أكد حمد بو عميم مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي أن حكومة دبي تتخذ إجراءات فاعلة وعملية لضبط التضخم الذي كان خلال العام الماضي بحدود 2 % رغم النمو الجيد الذي حققته مختلف القطاعات في الإمارة. وأضاف بو عميم في تصريحات على هامش إطلاق "تقرير دبي 2014 " أن النمو المتوقع في اقتصاد الإمارة خلال السنوات المقبلة مع استضافة معرض اكسبو 2020 لن يتسبب في ارتفاع كبير لمعدلات التضخم مع حرص الحكومة على تحقيق النمو التدريجي، والذي يرافقه العديد من الاجراءات والتشريعات الفاعلة الهادفة إلى ضبط التضخم للمحافظة على تنافسية الإمارة التي حققتها خلال السنوات الماضية. وقال بو عميم في كلمة ألقاها في الندوة النقاشية بمناسبة إطلاق التقرير إن عام 2013 كان الأفضل بالنسبة لدبي خلال السنوات الخمس الماضية، حيث شهدت جميع القطاعات الاقتصادية نموا جيدا وتعزز ذلك مع تسجيل 13 ألف شركة جديدة في الإمارة، في دليل واضح على استمرار التعافي القوي لاقتصاد دبي. وأكد بو عميم التزام الحكومة بتحقيق الاستدامة في النمو المترتب على استضافة معرض اكسبو2020 من خلال سلسلة من المبادرات المشاريع والقوانين التي تضمن الانتعاش المدروس والمتدرج، وهي قوانين شملت مختلف القطاعات، وخاصة القطاع المصرفي وأنظمة التمويل ومعايير الإقراض وغيرها، والتوازن بين العرض والطلب في القطاع العقاري، موضحاً أن هناك الكثير من الخطط والمبادرات ومنها استراتيجية 2020 أقرتها دبي حتى قبل استضافة إكسبو، وتهدف إلى المحافظة على زخم النمو واستدامته في مختلف القطاعات. وأكد عدنان شلوان الرئيس التنفيذي لبنك دبي الإسلامي أن توجه دبي لتكون عاصمة للاقتصاد الإسلامي سيعمل على تعزيز مكانة دبي وتنويع اقتصادها مع تزامن صدور العديد من التشريعات والأنظمة في هذا الاتجاه. وقال اياد ملص الرئيس التنفيذي لمجموعة ماجد الفطيم إن فوز دبي بمعرض اكسبو 2020 سيفتح المزيد من الفرص الجديدة ومشاريع الأعمال التي ستخلف آلاف الفرص وتضمن استدامة النمو للإمارة. وأضاف ان النمو السكاني للإمارة عامل رئيس في المشاريع الكبيرة التي أعلنت عنها حكومة دبي، والتي تضمن لها مسار نمو متزن حتى بعد الانتهاء من الحدث العالمي. واشارت رندا بسيسو مدير عام مدرسة مانشستر للأعمال الى اهمية التعليم وتأهيل الكوادر البشرية للتعامل مع حدث عالمي مثل اكسبو 2020، موضحة ان دولة الإمارات لديها اليوم اكبر عدد من فروع الجامعات العالمية في العالم. وقالت إن استضافة معرض اكسبو ليست هدفا، بل آلية لبناء مجتمع واقتصاد قائم على المعرفة، وهي رؤية حكومية لدولة الإمارات. دبي 2014 وكان تقرير دبي 2014 قد أكد أن دبي واصلت تعافيها وعودتها القوية لتحقيق معدلات النمو والانتعاش الاقتصادي مدعومة بنمو كبير في قطاعات حيوية مثل التجزئة والنقل والخدمات اللوجستية والاتصالات. وأشار تقرير "دبي 