أكد جينادي تشيجيكوف رئيس غرفة تجارة وصناعة أوكرانيا، أن بدء الرحلات اليومية بين دبي والعاصمة الأوكرانية كييف الأسبوع الماضي لطيران الإمارات، ستعزز حركة رجال الأعمال من كلا الطرفين، وستشجع على المزيد الشراكات التجارية والاستثمارية في كلا الاتجاهين، لما تمتلكه الناقلة من شهرة عالمية وإقليمية واسعة. ولفت إلى أن تاريخ 16 يناير 2014 يعتبر نقلة نوعية ثانية في تاريخ العلاقات الإماراتية الاوكرانية، بعد افتتاح الإمارات سفارتها في كييف قبل خمسة اشهر، مؤكدا ان علاقات التعاون بين البلدين تسير بخطى ثابتة نحو المزيد من التطور والازدهار على مستوى الاستثمارات المباشرة وتبادل الخبرات والسياحة البينية. وقال ان منطقة الشرق الأوسط تعد من اولويات الدولة الاوكرانية، وان العديد من الاتفاقيات تم توقيعها خلال الفترة الماضية، في الإمارات وقطر ومصر، وان احدثها كانت اتفاقية تعاون لتأسيس مجلس إماراتي أوكراني مشترك لرجال الأعمال في البلدين، بين اتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة وغرفة تجارة وصناعة أوكرانيا. وأشار إلى ان إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة في اوكرانيا بلغ قيمته 55 مليار دولار 70% منها أتت من الدول الاوروبية، تليها روسيا وبعض دول الخليج. وان السنوات العشرين الأخيرة شهدت نموا في الاستثمارات المباشرة من الخارج، وان البيئة الاستثمارية شهدت عمليات تحديث على مستوى التسهيلات والتشريعات المواكبة لقوانين الاستثمار الدولية. فرص واعدة وأوضح تشيجيكوف خلال طاولة مستديرة في مقر الغرفة في كييف ضمت وفدا عددا من وسائل الإعلام الإماراتية المشاركة في أول رحلة لطيران الإمارات إلى كييف الأسبوع الماضي، ان اوكرانيا تعد من اغنى دول وسط أوروبا بالفرص الاستثمارية، لاسيما القطاع الزراعي الذي تشتهر فيه منذ القرن الماضي إذ كانت سلة خبز أوروبا الأولى، وانها تمتلك قدرة على ان تكون سلة غذاء الشرق الأوسط لما تمتلكه من مساحات زراعية خصبة وشاسعة. وأضاف ان اوكرانيا تعتبر واحدة من بين 6 دول في العالم التي تمتلك قدرات كاملة لتصنيع الطائرات، وانها ستنتج مع البرازيل محطات لإطلاق الصواريخ إلى الفضاء. وكشف انه تم استكمال الدراسات الأولية لمشروع تصنيع طائرات مدنية بالكامل بالتعاون مع المملكة العربية السعودية، متوقعا انه في حال اعتمادها فإن السعودية ستكون أول دولة عربية تدخل عصر تصنيع الطائرات بتقنيات أوكرانية بالكامل. المنطقة شدد تشيجيكوف على ان الشرق الأوسط يشكل بالمقابل مخزونا هائلا من الفرص غير المستغلة، إذ ان الاحصاءات التجارية تشير إلى ان حجم التبادل التجاري بين اوكرانيا ومصر هو الأعلى بعد تركيا، إذ بلغت قيمة التبادل التجاري مع مصر ملياري دولار في الأشهر العشر الأولى في 2013 و5 مليارات مع تركيا. وقال ان قيمة التبادل التجاري الاوكراني الإماراتي تجاوزت قيمته 440 مليون دولار لنفس الفترة. إلا انه اشار إلى عدم بذل الجهات الرسمية في اوكرانيا الجهد الكافي للترويج لمنتجاتها بالشكل الكافي في الإمارات والمنطقة، إلا ان صادراتها إلى الكويت خلال عشرة اشهر في العام