خلت دبي من أي حالة وفيات تسببها حوادث الطيران المدني خلال السنوات الخمس الماضية. وقالت بيانات صادرة عن هيئة دبي للطيران المدني إنه ورغم النمو الكبير في حركة النقل الجوي عبر مطار دبي إلا أنه لم تسجل أي حالة وفاة في حوادث الطيران المدني منذ العام 2009 بالنظر لاعتماد أعلى معايير أنظمة إدارة السلامة الجوية. وأكد محمد أهلي مدير عام هيئة دبي للطيران المدني أن دبي تنهج استراتيجية ثابتة تأخذ فيها معايير السلامة الأولوية القصوى لضمان استدامة النمو وتعزيز دور القطاع في عجلة التطور الاقتصادي من خلال منظومة تعاون تشمل مختلف الجهات الحكومية والخاصة العاملة في مطارات المدينة. وقال أهلي في كلمة افتتح بها مؤتمر ثقافة وسلامة الطيران المدني الذي يعقد في دبي على مدى يومين إن قضية السلامة لا مساومة فيها لمواجهة تحديات الصناعة وخاصة في ظل النمو الكبير الذي يحققه قطاع الطيران المدني في الإمارات عامة ودبي خاصة موضحا أن المؤتمر يعقد في ظل مشاركة كبيرة من العديد من خبراء السلامة الجوية حول العالم لوضع آليات واستراتيجيات للسلامة الجوية وتطبيقها بصورة فاعلة لا تقبل المخاطرة وعرض أفضل الممارسات والتقنيات المستخدمة في هذا المجال. وأشار أهلي إلى أن الإمارات من بين أفضل دول العالم في سجل السلامة الجوية داعيا إلى تعزيز السلامة الجوية لتكون ثقافة بين مختلف العاملين في قطاع الطيران. تعزيز الوعي وقال أهلي إن المؤتمر سيعمل على تعزيز الوعي من خلال المناقشات وجلسات العمل التي ستبحث في مختلف القضايا والمواضيع التي تتعلق بالسلامة في قطاع الطيران وتقديم الاقتراحات التي من شأنها تحقيق هذا الهدف. وأضاف إن سلامة الاجواء تحتل الاولوية في قطاع الطيران المدني لكن هذا لا يعني أنه ليس هناك مجال للتحسين في مجالات السلامة مشيرا إلى أن المؤتمر سيلقي الضوء على الوسائل الناجعة والآليات الفاعلة لتمكين القطاع من الانطلاق إلى مستويات أعلى في هذا المجال وبالتالي غرس مفاهيم وثقافة السلامة لدى كل العاملين في صناعة الطيران المدني. ومن جهته قال خالد العارف مدير إدارة النظم والمقاييس في هيئة دبي للطيران المدني أن دبي مازالت تسجل أقل معدلات الحوادث الجوية وتعد أرقام العام الماضي هي الأقل بالنظر إلى تنفيذ برامج ومبادرات عديدة فاعلة لتعزيز إدارة السلامة الجوية وبما يتلاءم مع لوائح وإنظمة المنظمة الدولية للطيران المدني " ايكاو". الأكثر سلامة ووفقا للارقام الصادرة عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي " اياتا" فإن العام الماضي كان الاكثر سلامة في تاريخ الطيران المدني. ويشهد قطاع الطيران منذ سنوات تقدما كبيرا في مجال السلامة الجوية حيث كان العام 2012 أكثر الأعوام سلامة للطيران حيث تم تسجيل 11 حادثة جوية لطائرات تحمل مسافرين فقط وهو أقل عدد لحوادث الطيران تم تسجيلها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945. وبين تقرير للطيران المدني أن هذا الرقم يعتبر نقلة نوعية في عالم الطيران المدني وتطورا كبيرا في معايير السلامة مقارنة مع العقود الماضية حيث كان المعدل العام لأعداد الحوادث يتراوح حول 16 حادثا في العام. وخلص تقرير عالمي إلى أن طيران الإمارات والاتحاد للطيران إضافة إلى العربية وفلاي دبي جاءت ضمن قائمة أكثر 10 شركات طيران عالمية أمناً وسلامة لعام 2013. التعاون الاقليمي وأشار المتحدثون إلى أهمية الحاجة إلى التعاون الإقليمي لموجهات تحديات القدرة الاستيعابية للمجال الجوي وضمان أعلى مستويات السلامة. وأشار المتحدثون إلى أن وجود القوانين والتعليمات النظرية لن يكون كافيا ما لم يتبع ذلك التطبيق الفعلي في المطارات وشركات الطيران وفي مختلف أقسام وقطاعات الطيران. ويبحث المؤتمر الذي يستمر يومين قضايا عدة تتعلق بسلامة الطيران المدني ومنها تطور ثقافة سلامة الطيران العالمي ودمج ثقافة السلامة مع نظام إدارة السلامة والمزايا التجارية التي تترتب على تبني معايير السلامة في الصناعة ودور الوعي والتعليم في هذا المجال. تجارب عالمية كما يعرض تجارب عالمية عدة في مجال السلامة والمعايير المتبعة في هذا المجال إضافة إلى التحديات المتعلقة بذلك ودور التقنية الحديثة في تعزيز وتطوير مستويات السلامة حيث تشارك عدة مؤسسات عالمية متخصصة في تقنيات السلامة مثل بوينغ وهني ويل لعرض أحدث مبتكراتها وتقنياتها في مجال السلامة الجوية. واشتملت جلسات المؤتمر على مناقشة العديد من المواضيع والقضايا المتعلقة بتعزيز السلامة الجوية ومنها أفضل الممارسات الدولية في ثقافة السلامة للموظفين والمهنيين وتنفيذ أنظمة الادارة الفاعلة للاخطاء البشرية وتجنب الاخطاء المستقبلية وتبني أحدث التقنيات التي تسهم في تحسين السلامة في قطاع الطيران المدني. لجنة عليا لتخطيط الأجواء أشار محمد أهلي في تصريحات صحفية، إلى أنه سيتم تشكيل لجنة عليا في الدولة على المستوى الوزاري لدراسة مختلف الاقتراحات المتعلقة بتخطيط وهيكلة الأجواء في الإمارات بالنظر إلى حالة الازدحام التي تواجهها الدولة في هذا المجال. وقال أهلي إن هناك دراسة تنفذها إحدى الشركات العالمية لوضع الحلول اللازمة لادارة الحركة الجوية على مستوى الدولة موضحا أن التعاون الاقليمي في هذا المجال يعد قضية هامة للوصول إلى حلول فاعلة وآمنة على مستوى المنطقة. وفيما يتعلق بإغلاق أحد مدرجات مطار دبي في مايو المقبل لمدة 80 يوما قال أهلي إنه سيتم نقل 25 % من الطاقة الاستيعابية لمطار دبي إلى مطار آل مكتوم لضمان انسيابية الحركة خلال هذه الفترة مشيرا إلى أن المطار الجديد قادر على التعامل مع 30 % من إجمالي حركة مطار دبي الحالية. وأشار إلى أن عام 2015 سيشهد انتقال عدة شركات طيران إلى مطار آل مكتوم بما فيها فلاي دبي . البيان الاماراتية