تونس - "الخليج": أعلن وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو، مساء أمس الثلاثاء، مصرع المتهم الرئيسي بقتل المعارض شكري بلعيد والنائب محمد البراهمي، في مواجهة مسلحة عنيفة بين قوات الأمن ومجموعة إرهابية أدت أيضا إلى مقتل 6 عناصر إرهابية وعنصر من الحرس الوطني . وجاءت العملية بعد أسبوع واحد من تنصيب حكومة الكفاءات التونسية برئاسة مهدي جمعة المطالبة بتوفير مناخ ملائم لإجراء انتخابات نزيهة وديمقراطية نهاية العام الجاري، في وقت يتواصل الترحيب الدولي بها، حيث تلقى جمعة مكالمة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعرب له فيها عن دعم بلاده كما دعاه إلى زيارة واشنطن . وأعلن وزير الداخلية أن كمال القضقاضي القيادي البارز بأنصار الشريعة المحظور، والمتهم الرئيسي بقتل بلعيد والبراهمي قتل أمس الثلاثاء في اشتباكات "رواد" . ويعتبر هذا الإنجاز أكبر صيد لقوات الأمن التونسي التي تطارد القضقاضي منذ العام الماضي لمسؤوليته عن قتل المعارضين إضافة إلى عملية ذبح تسعة جنود من الجيش الوطني بجبل الشعانبي . وقالت وكالة تونس إفريقيا للأنباء نقلاً عن سفيان السليطي المسؤول في الجهاز القضائي إن "التحريات الأولية أثبتت أن القضقاضي من بين الجثث السبع التي قتلت في رواد" . وقال الناطق باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي للصحفيين إن العملية الأمنية انتهت بنجاح وتم القضاء على جميع العناصر الإرهابية . ومنذ خبر إيقاف رئيس تنظيم أنصار الشريعة سيف الله بن حسين الملقب ب "أبو عياض" في مدينة مصراتة الليبية على أيدي قوات أمريكية خاصة في ديسمبر/كانون الأول الماضي تحول القضقاضي إلى المطلوب رقم واحد لدى الأمن في تونس . وترسم العملية الأمنية مدى صعوبة ملف الإرهاب الذي يتصدر أولويات حكومة مهدي جمعة منذ تسلمها الحكم الأربعاء الماضي . وهي مطالبة إلى جانب قطع دابر العنف وحسم معركة الإرهاب بالكشف أيضاً عن كامل الحقائق حول الاغتيالات السياسية والجهات التي تقف وراءها وفق ما تنص عليه خريطة الطريق لرباعي الحوار الوطني . وتأتي العملية بعد يوم واحد من اجتماع جمعة مع قيادات عسكرية وأمنية للاطلاع على الوضع الأمني في البلاد . وفي حديثه مع مراسل صحيفة "الخليج" قال العقيد أركان الحرب المتقاعد محمد صالح الحدري إنه كان من الأنسب لو تم تعيين وزير من قدماء العسكريين على رأس وزارة الدفاع ليعطي أكثر فعالية للعمل الميداني ضد الجماعات الإرهابية . وأوضح الحدري أن تعيين وزير من سلك القضاء أو الطب على رأس وزارة الدفاع بينما البلاد في حالة حرب مع الإرهاب، يعد قراراً غير مفهوم . وفي خضم الترحيب الدولي بالتطورات السياسية في تونس، دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما مهدي جمعة إلى زيارة واشنطن . وهنأ أوباما جمعة في محادثة هاتفية على موافقة القوى السياسية في تونس على دستور جديد للبلاد وتشكيل حكومته الانتقالية . وقال البيت الأبيض في بيان "أشاد الرئيس بجهود كل الأحزاب في تونس للعمل معاً للحفاظ على المكاسب التي تحققت منذ بداية ثورة تونس التي كانت مبعث إلهام للشعوب في أنحاء العالم" . الخليج الامارتية