الماضي نمت بنسبة 300% بالرغم من غياب إستراتيجية تسويقية فاعلة، وهو مؤشر على ان البضائع الاوكرانية تمتلك صفة تنافسية على مستوى الجودة والاسعار في الأسواق الخليجية. قصور مبرر وأوضح تشيجيكوف ان حجم الاستثمارات الشرق متوسطية في اوكرانيا تعد متواضعة جدا إذا ما قورنت بنظيرتها الأوروبية، إذ ان حجم الاستثمارات الإماراتية في اوكرانيا لا تتجاوز 31 مليون دولار، لافتا إلى ان الحكومتين الإماراتية والاوكرانية وقعتا مؤخرا عددا من الاتفاقيات المهمة كالتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والازدواج الضريبي وحماية الاستثمار واتفاقية النقل الجوي التي سمح بموجبها لطيران الإمارات بالسفر إلى كييف الأسبوع الماضي. اتفاقية تعاون وتنص اتفاقية التعاون لتأسيس مجلس إماراتي أوكراني مشترك لرجال الأعمال في البلدين على تطوير مجالات التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للشركات ورجال الأعمال في كل من دولة الإمارات وجمهورية أوكرانيا. وسيعمل المجلس على زيادة حجم المبادلات التجارية والتعاون الاقتصادي والاستثماري والصناعي بين الشركات والمؤسسات العاملة في البلدين، وعلى دفع علاقات التعاون الاقتصادي إلى الأمام، وكذلك الاستفادة من الإمكانات والقدرات الاقتصادية والطبيعية المتاحة والمتوافرة في البلدين. وأضاف: سيسهم المجلس في تعزيز التعاون الصناعي بين الشركات والمؤسسات العاملة في البلدين، والاستفادة من خبرات الشركات والتعرف على أفضل الممارسات وبما يسهم في تعزيز وتطوير التعاون، في عدد من القطاعات والمجالات الصناعية والخدمية. وأكد جينادي تشيجيكوف أن مجلس رجال الأعمال الإماراتي الأوكراني، سيعمل على تشجيع تأسيس مشاريع استثمارية مشتركة بين الشركات ورجال الأعمال في البلدين، وإتاحة الفرص لهذه الشركات للاستفادة من فرص الاستثمار والتسهيلات التي توفرها الجهات المعنية في البلدين. بيئة أعمال أكد جينادي تشيجيكوف رئيس غرفة تجارة وصناعة أوكرانيا أن خلق بيئة أعمال في بلاده مواتية للشركات سيسمح بمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية. لافتا إلى أن الضرائب في بلده سوف تشهد المزيد من الانخفاض، وأن الحكومة فعلا قامت بخفض عدد الضرائب إلى نصف عددها السابق، موضحاً أن الحكومة ستواصل عملها على تحسين بيئة الأعمال، لتدخل أوكرانيا بذلك قائمة البلدان العشرة الأوائل في تقرير ممارسة أنشطة الأعمال. وقال ان المساحات الزراعية المروية ستصل إلى 2 مليون هكتار من الأراضي في جنوبأوكرانيا. ولفت إلى أن حجم صادرات الحبوب الأوكرانية سيصل إلى 27 مليون طن في هذا الموسم، وأن أوكرانيا تخطط لزيادة عائداتها من الصادرات من المنتجات الزراعية هذا العام لتصل إلى 22 مليار دولار. وأشار إلى أن هناك بعض المشاكل الطارئة والمؤقتة، ونحن لا نخفيها أبدا، وسوف نتمسك بالطبع ببرنامج الإصلاح الاقتصادي، والسياسة الاجتماعية القوية. وأن الضرائب في بلده سوف تشهد المزيد من الانخفاض، وأن الحكومة فعلا قامت بخفض عدد الضرائب، وأن العمل جار ٍعلى خفض معدلات الضرائب ما يعني انخفاضا في ضريبة الأرباح، وضريبة القيمة