شهادة من القلب، عن قائد تفانى في العطاء للوطن، ووهب ذاته منذ مرحلة مبكرة من حياته لبناء الإمارات وإسعاد شعبها، يقدمها رجل الأعمال سالم بن إبراهيم السامان، في كتابه «خليفة بن زايد.. فارس الألفية الجديدة» الذي يوثّق، بالكلمة والصورة والأرقام، مرحلة مهمة من مسيرة حافلة بالنجاحات، قادها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة. منصور بن زايد: خليفة قيادة وحكمة قال سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، في تقديمه لكتاب «خليفة بن زايد.. فارس الألفية الجديدة»: «تقاس الدول بإنجازاتها، والإنجازات لا تتحقق من دون قيادة تمتلك رؤية استراتيجية واضحة، تعرف ما تريد، وتعرف كيف تحفز كل مكونات المجتمع للإسهام في تقدمها ورفعتها، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، بما يمتلك من تجربة ثرية، وخبرة واسعة، اكتسبها من معايشته وملازمته لوالده مؤسس الدولة، المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في مختلف مراحل العمل الوطني، يتمتع بكل مواصفات القيادة والزعامة والحنكة والحكمة التي أهلته لقيادة الدولة، وبناء مرحلة التمكين بكل جدارة واقتدار، وما الإنجازات غير المسبوقة التي تحققت للوطن والمواطن، والارتقاء المتواصل على سلم الحضارة والتقدم، وتبوؤ الدولة المراكز المتقدمة في الكثير من المؤشرات العالمية، إلا دليل على الحكمة والبصيرة الثاقبة التي يتمتع بها صاحب السمو رئيس الدولة، الذي آمن بقدرات الإنسان الإماراتي وفتح له أبواب العمل والإنجاز». علاقة يختتم رجل الأعمال سالم بن إبراهيم السامان كتاب «خليفة بن زايد.. فارس الألفية الجديدة» بفصل «علاقتي الشخصية»، الذي يعيد إلقاء الضوء على حلقات خاصة كان قد نشرها في مجلة المنارة، وفي كتاب «دفتر العمر»، تعبر عن علاقة المواطنين بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وعلاقة السامان الشخصية بسموه، لكي «يتعرف القارئ إلى خصال هذه الشخصية الفذة». ويروي صاحب الكتاب العديد من المواقف التي جمعته عن قرب بصاحب السمو رئيس الدولة، مشيراً إلى أنه يسردها بصدق «دون تحريف أو تزييف أو كذب أو نفاق، وقد تعودت على هذا الصدق طوال حياتي، وإن كان في بعض الأحيان يزعج الكثيرين». في مدرسة الوالد المغفور له الشيخ زايد، تخرّج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي قال: «كان والدي المعلم الذي أتتلمذ على يديه كل يوم، وأترسم خطاه، وأسير على دربه، وأستلهم منه الرشد والقيم الأصيلة، والتذرع بالصبر والحلم والتأني في كل الأمور». ومن تلك البدايات يستهل السامان كتابه، بينما يختتمه بدعوات: «دمت لنا يا سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد قائداً حكيماً وشجاعاً لدولتنا الحبيبة، ونتمنى من الله أن يقدر لنا أن نرد جزءاً من جميلكم وجميل الوطن، ونحن سنبقى دوماً الجند الأوفياء والمخلصين في ظل قيادتكم الحكيمة». ويشير رجل الأعمال الإماراتي السامان إلى أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد اكتسب خلال مرحلة مبكرة الكثير من الصفات التي أهلته للقيادة في ما بعد، إذ حرص على ملازمة والده المؤسس الباني، وتتلمذ على يديه في القيادة والسياسة والفكر؛ ما نمّا إحساسه بحمل المسؤولية مبكراً، إضافة إلى قربه من المواطنين، ومعايشته لتطالعاتهم وآمالهم التي أسهم في تحقيقها، حينما تولى قيادة الوطن الغالي. بكلمات مملوءة بالمحبة، يتحدث السامان عن جوانب من شخصية صاحب السمو رئيس الدولة؛ وكريم الخصال: «معدنه النفيس، وتواضعه الجم؛ جعلاه أخاً لكل مواطن، وصديقاً للجميع، لخلقه السامي، فهو دائماً ما يلقاك بابتسامة عريضة، يشرق بها وجهه، وبحفاوة تخال معها أنك تعرفه منذ سنوات طويلة، ويستقبلك بحرارة دون أن يعرفك مسبقاً من تكون، وليس بمنصبك