كشف مسؤولون أمنيون أميركيون وأوروبيون، أمس، أن أسلحة خفيفة تتدفق من الولاياتالمتحدة لجماعات «معتدلة» من مقاتلي المعارضة السورية في جنوب البلاد، كما وافق الكونغرس على عمليات تمويل على مدى أشهر لإرسال مزيد من شحنات الاسلحة. في حين أجل مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي الجلسة بين وفدي النظام والمعارضة في «جنيف 2» التي كانت مقررة بعد ظهر أمس، فيما اتهم وفد النظام واشنطن ب«تسليح» الارهابيين في سورية، واصفاً ذلك بانه «سلوك غير مسؤول» من شأنه «تقويض مؤتمر جنيف2»، وتقدم بمقترح بيان يدين قرار الكونغرس الأميركي، غير أن وفد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية رفضها. وقال مسؤولون أمنيون أميركيون وأوروبيون إن الولاياتالمتحدة ترسل أسلحة للمقاتلين السوريين غير الإسلاميين عبر الاردن تشمل مجموعة مختلفة من الاسلحة الخفيفة، إضافة إلى بعض الاسلحة الاقوى مثل الصواريخ المضادة للدبابات. وأضاف المسؤولون أن هذه الشحنات لا تشمل أسلحة مثل صواريخ أرض جو التي تطلق من على الكتف والتي يمكن ان تسقط طائرات عسكرية او مدنية. وأكدوا أن المعارضين «المعتدلين» عززوا أخيرا مواقعهم في جنوب سورية حيث يطردون عناصر لها صلة بتنظيم القاعدة. ومازالت الفصائل المتشددة مهيمنة في الشمال والشرق. وقال مسؤولان إن شحنات الأسلحة تلك وافق الكونغرس الأميركي على تمويلها خلال تصويت في جلسات مغلقة خلال نهاية السنة المالية الحكومية 2014 التي تنتهي في 30 سبتمبر المقبل. ويتناقض هذا التدفق الثابت على ما يبدو للأسلحة مع الوضع الذي كان سائدا الصيف الماضي عندما توقفت مساعدات الأسلحة الاميركية لمقاتلي المعارضة السورية لفترة بسبب تحفظات بالكونغرس. وأوقفت لجان الكونغرس شحنات الاسلحة لأشهر بسبب الخوف من ألا تثبت الاسلحة الاميركية أنها حاسمة في جهود مقاتلي المعارضة لاسقاط الرئيس السوري بشار الاسد وحكومته ومن ثم تسقط في نهاية الأمر في يد متشددين إسلاميين. وقال مسؤول أميركي على صلة بالتطورات الجديدة ان مسؤولي الامن القومي وأعضاء الكونغرس أصبحوا أكثر ثقة بأن الاسلحة المتجهة إلى جنوب سورية ستصل وستظل في ايدي المعارضين المعتدلين ولن تصل إلى فصائل جهادية متشددة. وذكر مصدران مطلعان أن الكونغرس وافق على تمويل الأسلحة المرسلة إلى المعارضين السوريين من خلال أجزاء سرية في تشريع المخصصات الدفاعية. ولم يتضح متى تمت الموافقة على التمويل، لكن التمويلات الدفاعية السرية مررت في الكونغرس في أواخر ديسمبر الماضي. ويقر مسؤولون أميركيون يؤيدون تقديم اسلحة للمعارضة السورية أن هذا لم يزد بشكل كبير التوقعات الاميركية بتحقيق نصر للقوات المناهضة للأسد، سواء كانوا من المعتدلين أو المتشددين. سياسياً أعلنت المتحدثة باسم الإبراهيمي في جنيف كورين مومال فانيان، عقب الجلسة الصباحية، إلغاء الجلسة الثانية التي كانت مقررة بعد الظهر بين وفدي النظام والمعارضة. وأكدت مصادر الوفدين السوريين أن الابراهيمي حدد جلسة مشتركة صباح اليوم. وقالت ريما فليحان من وفد المعارضة ل«فرانس برس»، إن الابراهيمي رفع الجلسة «لأن النظام حتى الآن لم يقم باي تجاوب. موضوع فك الحصار عن مدينة حمص، لم يفعل شيئا لأجله. موضوع الحكم الانتقالي لم يفعل شيئا ولم يقدم اي تصور». وأشارت إلى أن وفد المعارضة قدم خلال جلسة أمس، رؤيته «لسورية القادمة، سورية الجديدة، سورية المدنية التعددية الديمقراطية التي تضمن حق المواطنة والمساواة لكل ابنائها، بغض النظر عن الجنس والدين والمذهب أو القومية أو الأثنية». وأضافت «طرحنا تفاصيل تتعلق بكل ذلك، وطالبنا الوفد المقابل لنا بأن ينضم إلى الشعب السوري، وأن يكون في صف هذا الشعب في تطلعاته المشروعة». وقالت إن وفد النظام «رفض مناقشة الموضوع». بدوره، اتهم وفد النظام السوري إلى المفاوضات الولاياتالمتحدة ب«تسليح» الارهابيين في سورية، واصفا ذلك بأنه «سلوك غير مسؤول» من شأنه «تقويض مؤتمر جنيف2». وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد للصحافيين إن اجتماع أمس، كان يفترض أن يخصص للبحث في «جنيف1». وأشار إلى أن وفد النظام قال بعد بدء البحث أن «هناك تطوراً مهماً مرتبطاً بقرار الادارة الاميركية تسليح المنظمات الارهابية». وأضاف «تلونا بياناً كان موضع نقاش إلا أن الطرف الآخر قال انه يدعم القرار الأميركي». وأعلن الوفد أنه تقدّم بمقترح بيان يدين قرار الولاياتالمتحدة تسليح الجماعات التي وصفها ب«الإرهابية». وذكر في بيان أنه «تزامناً مع انعقاد مؤتمر جنيف 2 وفقاً للمبادرة الروسية - الأميركية، المستند إلى بيان جنيف 1 الذي ينصّ صراحة في بنده الأول على وقف العنف والإرهاب، يفاجأ العالم بأن أحد طرفي هذا المبادرة التي دعت إلى هذا المؤتمر، وهي الولاياتالمتحدة، وفي خطوة معاكسة للجهود السياسية المبذولة ومناقضة تماماً لجنيف نصاً وروحاً، قد اتخذت القرار باستئناف تسليح المجموعات الإرهابية في سورية». الامارات اليوم