اغتيل صباح أمس الثلاثاء، اللواء محمد السعيد مدير المكتب الفني لوزير الداخلية المصري، إثر تعرضه لطلقات نارية في الصدر والرقبة أثناء خروجه من منزله بشارع الهرم بمحافظة الجيزة، استعدادًا للتوجه إلى عمله، من قبل إرهابيين يستقلان دراجة بخارية بدون لوحات معدنية، وعقب إطلاقهما الرصاص قاما بالهرب من موقع الحادث، وتم نقل جثمان الشهيد إلى مستشفى الشرطة ليلفظ أنفاسه الأخيرة. من جهتها، قامت قوات الأمن بتعزيز الخدمات الامنية بالكنيسة التي تقع بجوار منزل الشهيد بعد أن سادت حالة من الرعب والفزع بين زوارها، فيما قررت الداخلية تشييع جثمان الشهيد في جنازة عسكرية من مسجد الشرطة اليوم الأربعاء. بينما طوقت قوات الأمن مختلف شوارع الجيزة الرئيسة، وكثفت من تواجدها بشارع الهرم والشوارع المتفرعة منه بمحيط منطقة الحادثة، وقامت قيادات الأمن بإجراء معاينة لمكان الحادث، ووضعت كمائن ثابتة ومتحركة بدءًا من شارع الهرم الذي شهد عملية الاغتيال وحتى الطريق الدائري للقبض على الجناة الذين ارتكبوا الواقعة. من جهته، كشف مصدر أمني ل»المدينة» أن المتهمين باغتيال مدير المكتب الفني لوزير الداخلية على علاقة بجماعة الإخوان، لأن المجني عليه كان يعمل من قبل ضابطًا في أمن الدولة فرع الجيزة، والذي كان يعنى بملفات عدد من قيادات الجهاديين والإسلاميين وعلى رأسهم عصام العريان وعبود الزمر، مؤكدًا أنهم استغلوا فرصة انعدام الحراسة مما أدى إلى نجاح عملية الاغتيال. وقال الخبير الأمني إن «الجناة كانوا على دراجة بخارية وأطلقوا أعيرة نارية تجاهه مباشرة»، موضحًا أن جهاز الأمن الوطني بدأ إجراء تحرياته بالتنسيق مع المباحث العامة للكشف عن هوية المتهمين والقبض عليهم، حيث تم الاستماع لأقوال سكان الشارع الذي شهد الحادث، وأفادت التحريات أن أعمار قاتلي السعيد تتراوح ما بين 26 و30 عامًا طبقًا لشهود عيان، وأن أحدهما كان يرتدى جينز أسود اللون وجاكيت بغطاء للرأس «طاقية». بدوره، أمر النائب العام المصري المستشار هشام بركات، بفتح تحقيق عاجل وموسع في واقعة اغتيال مدير المكتب الفني لوزير الداخلية، وكلف النائب العام النيابة المختصة بالانتقال إلى موقع الحادث لإجراء المعاينة المبدئية. فيما استمعت النيابة إلى أقوال سائق الشهيد الذي أكد أنه عقب تشغيل السيارة انتظارًا لوصول مدير مكتب الوزير بعد نزوله من منزله سمع طلقات نارية بكثافة في الباب الخلفي، بعدها شاهد اللواء الشهيد غارقا في دمائه. وأضاف أنه شاهد دراجة بخارية يستقلها شخصان يفران باتجاه شارع الهرم وبحوزة الشخص الذي يجلس خلف السائق طبنجة لونها بني، كما حاول هذا الشخص أن يخبئ وجهه بيديه، لكن سائق الشهيد لم يستطع اللحاق بهم. صحيفة المدينة