أو جاهك، ويعطيك جل اهتمامه، ويستمع إليك بأذن صاغية». كما يتناول الكتاب في فصل بعنوان «خليفة بن زايد.. الولادة والنشأة» المناصب التي تقلدها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ومن بينها منصب ممثل سمو حاكم أبوظبي في المنطقة الشرقية في تاريخ 18/ 9/ 1966، وفي 1/ 2/ 1969 تولى مهام ولاية عهد أبوظبي. يقول صاحب السمو الشيخ خليفة مستعيداً ذكريات تعيينه: «لا أذيع سراً إذا قلت إنني لم أعرف مسبقاً بالقرار الذي اتخذه صاحب السمو الوالد، وعلى الرغم من أنني كنت يومها في مقتبل العمر، إلا أنني كنت أعي تماماً جسامة هذه المسؤولية، وما تعنيه من واجبات عظيمة». المهمة الأولى، كما يروي السامان، التي عهد بها الشيخ زايد لولي العهد الشاب كانت إنشاء قوة دفاع أبوظبي، حيث أوكلت إليه هذه المهمة بالتزامن مع تعيينه ولياً للعهد قائداً لقوة الدفاع، التي شكل وجودها في تلك الفترة ضرورة حيوية، خصوصاً مع اقتراب انسحاب القوات البريطانية من المنطقة، والحصول على الاستقلال. وقد تعزز دور الشيخ خليفة الاتحادي عندما أصدر المجلس الأعلى للاتحاد قراراً بتعيينه نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة، في أعقاب القرار التاريخي بدمج كل قوى الدفاع المحلية تحت مظلة قوات مسلحة اتحادية، وكانت التجربة الناجحة التي قام بها الشيخ خليفة في بناء قوة دفاع أبوظبي عند تأسيسها عام 1969 هي الركيزة في بناء القوات المسلحة الاتحادية ابتداء من عام 1976. في 3/ 11/ 2004، بدأت مرحلة جديدة من قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للإمارات، ليكمل المسيرة، على النهج ذاته الذي سار عليه المغفور له الشيخ زايد، وليعلي بناء الإنجازات التي بدأها الوالد وإخوانه من الآباء المؤسسين، إذ «استطاعت الإمارات الفتية أن تختصر الزمن، وحققت ما عجزت عن تحقيقه كثير من دول العالم، ليس في مجال البناء والعمران والنهضة الاقتصادية فحسب، وإنما، وهو الأهم، في المبادئ التي ترسخت طوال هذه السنوات، كما هو أيضاً إثراء لتاريخ الدولة، ورسم لملامح ثقافة الأجيال الحاضرة والمقبلة من أبناء الوطن العزيز، كما يقول صاحب السمو الشيخ خليفة: (كان الشعار الذي التف حوله الجميع منذ اليوم الأول لقيام الاتحاد هو ضرورة قهر المستحيل واختصار الزمن لتعويض ما فاتنا وتوفير الرفاهية والاستقرار لكل مواطن)». إنجازات ونجاحات بلا حصر، حققها «فارس الألفية» صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ويحاول السامان توثيق كثير منها في الكتاب الذي يقع في 236 صفحة من القطع الكبير الفاخر، بداية من بناء الإنسان، والتطور الاقتصادي، مروراً ببناء القوات المسلحة، والعلم والمعرفة، وصولاً إلى تمكين المرأة والنهضة الرياضية والسياحة، وغيرها الكثير الذي تحقق، ولايزال يتحقق، في كل بقعة على أرض إمارات الخير، صاحبة التجربة الفذة في التعايش والاحترام وإعلاء القيم الإنسانية، لمواطنيها، والمقيمين على أرضها المضيافة. يسلط السامان في الكتاب الأضواء على مختلف جوانب مشروع النهضة الإماراتي، بوجوهه المختلفة، بناء الوطن والمواطن، الاستثمار في المكان وناسه، إذ كان بناء الإنسان ضمن الأولويات الأساسية التي وضعها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، نصب عينيه، باعتبار الإنسان هو أساس وهدف التنمية الشاملة، وركيزة المشروع النهضوي، واختط سموه نهجاً واضحاً في إرساء العدالة الاجتماعية بين أبناء الإمارات، وتمثل ذلك في حواراته المستمرة مع أبناء شعبه، وحرصه على الالتقاء بشكل مباشر مع المواطنين خلال جولاته وزياراته الميدانية المنتظمة، ليتفقد أحوالهم واحتياجاتهم، ويطمئن على توفير الحياة الكريمة لهم، انطلاقاً من فلسفة شاملة يؤمن بها، وهي أن خير هذه الأرض يجب أن يشمل الجميع. الامارات اليوم