المضافة، وضريبة الدخل للأفراد. وأضاف:" تتبع اوكرانيا سياسة تهدف إلى ضمان أعلى مستوى من معايير حرية ممارسة الأعمال التجارية الموجودة في العالم، ونحن واثقون من أننا لن نبقى في المرتبة 120 على مؤشر الحرية الاقتصادية، وسنكون من بين الدول العشر الأعلى عالميا في ذلك الجانب. والحكومة قدمت الكثير من التفضيلات للشركات على مدى السنوات الثلاث الماضية. الاستثمار في الزراعة دعا جينادي تشيجيكوف المستثمرين الأجانب إلى الاستثمار في القطاع الزراعي المحلي وتولي تنفيذ المشروعات الكبرى. وان السنوات الأخيرة شهدت اهتماما كبيرا لتنفيذ مشاريع في القطاع الزراعي المحلي، فعلى سبيل المثال، نواصل استرداد بعض الأموال التي تنفق من قبل المزارعين على تطوير الدفيئات الزراعية، ومزارع الماشية، وأسعار الفائدة على القروض، والنتائج كانت واضحة بشكل كبير. وأشار إلى أن المزارعين المحليين حققوا استقرارا بالإنتاج السنوي بأكثر من 50 مليون طن من الحبوب. وبالإضافة إلى ذلك، أوكرانيا تتولى مناصب قيادية في إنتاج زيت عباد الشمس. ولزيادة الناتج الإجمالي من الزراعة المحلية، تطلق الحكومة مشروع الري في جنوبأوكرانيا. وتوقع أن يصل حجم صادرات الحبوب الأوكرانية إلى 27 مليون طن في هذا الموسم وحتى شهر يونيو 2014. وأشار إلى أن وزارة السياسة الزراعية والغذائية قد مددت مذكرة تعاون مع تجار الحبوب على صادرات الحبوب حتى موسم التسويق المقبل. صادرات ولفت جينادي تشيجيكوف ان الدولة تخطط لزيادة عائداتها من الصادرات من المنتجات الزراعية هذا العام لتصل إلى 22 مليار دولار. فيما صدرت أوكرانيا العام الماضي حوالي 18.2 مليار دولار من المنتجات الزراعية، بارتفاع بلغت نسبته 40٪. وتمثل المنتجات الزراعية ربع إجمالي الصادرات الأوكرانية. وفي عام 2012 كان هناك طن واحد من بين كل 11 طناً من الحبوب التي تباع في السوق العالمية مصدرها أوكرانيا. ولفت إلى أن حصة أوكرانيا وصلت إلى 9.2٪ في التجارة العالمية في محاصيل الحبوب العام الماضي، إذ بلغت المنتجات الزراعية 18.2 مليار دولار، بزيادة 40٪ أكثر مما كانت عليه في العام السابق. وقال: وتيرة نمو الاستثمار الرأسمالي في الزراعة أوكرانيا بلغت على مدى السنوات السبع الماضية 191 ٪. وفي العام الماضي فقط جذب الاستثمار في الزراعة المحلية بنسبة 5.3٪. وفي السنوات الأخيرة تمكنت الحكومة من تحسين المناخ الاستثماري في القطاع الزراعي. 31 مليون دولار استثمارات إماراتية في أوكرانيا بنمو 24 ٪ دعت وزارة التنمية الاقتصادية والتجارة الأوكرانية، دولة الإمارات إلى الاستثمار في أوكرانيا، وتعزيز مشروعاتها القائمة، مشيرة إلى وجود مجالات عدة للتعاون بين البلدين، خصوصاً في قطاعات الطاقة، والصناعة، والزراعة، والخدمات اللوجستية. وأفادت بأن أوكرانيا استقطبت خلال عام 2013 نحو 31.1 مليون دولار من الاستثمارات الإماراتية، بنمو 24% مقارنة بالعام الماضي، مشيرة إلى أن معظم هذه الاستثمارات تتركز في قطاعات النقل والتخزين وأنشطة البريد، والصناعة والعقار. وأوضحت الوزارة أن حجم التجارة الثنائية والعلاقات الاقتصادية بين أوكرانياوالإمارات