صنعاء - محمد حافظ: نظمت مؤسسة قطر الخيرية أمسية ثقافية وفنية لليتيمات في مجمع الرياحين لرعاية وتأهيل الفتيات بمحافظة الحديدة ضمن الزيارة التي قام بها وفد الجمعية لليمن مؤخرا. ويعد مجمع الرياحين، الذي شيدته قطر الخيرية في مدينة الحديدة، واحدا من اهم المشروعات الخيرية ويستفيد منه حوالي 500 يتيم يتلقون رعاية مميزة في مجالات التكوين والتأهيل، ويضم وقفا خيريا يشمل دارا للأيتام توفر الكفالة الشاملة والرعاية والتأهيل لخمسين يتيما تتراوح أعمارهم بين سنة واحدة و15 سنة. وقد حضر الأمسية الشيخ عبد العزيز بن جاسم آل ثاني، المشرف العام على المشاريع النوعية لقطر الخيرية باليمن، والسيد محمد بن علي الغامدي، المدير التنفيذي للتنمية الدولة بقطر الخيرية، والسيد سلمان محمد كلداري مستشار الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية، والدكتور عبد المجيد فرحان رئيس جمعية الاصلاح اليمنية، والسيد عبد الجليل ثابت أحد المحسنين اليمنيين، والسيدة فاطمة محمد مقبول، مسؤولة قسم النساء بجمعية الاصلاح الاجتماعي وشخصيات أخرى، ومئات الأيتام واليتيمات ومسؤولون من الجمعية وشخصيات من القيادات المحلية اليمنية. وفي كلمته خلال الامسية، قال محمد علي الغامدي المدير التنفيذي لمؤسسة قطر الخيرية : نحرص على ان تكون قطر الخيرية الشريك الاكثر فاعلية لتقديم الدعم لاشقائنا في اليمن من خلال حزمة من المشروعات التي تصب في اطار اعادة تأهيل وبناء الانسان اليمني، ورعاية وكفالة الأيتام هي رسالة تتبناها قطر الخيرية في عدد من البلدان الشقيقية حيث بلغ عدد الايتام الذين تكفلهم المؤسسة نحو 65 الف يتيم حول العالم، ونتطلع لمضاعفة هذا العدد. وأشار الى اطلاق قطر الخيرية مبادرة "رفقاء" التي تعنى بكفالة اليتيم، مبينا أن للاسم ثلاثة معاني اساسية، اولها ان يكون كافلو الايتام رفقاء للنبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، والمعنى الثاني "ان نكون رفقاء لليتيم في حياته حتى ينضج ويصبح صالحا لنفسه وللمجتمع والمعنى الثالث يشجع المحسنين على ان يرفقوا بالايتام". وأكد ان قطر الخيرية تسعى لزيادة عدد الايتام الذين تكفلهم باليمن خاصة في محافظة الحديدة التي تعد من افقر المحافظات اليمنية وتحتاج لمزيد من الدعم في كثير من المشروعات الخيرية والانسانية. وأشاد الغامدي بالمحسنين القطريين الذين لا يدخرون جهدا ولا مالا من اجل تقديم كل العون للايتام في اليمن دون ان يروهم لكهنم يستشعرون حجم المعاناة التي يلقونها جراء فقر المجتمع المحيط بهم وعدم وجود من يمد يده لتخفيف معاناتهم. ومن جهته، قال الدكتور عبد المجيد فرحان، رئيس جمعية الاصلاح اليمنية في كلمة ألقاها خلال الأمسية، إن جمعيته تعتبر قطر الخيرية أهم شريك لها من حيث عدد الكفالات والمشاريع التي تنفذ من خلالها، ومن حيث حجم المساعدات المختلفة التي تقدمها لفقراء الشعب اليمني خاصة شريحة الأيتام. وأوضح ان هناك العديد من المشروعات المستقبلية ستنفذها قطر الخيرية تصب معظمها في مصلحة رعاية وكفالة الايتام. ومن جانبها، وجهت السيدة فاطمة محمد مقبول مسؤولة القسم النسوي بجمعية الاصلاح الخيرية اليمنية الشكر لقطر الخيرية على جهودها لدعم مشروعات الجمعية خاصة مشروع كفالة الطفل اليتيم كونها الشريك الاكثر فاعلية في دعم برامج