2014 " الذي أطلقته امس مجموعة اكسفورد للأعمال الى ان الإمارة استعادت عافيتها بالكامل من الأزمة المالية العالمية في ظل التوسع الكبير بمشاريع البنية التحتية والعديد من المبادرات، مثل تحويل دبي إلى عاصمة للاقتصاد الإسلامي، ومشروع الحكومة الذكية، وغيرهما. وقال التقرير إن دبي نهضت سريعا كطائر العنقاء وتوسعت قطاعاتها الاقتصادية في مختلف الاتجاهات، فزادت أعداد السياح، وارتفعت معدلات الفنادق رغم زيادة أعداد الغرف الفندقية، ونمت تجارتها لتكسر حاجز التريليون درهم خلال الربع الثالث من العام الماضي، وتزامن ذلك مع إطلاقها لمبادرتين مهمتين هما استراتيجية 2020 الهادفة لجذب 20 مليون سائح في عام 2020 واستضافة معرض اكسبو العالمي الذي فازت باستضافته في نوفمبر الماضي. وتتطلع لدبي للوصول بطاقة مطاراتها إلى 250 مليون مسافر سنوياً، وهذا الأمر عززته طلبيات لطيران الامارات ب 200 طائرة جديدة خلال معرض دبي للطيران في نوفمبر، منها 150 من طراز بوينغ 777 اكس الجديدة، و 50 طائرة من طراز ايه 380 العملاقة، فضلا عن طلبية لشركة فلاي دبي ب 11 طائرة . واظهر القطاع العقاري في الإمارة إشارات تعاف قوية خلال العام الماضي، حيث اطلقت مشاريع عقارية كبيرة وتوسعات ضخمة، وخاصة في مجال التجزئة، الأمر الذي ساعد على تحقيق نمو في الناتج الإجمالي لدبي إلى 4.9 % خلال النصف الأول من العام الماضي إلى 169 مليار درهم وفقا لبيانات مركز دبي للإحصاء. ونمت قطاعات مثل المطاعم والفنادق بنسبة 13.7 %، وارتفعت أعداد نزلاء الفنادق بنسبة 11.1 % إلى 5.6 ملايين نزيل، وزادت مساهمة التجارة بشقيها الكلية والتجزئة لتصل الى 32 % من الناتج الإجمالي، وارتفعت الصادرات بنسبة 13.3 % . ويوضح التقرير أن حركة التصدير وإعادة التصدير ارتفعت إلى 399 مليار درهم مقارنة مع 372 مليار في العام 2012 ووصل حجم التجارة المباشرة إلى 649 مليار درهم مقارنة مع 595 ملياراً في العام الذي سبقه، وجميعها ارقام تؤكد استمرار العودة القوية لدبي على مختلف الاتجاهات. وبفضل امتلاكها لواحد من اكبر موانئ العالم، نمت حركة الشحن بنسبة وصلت الى 5.4 % عبر ميناء جبل علي، ووصل حجم المناولة الى 10 ملايين حاوية خلال الشهور التسعة الأولي من العام الماضي. آفاق إكسبو 2020 ويشير التقرير إلى ان اقتصاد دبي عاد الى التعافي بقوة حتى قبل الترشح والفوز باستضافة اكسبو 2020 التي تحتاج دبي إلى انفاق نحو 8.1 مليارات دولار لاستضافة الحدث، وخاصة مشاريع البنية التحتية والفنادق، ومنها 45 ألف غرفة جديدة تحتاجها الإمارة حتى استضافة الحدث. ويتوقع ان يضيف اكسبو 2 % إلى ناتج دبي الإجمالي ويوفر 277 ألف وظيفة معظمها في قطاع السياحة والفنادق. ولعل ابرز مزايا اكسبو ستكون تطوير منطقة حضرية كاملة حول مشروع دبي وورلد سنترال الذي يستضيف اكسبو 2020. وهذه المنطقة ستضم مطار آل مكتوم وميناء