محمد وردي (دبي)- افتتح سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس «هيئة دبي للثقافة والفنون»، متحف «معبر الحضارات»، الكائن بمنزل الشيخ حشر بن مكتوم آل مكتوم في قرية الشندغة التراثية بدبي صباح أمس. وكان في استقبال سموه، مؤسس المتحف أحمد عبيد المنصوري، عضو المجلس الوطني الاتحادي، وجمال بن حويرب والعضو المنتدب في «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم» والأديب عبد الغفار حسين، وسعيد النابودة رئيس «هيئة دبي للثقافة والفنون» بالإنابة، والدكتور صلاح قاسم المستشار الثقافي بالهيئة، ولفيف من الكتاب والإعلاميين والمهتمين بالتراث الثقافي. وجال سمو الشيخ ماجد على أقسام المتحف، مستمعاً إلى شرح مفصل لمقتنياته من مؤسسه أحمد عبيد المنصوري، وخبير المسكوكات النقدية، مستشار شؤون التراث ب«هيئة دبي للثقافة والفنون» عبدالله المطيري. وأبدى سموه إعجابه الشديد بمقتنيات المتحف، وتوقف مطولاً عند ستارة الكعبة المشرفة، التي كانت من ضمن الكسوة التي قدمها السلطان العثماني سليمان القانوني للحرم الشريف عام 950 هجرية . كما أثنى سموه على جهد المنصوري الشخصي في جمع ورعاية مقتنيات المتحف على مدى ثلاثين عاما تقريباً. لافتاً النظر إلى أهمية هذا المسعى الذي يقع في صميم الفعل الثقافي، الذي يحفظ إرث المنطقة، وجميع الحضارات التي مرت عليها أو عبرت من خلالها، وهو إلى ذلك يمثل دلالة ساطعة على سمة التسامح التي كانت تتميز بها المنطقة على مر التاريخ، وهذا ليس ببعيد عن جهد واهتمام المنصوري في الوقت الراهن، لا بل ينسجم مع روح دبي والإمارات الثقافية على العموم. وعندما علم سموه أنه مازالت هناك مجموعة كبيرة من المقتنيات محفوظة لدى المنصوري بسبب ضيق المكان وعد بأن يجد حلاً سريعاً لهذه المسألة، لأن مثل هذا الإرث العظيم لا يجب أن يبقى بعيداً عن متناول الباحثين والدارسين، ومتذوقي الثقافة التاريخية بفنونها وكنوزها الباهرة. كما وعد أن يزود المتحف بتقنية العرض الإلكتروني، بحيث يصبح متحفاً في كل بيت، وفي أي منطقة من العالم، بخصوصية إمكانية تحريك صورة المنحوتة دائرياً ليتمكن المتلقي من الاستمتاع بجمالياته الفنية من كل الجهات والزوايا. وفي تصريح إلى «الاتحاد» قال مؤسس المتحف أحمد عبيد المنصور، إن المتحف هو ثمرة جهد ثلاثين عاماً من عمره، لأنه تَشَرَّبَ هذا الفن الجميل منذ نعومة أظفاره حينما كان تلميذا في المدرسة، والسبب في ذلك يعود لجده محمد علي المنصوري الذي ورَّثَهُ نحو تسعين قطعة. ملاحظاً أنه عندما كان يقترب من غرفة المقتنيات التي تعود إلى جده وهو طفل، كان الجميع يحذره بأن ذلك ليس مسموحاً له في هذه السن، وعليه أن ينتظر حتى يكبر، ويعي ويقدر عظمة ما ترك الجد الشغوف بالآثار عموماً. الاتحاد الاماراتية