كفالة اليتيم بجمعية الرياحين لكفالة اليتيمات. وأشارت الى ان مشروع كفالة اليتيمات بالجمعية يعمل على توفير كفالة للأيتام من خلال مساعدة هذه الشريحة وتوفير احتياجاتها الضرورية، مساهمة من الجمعية للتخفيف من معاناتهم وإدماجهم في المجتمع ليكونوا لبنة صالحة لبناء الوطن علما بأن المشروع سيقوم بتوفير الخدمات التالية (كفالة نقدية، كسوة العيد، الحقيبة المدرسية، الرعاية الاجتماعية والثقافة والتعليمية والصحية وغيرها من الخدمات بالإضافة إلى توفير العديد من فرص العمل وذلك من خلال تدريب وتأهيل الأيتام مساهمة في الحد من البطالة المنتشرة والتي ستعمل على توفير العيش الكريم لتلك الأسر). وأكدت قيام الجمعية كذلك بدعم حلقات تحفيظ القرآن للفتيات حيث ترعى 40 حلقة تستوعب كل منها 30 يتيمة كما تضم الجمعية معملا للحاسب الآلي يتم منح اليتيمات فيه دورات تدريبية في مهارات الحاسب الآلي يتسع لنحو 80 طالبة ومشغلا لتعليم الخياطة يضم 35 يتيمة علاوة على الدورات المستمرة في اللغة الانجليزية. وأضافت ان الجمعية تقدم كذلك الكفالة التعليمية والتي تسهم في توفير تعليم مناسب للايتام والاسر الفقيرة من خلال دعمهم بالمصروفات الدراسية والزي المدرسي والتغذية اليومية وذلك اسهاما منها في تخفيض نسبة الامية والحد من الجهل. اليتيمات بدورهن عبرن عن سعادتهن بهذه الأمسية وبالرعاية التي توفرها قطر الخيرية والتي تتميز عن الكفالة التقليدية بتوفير فرص تدريب وتكوين مهني تجعل اليتيمة قادرة على المنافسة في السوق. وقالت الفتاة زهور إبراهيم الحجري، 18سنة، إنها استطاعت من خلال كفالة قطر الخيرية أن تحفظ القرآن الكريم، وتحصل على دبلوم عال في الحاسوب ضمن الدورات التي يتم تنظيمها بدار الرياحين، كما أنها الآن مدرسة بهذه الدار حيث كانت تتلقى التعليم قبل فترة وجيزة. وعبرت فاطمة عن شكرها لكل المحسنين ولقطر الخيرية على هذه الرعاية التي خولتها ما تنعم به الآن من علم وعمل، متمنية على الجميع الاستمرار في دعم هذا النوع من الجهود التي يحتاجها الأيتام أكثر من غيرهم. أما الطالبة أفنان عبد الكريم قاسم (7 سنوات) فعبرت عن سعادتها بالمناخ التربوي والتعليمي الذي توفره قطر الخيرية من خلال دار الرياحين بالتعاون مع جمعية الاصلاح اليمنية، وهو ما أتاح لها فرصة دراسة القاعدة النورانية وأجزاءً من القرآن الكريم قبل الالتحاق بالمدرسة حيث تفوقت في كل الامتحانات. شمل الحفل تقديم عدد من الفقرات الفنية والثقافية من بينها فقرة غنائية قدمتها يتيمات الدار اشدن خلالها بدور قطر الخيرية ووجهن الشكر لمن امتدت ايديهم الحانية لكفالتهن وطالبنهم بالمزيد لان هناك اشقاء لهن مازالوا في الشارع ينتظرون مصيرا مجهولا. وأنتجت الجمعية فيلما سينمائيا يروي قصة طفل يتيم كاد ان يكون مصيره مثل اطفال كثيرين لهم نفس ظروفه الا انه وجد من يكفله وينتشله من طريق الاجرام ليصبح طبيبا. وفي نهاية الزيارة تفقد الوفد عددا من مرافق دار الرياحين من معامل حاسب آلي وقاعات تدريب وفصول وسكن اليتيمات ووجه افراد الوفد القطري ادارة الجمعية لتقديم كافة الرعاية لليتيمات والعمل على راحتهم كونهم امانه غالية يجب صيانتها واكد اعضاء الوفد ان قطر الخيرية لن تبخل هي وشركاؤها في توفير كل الدعم لانجاح هذه الدار ورعاية الايتام بها. جريدة الراية القطرية