د. محمود إبراهيم الدوعان الزلازل ظاهرة طبيعية تحدث في أي مكان من الكرة الأرضية ولكن هناك مناطق أكثر عرضة للزلازل من غيرها، وهي مناطق الضعف في القشرة الأرضية ويمثلها منطقتان: الأولى عند التقاء حافة محيطية مع حافة قارية مثل المحيطات العظمى ومتاخمتها للقارات، والثانية عند مناطق التضرس الكبرى المتمثلة في السلاسل الجبلية التي تتأثر بانزلاقات الكتل الصخرية مع حركة الصفائح التكتونية حيث تنزلق الكتل وتحدث الزلازل. وقد مررنا بتجربة الزلازل في محافظة العيص شمال غربي المملكة في حرة الشاقة وما نتج عنها من هزات زلزالية وحركات ارتدادية تبعت تلك الزلازل، ولكن الوضع في جازان يختلف عما حدث في العيص وذلك لوجود سد وادي بيش، وما يخزّنه خلفه من كميات عظيمة من المياه ، وما قد ينتج من فعل هذه الهزات على جسم السد والتأثير على منشآته. وقد نبه لهذا الأمر مدير عام المركز الوطني للزلازل عبر جوال « سبق»: « إن أكبر هذه الهزات حدثت يوم الخميس بقوة 5.1 درجة على مقياس ريختر، وتلتها 26 هزة ارتدادية خفيفة بقوة 2 درجة وهي ضعيفة ولا يشعر بها الإنسان، ثم تلتها هزة أخرى بقوة 3.7 درجة «. وكانت معظم الهزات المتوسطة الارتدادية ناتجة عن وجود صدع يأخذ محوره اتجاه شمال غرب – جنوب شرق منطقة وادي بيش، وهو مواز للمحور الرئيس في وسط البحر الأحمر، كما أن منطقة جازان لها تاريخ طويل مع الزلازل حيث سجلت صبيا قديما زلزالاً تاريخياً عام 1820م وصلت قوته 6 درجات. كل ما تقدم يعني أن هذه المنطقة معرضة للزلازل بحكم تكويناتها الجيولوجية فهي منطقة ضعف في القشرة الأرضية لوجود منخفض البحر الأحمر متاخم للحافة القارية، ومعروف عن البحر الأحمر أنه ذو نشأة انكسارية تصدعية تبعاً لحركة الصفائح في المنطقة (الإفريقية مع العربية)، وهي تتحرك في عكس اتجاه عقارب الساعة ، كما أن السهل الساحلي يمثل جزءاً من الحركة الانكسارية وبذلك أصبح مخرج وادي بيش أمام خط الانكسار الممتد على طول السلسلة الجبلية وهو معرض للحركات الزلزالية على طول خط التصدع. والذي يهمنا في هذا المقال هو الإشارة إلى سد وادي بيش وهو من أكبر السدود في المملكة من حيث الطاقة التخزينية ( 200 مليون متر مكعب) وهي كمية مهولة من المياه المتجمعة خلف السد، ولذلك يجب في - مثل هذه الحالات - أن تخفض كميات المياه الموجودة في بحيرة السد، وأن تباشر وزارة المياه والكهرباء دورها كاملاً في تخفيض المنسوب للحد الآمن حفاظاً على سلامة أرواح الناس وممتلكاتهم وكل شيء بأمر الله؛ ولكن، علينا أن نأخذ بالأسباب وتقليل المخاطر قدر الإمكان امتثالاً لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم – حيث يقول: « اعقلها وتوكل» فيا حبذا لو أخذ مهندسو وزارة المياه مع مهندسي الدفاع المدني في وضع الاحتياطات اللازمة للحد من المخاطر ودراسة الموضوع جغرافياً وميدانياً لتحديد مواقع الخطورة، وتحديد الأماكن الآمنة ورسم خرائط لها، مع الأخذ في الاعتبار وضع خطط للإخلاء وإيجاد أماكن مناسبة للإيواء حتى يتصرف الأفراد بطريقة علمية مدروسة بدلاً من التخبط والعشوائية لو صار حدث ما لا قدر الله. نسأل الله السلامة للجميع. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (37) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain صحيفة المدينة