سان سلفادور: اعلن مرشح حركة التحرير السابقة في السلفادور سلفادور سانتشيس سيرين انه كاد يفوز بالانتخابات الرئاسية من الجولة الاولى، التي جرت الاحد، ويضمن بقاء اليسار في الحكم بعد خمس سنوات من طرد اليمين منه، ولكنه الان سيخوض جولة جديدة مع مرشح اليمين نورمن كيخانو. وصرح مرشح جبهة فرابوندو مارتي للتحرير الوطني الماركسية، التي حصلت على 49% من الاصوات، وفق نتائج فرز أكثر من 80 % من مراكز الاقتراع للصحافيين، "فزنا بالجولة الاولى/ ونحن متاكدون اننا لن نفوز بعشر نقاط، بل اكثر، وسيكون فوزا كبيرا". من جانبه حصل عمدة العاصمة سان سلفادور كيخانو نتيجة 39%، حسب هذه النتائج، التي اعلنتها مساء الاحد المحكمة الانتخابية العليا. وقبل ذلك بقليل قال كيخانو امام انصاره في سلفادور "اننا في المرتبة الثانية، وتاهلنا يدل على اننا قادرون على الفوز" في الجولة الثانية المقررة في التاسع من اذار/مارس. وجرت الانتخابات الرئاسية الاحد في نحو 1500 مركز اقتراع في هدوء، وشهدت نسبة مشاركة ادنى من الاقتراعات السابقة وفق المحكمة الانتخابية العليا. وبعدما وضعت حدًا لهيمنة المحافظين، التي دامت عشرين سنة، مع انتخاب المعتدل ماوريسيو فيونيس في 2009، رشحت جبهة فرابوندو مارتي قائدها السابق سلفادور سانتشيس سيرين (69 سنة) للنهوض بالبلاد، التي تعاني من تنامي ظاهرتي الجريمة والفقر. ووعد سيرين خلال حملته بمواصلة برنامج مكافحة الفقر وان يجعل من الاستقامة اولوية ولايته والتزم بتوفير "الطمأنينة" لمواطنيه امام العصابات الاجرامية ومجموعات فتيان "المارا" المعروفين باوشامهم والذين يبثون الذعر في البلاد. وقالت ارخنتينا كامبوس (41 سنة) الاحد لفرانس برس ان "على الذي سيفوز ان يدرك ان ثمن الحياة باهظ في هذا البلد، وليس هناك عمل وهناك المارا الذين يضايقوننا، انها مهمة شاقة جدا في انتظاره". من جانبه ترشح اليمين مشتتا، اذ ان التحالف الجمهوري الوطني (ارينا، يمين) رشح كيخانوا، الذي توقعت الاستطلاعات قبل الاقتراع حصوله على نتيجة متدنية بسبب ترشيح المنشق انطونيو ساكا الرئيس السابق (2004-2009). من جانبه يعتزم كيخانو (67 سنة) العمل من اجل "مزيد من الامن والوظائف"، متوعدا بمواجهة المجرمين "بقبضة من حديد". ويحظى طبيب الاسنان السابق بدعم رجال الاعمال، لكنه يفتقر الى الكارسما، واستفاد من تغطية اعلامية واسعة بين وسائل الاعلام الخاصة لتسويق خطابه، الذي تهجم فيه على خصمه الذي يصفه بانه "شيوعي". غير ان الحملة الانتخابية انتهت بشكل سيء بمحاولة فرار مستشار حملة حزب ارينا والرئيس السابق فرانسيسكو فلوريس (1999-2004) المتهم بتحويل ملايين الدولارات الى حسابه في تايوان خلال ولايته. وخلال الادلاء بصوته صباح الاحد في مسرح شمال شرق سلفادور، فاجأ سيرين الصحافيين باعلانه عن نيته في تشكل "حكومة منفتحة على كل التيارات"، داعيا خصومه الى ابرام "ميثاق وطني كبير"، والتزم ايضا باحترام نتيجة الاقتراع. ولو فاز في هذا البلد الصغير، الذي يجهد في التعافي من حرب اهية (1980-1992)، سيصبح سيرين ثالث رئيس في اميركا اللاتينية متحدر من حركة مسلحة يسارية سابقة، بعد رئيسة البرازيل ديلما روسيف ورئيس الاوروغواي خوسي موخيكا. من جانبه اعرب كيخانو قرب مركز اقتراعه غرب عاصمة السلفادور عن ارتياحه للهدوء، الذي ساد الاقتراع، كما كانت الحال خلال الحملة الانتخابية. وسيرث الفائز في الجولة الثانية المقررة في التاسع من اذار/مارس بلدًا يعاني من نسبة فقر تجاوزت الاربعين في المئة واعمال عنف خارجة عن السيطرة. وحاول فونيس، الذي لا يستطيع الترشح لولاية جديدة، عبثا احتواء هاتين الظاهرتين مستعينا بمؤسسات ضعيفة ينخرها الفساد. وقال المتقاعد نوي غونساليس (73 سنة) في حي مخيكانوس الفقير في ضواحي العاصمة ان "ما نطلبه من الرئيس الجديد هو ان يوفر لنا السلم والعمل ومزيدا من الامن". ايلاف