه قريباً ويتعلق بمبادئ تسوية الصراع "الإسرائيلي" -الفلسطيني . وأعلن نتنياهو خلال مشاركته في دافوس، أنه "لا توجد لدي نية في إخلاء أية مستوطنة واقتلاع أي إسرائيلي" من الضفة الغربية . وطالب بأن يمنح أي اتفاق مع الفلسطينيين "إسرائيل" الحق في العمل عسكرياً في جميع أنحاء الدولة الفلسطينية بعد قيامها، وأنه يرفض ذكر قضية القدس في "اتفاق الإطار" . وكان رجل أعمال "إسرائيلي" قال إن كيري أبلغ رجال أعمال "إسرائيليين" وفلسطينيين اجتمع معهم في دافوس، إنه سيعلن عن تفاصيل "اتفاق الإطار" خلال أسابيع . وأضاف أن الانطباع الذي تركه كيري لدى رجال الأعمال هو أن "خطوط العام 1967 مع تبادل أراض كأساس لحدود الدولة الفلسطينية ستكون مشمولة في وثيقة اتفاق الإطار" . (وكالات) الخليج الامارتية