شبام نيوز . عواصم - وكالات كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» أمس، أن الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» بدأت نقل أسلحة عبر شبكة من مستودعات الأسلحة السرية بالمنطقة، في إطار خطط للبدء بتسليح مجموعات صغيرة منتقاة من المعارضة السورية في غضون شهر، بالتزامن مع برامج تدريب على السلاح بما يمكن الجيش الحر من القيام بعمليات منسقة بحلول أغسطس المقبل. في حين أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها «تتفهم» فكرة تسليم أسلحة لمقاتلين في المعارضة السورية من قبل الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا، مشيرة إلى «وضع يائس يشكل تهديداً متزايداً للمنطقة». وفيما أفاد الكرملين بأن الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تباحثا هاتفياً بشأن تطورات الأزمة السورية، وأعربا عن استعدادهما لتنسيق الجهود من أجل تسوية النزاع، أكدت الجامعة العربية أنه لا توجد مؤشرات إيجابية وقوية يمكن الاستناد إليها للقول إن مؤتمر «جنيف-2» الخاص بالسلام في سوريا، سيعقد خلال فترة زمنية قريبة بسبب تعقيدات الموقف الإقليمي والدولي. وعقب مباحثات أجراها مع نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية في القاهرة أمس، دعا أكمل الدين إحسان أوغلي، أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، مجلس الأمن إلى إصدار قرار يدعم عقد «جنيف-2» باعتباره المخرج للأزمة السورية. في الأثناء، أجرى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو محادثات أمس مع ايك سلستروم رئيس فريق الخبراء الدولي المكلف التحقيق حول احتمال استخدام أسلحة كيماوية في سوريا الذي وصل أنقرة منذ يومين لجمع معلومات ومقابلة أطباء عالجوا لاجئين سوريين أصيبوا خلال النزاع. ووعد أوغلو بتقديم دعم حكومته لتحقيق الأممالمتحدة «لأن هذه المسألة ليست سياسية بالنسبة إلى أنقرة وإنما إنسانية» كما أعلن مصدر دبلوماسي تركي. وفي تطور متصل، اتهمت موسكو وطهران السعودية ب «تمويل وتسليح الإرهابيين والمجموعات المتطرفة» في النزاع السوري، رداً على انتقادات وجهها الثلاثاء الماضي وزير الخارجية سعود الفيصل ضد روسيا وإيران، متهماً إياهما بالمشاركة في «إبادة الشعب السوري» عبر تسليح نظام الرئيس الأسد. ونقلت «وول ستريت جورنال» عن دبلوماسيين ومسؤولين أميركيين اطلعوا على هذه الخطط، أن هذا يأتي في إطار دعم الولاياتالمتحدة للقوات المعتدلة التي تقاتل ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وكشفت المصادر للصحيفة أنه جرى التنسيق حتى تتزامن هذه الشحنات، وما يتعلق بها من تدريبات مع جهود دفع موازية لتكثيف توصيل الأسلحة من الدول الأوروبية والعربية، بحيث تدعم المعارضين للقيام بعملية منسقة مطلع أغسطس المقبل، موضحة أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وافق على تفاصيل خطة سرية جديدة بهذا الشأن، علماً بأن عدداً من أعضاء مجلس الشيوخ تقدموا بمشروع قرار لمنع تزويد المعارضة السورية بالأسلحة.من جهتها، قالت ميركل في مجلس النواب الألماني «في وضع يائس يشكل تهديداً متزايداً للمنطقة، من المؤكد أن كلاً منا يتفهم مشاريع أصدقائنا وشركائنا في الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا لمساعدة قسم من المعارضة بشحنات أسلحة». وأضافت المستشارة الألمانية أن «مسألة جدوى هذه الخطوة أمر آخر»، موضحة أن «المخاطر برأيي من شبه المستحيل تقديرها، لكن كل شخص لديه قلب يتفهم الرغبة في مكافحة المذبحة في سوريا بشكل فعال، وإنهاء تحركات نظام الأسد». وذكرت أن «ألمانيا لا تسلم أسلحة في مناطق تشهد حرباً أهلية لأسباب قانونية»، لذلك لن «تقوم بذلك في سوريا». وذكرت أنها تعهدت في قمة مجموعة الثماني الأخيرة بأيرلندا بتقديم مساعدة إنسانية تتجاوز قيمتها 200 مليون يورو، إلى جانب 164 مليوناً أخرى جرى توظيفها «للتصدي للمعاناة الهائلة للناس في سوريا، وفي مواجهة وضع لا يحتمل». وبالتوازي، قال المتحدث باسم الأمين العام للجامعة السفير نصيف حتي، إن «عوائق كثيرة تحول دون انعقاد (جنيف- 2) في الفترة المقبلة، كما أن هنالك أطرافاً لا تساعد في تهيئة الأجواء لانعقاده»، دون أن يسمي تلك العوائق أو الأطراف، وذلك خلال تصريحات صحفية أمس. وكان المبعوث الأممي والعربي لسوريا، الأخضر الإبراهيمي، قد أعلن الثلاثاء الماضي، أن لديه شكوكاً في إمكانية عقد مؤتمر (جنيف- 2) في يوليو المقبل. ومضى السفير حتي بالقول، إن الجامعة تؤكد باستمرار، أنه لا يوجد حل للأزمة السورية سوى الحل السياسي، وبالتالي فإن هذا الحل لا يمكن أن يأتي إلا عبر مؤتمر (جنيف- 2) والمستند إلى صيغة جنيف الأولى. وأضاف حتي أن «الاتصالات ما تزال جارية بين الأمين العام للجامعة نبيل العربي ومختلف الأطراف المعنية بالأزمة، خاصة المبعوث المشترك إلى سوريا. وحول موقف الجامعة من قرار اجتماع «أصدقاء الشعب السوري» الأخير في الدوحة بتسليح المعارضة السورية لإحداث توازن على الأرض يؤدي لانعقاد (جنيف-2)، أوضح حتي، أن «الجامعة تؤيد كل ما يدفع لتشجيع أو ترتيب الوضع أو خلق بيئة مناسبة لعقد المؤتمر».