حضن الشّرق شعر : صالح أحمد (كناعنه) اللّيلُ والأشباحُ والفِتَنُ = والآهُ والمَوّالُ والشّجَنُ الرّيحُ والصّحراءُ حاضِرَةٌ = والموتُ والآفاتُ والعَفَنُ والباقياتُ السّودُ تعصِفُ بي = لا ثمّ إلا الصّبرُ والكَفَنُ كم غَرّبَت ريحٌ لنا عجبًا = ردحًا وريحُ الشّرقِ تُمتَحَنُ يُمنًا أقمنا نستغيثُ صدى = ظلٍ لأسماءٍ طوى الوَسَنُ لا لونَ للأشباحِ لا صفَةً = إلا الذي يرويهِ مَن جَبُنوا صحراءُ ما باتَ النّوى وطني = إلا بأنْ سادّت بكِ الدِّمَنُ لا ما اطاعوا الله بل مرَقوا = قالَ انفروا فاثّاقلوا وخَنوا لا ما أعدّوا إنما ذهبوا = زحفا وللأعداء قد ركنوا ضَلّوا ولو دانوا لخالقهم = ما هادنوا الأعدا وما وَهَنوا وما ارتضوا ضيما يحيق بنا = مذ بات فينا الخصمُ يُؤتَمَنُ لكنهم باعوا ضمائرهم = ذلوا فلا دينٌ ولا وَطَنُ القدسُ تُسبى والشآمُ غدت = جرحي استَقاهُ الدّارُ والزّمَنُ بغدادُنا تُركَت لغاصِبها = بيروتُ تشقى.. تُضرَبُ اليَمَنُ يا عارُكم هانَت عواصِمُنا = في عهدكم يا قادَةً فُتِنوا مصر العلى باتت يُمزّقُها = ظلمٌ طغى والشّعبُ يُمتَهَنُ صحراءُ يا صحراءُ يا وَجَعًا = نشكوا وصوتُ القهرِ يحتَقِنُ يا زمرة أهدوا قبائلهم = عهد الهوى ما ألهَمَ الوَثَنُ في حلف أمريكا وعصبَتها = راحوا فأضحى نهجهم شَطَنُ لا الدين يرضى نهجهم أبدا = ولا الرّضا يأتي بما اختزنوا ذلٌ صغارٌ ما جنوا وهوى = أهل الهوى ميراثهم فِتَنُ يا شرقنا المنكوبَ كن وطنا = للثائرين؛ أنتَ ما احتضنوا واخلع رؤوس الذلِّ قاطبَةً = لا مجدَ ما سادت بنا الخَوَنُ دنيا الوطن