أبوظبي (الاتحاد) هناك علاقة مباشرة وطيدة بين الأمراض النفسية والعضوية على وجود الأوهام وأشكالها ودرجة خطورتها، ومن ثم علينا أن نتحرى الدقة في تشخيص الأوهام، هل هي بسيطة أو متطرفة، أو نتيجة لوجود مرض معين، كالتي نراها عند المرضى الذين يعانون من اضطرابات ذهانية "عقلية". لكن يلاحظ أن بعض الأوهام تكون نتيجة مرض أو اضطراب، ولكل نوع منها سماته وشروطه الخاصة به. فعلى سبيل المثال، يعاني كثير من مرضى الصداع النصفي من أوهام العتمة الجدارية، في حين نجد الذين يعانون من «الرهاب» قد يتخيلون أنهم يشاهدون أشباحا تمشي في الظلام وهكذا. الدكتور محسن خليل، أخصائي الطب النفسي، يقول: «يعرف تشوش الحواس بأنه سيطرة أفكار معينة على تفكير الشخص من شأنها أن تسبب تشوها في إدراك الحواس الخمس، أي أنه تشوه يَكشِف كيف يُنظم الدماغ ويُفسِّر الإثارة الحسية، أو أنها تُشوه الحقيقة، وبالتالي نجد أن الأوهام قد تكون ضلالات عقلية، أو أفكارا سلبية أو مخاوف أو ضلالات بصرية، أو سمعية أو حتى أحاسيس غير واقعية للطعم والتذوق أو الشم أو الإحساس بالألم العضوي. فالأفكار هي نتيجة ما لإحدى العمليات الإدراكية في المخ، والأوهام التي تصيب حاسة السمع تكون عبارة عن سماع أصوات لا وجود لها، أما أوهام كل من حاسة اللمس والتذوق والشم، فتكون بسبب تلف أجزاء من المستقبلات العصبية للسان أو لمحفزات اللمس والشم». صور خادعة يكمل الدكتور خليل: «كثيراً ما يشكو الشخص من رؤيته لأشياء غير موجودة في الواقع، أو يعاني من الخداع البصري، أو رؤية كائنات تتحرك أمامه وتسبح في الفضاء، أو يعاني من الأوهام والهلاوس السمعية، وسماعه أصواتا غريبة، وصراخا أو نداءات غريبة لا يألفها، أو ما شابه ذلك، أو أنه يشعر أن أشياء تمشي على جسده، وغيرها من حالات أوهام حاسة اللمس، أو أنه يشعر بأن طعم الأشياء كلها مالح، أو مر، أو أنه يشم رائحة معينة غير مريحة، أو حتى رائحة عطر محبب إلى نفسه، أو حتى أوهام في أحلام مخيفة وكوابيس مرعبة. وعلى الطبيب المعالج أن يتأكد من أن شكوى المريض يكتنفها الخداع والضلالة دون أن يتعمد هو ذلك بكل تأكيد، فهناك افتراض سائد بوجود أوهام فسيولوجية تحدث بشكل طبيعي، بالإضافة إلى أوهام معرفية يُمكن أن تتمثل في حيل بصرية معينة تتصل بكيفية عمل أنظمة الإنسان الحسية. وتبني دماغ الإنسان عالما داخل رؤوسنا يَعتمد على عينات من البيئة المحيطة. ومع ذلك، يحاول الدماغ في بعض الأحيان تنظيم هذه المعلومات التي نراها جيدة، في حين نستخدمها في سد الثغرات في أوقات أخرى. وتعتبر هذه الطريقة التي تعمل بها الدماغ أساس الأوهام التي تصيب الإنسان». الأوهام السلبية ... المزيد الاتحاد الاماراتية