جبل علي الذي يشهد فعليا توسعات من حيث طاقته الاستيعابية . واستفادت دبي جيداً من دروس الأزمة الماضية وهي تحصن نفسها للمستقبل، وفوز دبي بإكسبو 2020 يعني أن الإمارة تخلصت تماما من تبعات الأزمة الماضية، لكنها مطالبة بالمزيد من التشريعات والأنظمة لتعزيز الحماية . النقل يشير تقرير دبي 2014 إلى أنه ومع فوز الإمارة باستضافة معرض اكسبو 2020 فإنها تعتزم زيادة خطوط المترو لتصل إلى 421 كم بحلول عام 2030 مع تطوير خطوط المواصلات العامة، فيما لا تواجه اي تحد بالنسبة لخطوط الطيران، حيث تتمتع دبي بمركز الصدارة في هذا القطاع على مستوى المنطقة. ويستمر مطار دبي في تحقيق النمو من خانتين، حيث يتوقع ان يصبح الأكبر في العالم من حيث أعداد المسافرين الدوليين بطاقة 98 مليون مسافر، رغم انه كان يحتل المركز99 قبل 13 عاماً. وبدأت دبي قبل فترة بتشغيل المطارين مع استمرار مشاريع توسعة في كليهما، وتصدر النقل مع الاتصالات قائمة القطاعات الأكثر نموا خلال العام الماضي بنسبة وصلت إلى 7.5 % لكل قطاع. ويتزامن ذلك مع نمو شبكة المترو في دبي التي ستشهد توسعة كبيرة خلال السنوات المقبلة، وهذا لم يرتبط بفوز دبي بمعرض إكسبو، بل هو حاجة لاستيعاب النمو الطبيعي للإمارة . ويصل طول شبكة المترو في دبي حالياً إلى 75 كم، يتوقع ان تزيد بنسبة 50 % خلال السنوات المقبلة لتصل إلى 111 كم تشمل زيادة طول الخط الأحمر بنحو 3.5 كم، والخط الأخضر بنحو 20 كم ، وخط جديد يربط الخط الأحمر بموقع اكسبو 2020، بجانب مطار آل مكتوم، وسيتم زيادة الخط الأحمر من الراشدية إلى مردف، والخط الأخضر سيربط الجداف بالمدينة الأكاديمية. وهذه المشاريع لم ترتبط بإكسبو 2020، لكنها حاجة ماسة لدبي لمواصلة النمو. ومع هذا النمو الكبير، فإن دبي مطالبة بوضع حلول لاستيعاب النمو في الحركة الجوية، وتجنب المزيد من ازدحام الأجواء . شبكة النقل العام تستمر دبي في تطوير شبكة النقل العام، حيث وصل أول ترام إلى المدينة في ديسمبر من العام الماضي، وسيعمل في منطقة المارينا، ويصل طول شبكته إلى 15 كم عند إنجازه بالكامل. ويترافق ذلك مع مشاريع أخرى على المستوى الاتحادي، ومنها مشروع قطار الاتحاد بتكلفة تصل إلى 25 مليار دولار، والذي سيربط عند إنجازه كامل إمارات الدولة. أما الطرق فإن طريق دبيأبوظبي يعد ابرز المشاريع في هذا المجال، وتصل كلفته الى 2.1 مليار درهم، وقد طرحت العطاءات الخاصة بالمشروع. ومع وصول طاقة مطار دبي إلى 100 مليون مسافر في العام 2018 ، فإن دبي بدأت قبل سنوات عدة خطواتها الاستباقية لتشغيل المطار الجديد، والذي سيكون مع إنجازه بالكامل الأكبر في العالم بطاقة 160 مليون مسافر، وهذا يعني 260 مليون مسافر سنوياً لكلا المطارين في المستقبل، وتدرس دبي خيارات عدة حاليا، لكنها ستبقي تشغيل المطارين في آن واحد نظرا لحاجتها الماسة لذلك. البيان الاماراتية