حالياً لا يتوافق مع إمكانات البلدين، لكنها أشارت إلى وجود «نزعة إيجابية» للنمو العام الماضي، أفرزت زيادة بواقع 11% في التبادل التجاري، بعد تراجع في سنوات الأزمة المالية العالمية. وأكدت أن أوكرانيا تتمتع بعدد من المميزات الاقتصادية المحفزة للمستثمرين، منها وجودها ضمن أحد أكبر الأسواق في أوروبا الشرقية، إضافة إلى احتلالها المرتبة الخامسة في العالم في عدد المتخصصين في تقنية المعلومات، والموقع الجغرافي الاستراتيجي، فضلاً عن احتوائها على ثلث احتياطات العالم من التربة السوداء الخصبة، مبدية استعدادها للدخول في مشروعات مشتركة مع الإمارات على الأراضي الأوكرانية، خصوصاً في مجال زراعة ومعالجة ونقل المنتجات الغذائية. سفارة الإمارات وقال جينادي تشيجيكوف إن إقرار حكومة الإمارات في 10 مارس 2013 رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا عبر افتتاح السفارة الإماراتية في كييف، سيسهم بشكل ملموس في تعزيز التعاون الثنائي على جميع الاتجاهات، ومن بينها الاتجاه التجاري والاقتصادي. وأضاف أن الإمارات ضربت مثالاً قوياً في ممارسة الدبلوماسية الاقتصادية، لذلك فإننا نعد قرار الإمارات بشأن افتتاح السفارة في كييف إشارة واضحة إلى استعدادها لتوسيع التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري مع أوكرانيا. إلى ذلك ارتفع التبادل التجاري في عام 2012 بأكثر من 11%، إلى أكثر من 652 مليون دولار (2.4 مليار درهم)، ونمت الصادرات بنسبة 10%، والواردات نمت بنسبة 15%، ولايزال الميزان التجاري إيجابياً لمصلحة أوكرانيا، ووصل الفائض في ميزان التجارة مع الإمارات إلى أكثر من 343 مليون دولار (1.26 مليار درهم). وأشار إلى أن معظم الاستثمارات الإماراتية في أوكرانيا (نحو 15 مليون دولار)، تتركز في قطاع النقل والتخزين (مستودعات) وأنشطة البريد، وإن تحدثنا عن الصناعة التي جذبت أكثر من ثمانية ملايين دولار، فإن 27% من الاستثمارات الإماراتية تتركز في قطاع الصناعة التحويلية، وفي الربع الأول من العام الجاري ارتفع حجم الاستثمار في هذا القطاع بواقع 5.6 ملايين دولار. وأكد جينادي تشيجيكوف أن أوكرانيا لديها أفضليات اقتصادية واضحة، منها وجودها ضمن أحد أكبر الأسواق في أوروبا الشرقية (46 مليون مستهلك) إضافة إلى احتلالها المرتبة الخامسة في العالم في عدد المتخصصين في تقنية المعلومات، كما تتميز البلاد بموقع جغرافي استراتيجي، إذ تتيح الوصول إلى أربعة من أهم 10 ممرات للنقل في أوروبا، هذا عدا عن احتوائها على ثلث احتياطات العالم من التربة السوداء الخصبة». وأضاف: تم إنشاء القاعدة القانونية للاستثمار وتطوير الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وأصبح المستثمرون الأجانب يعملون في أوكرانيا في شروط متكافئة مع المستثمرين المحليين، وتم توقيع وتصديق الاتفاقات الحكومية بخصوص تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة مع أكثر من 70 بلداً حول العالم، وإضافة إلى ذلك أضحت أوكرانيا تقدم الدعم الحكومي والضمانات الحكومية أو المحلية من أجل تنفيذ مشروعات استثمارية. البيان الاماراتية