تمكن رجال التحريات والبحث الجنائي في شرطة دبي من إلقاء القبض على عصابة مكونة من 12 شخصاً تورطوا في سرقة تسعة ملايين درهم من مندوب إحدى الشركات بعد سحبها من البنك، من بينهم ثلاثة موظفين في الشركة نفسها دبروا الخطة بالتنسيق مع المتهمين الآخرين. وقال اللواء خبير خميس مطر المزينة القائد العام لشرطة دبي إن فرق البحث الجنائي في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية حلت غموض القضية خلال وقت قصير، مشيداً بالدور الذي قام به رجال التحريات، سواء في ما يتعلق بسرعة تحديد وضبط المتهمين أو الانتقال إلى دولة مجاورة للقبض على المدبرين الرئيسين للجريمة بعد اتخاذ كافة الإجراءات القانونية. وأكد أنه من غير المنطقي نقل كمية كبيرة من الأموال مثل المبلغ المنقول في هذه الواقعة بواسطة موظف ضعيف لا يدرك أبسط قواعد الأمن والاحتياط، إذ لم يتوجه مباشرة إلى مقر الشركة، وترك النقود في السيارة وغادرها. تحذير متكرر ولفت اللواء المزينة إلى أن شرطة دبي طالبت مراراً وتكراراً بضرورة الاستعانة بشركات نقل أموال متخصصة في حالة سحب مبالغ كبيرة أو استخدام أكثر من موظف ليوفر كل منهم السند للآخر، بالإضافة إلى التدقيق على الأشخاص الذين يعملون في الشركات والتأكد من أمانتهم. وأضاف: إن الواقعة بدأت يوم الاثنين الماضي، حين ورد بلاغ من مستثمر عربي يفيد بأن مندوب الشركة وسائقها تعرضا للسطو أثناء عودتهما من البنك بعد سحب النقود، وسرق منهما مبلغ تسعة ملايين درهم. وأضاف: تم على الفور تشكيل عدة فرق عمل انتقلت إلى موقع البلاغ في منطقة اختصاص مركز شرطة بر دبي، وتبين من خلال الحصول على إفادة المندوب أنه خرج من البنك بصحبة السائق، ومن ثم اتجه إلى شرب الشاي وقضاء غرض آخر من أحد المحال، تاركاً السائق. وأشار المندوب إلى أنه فوجئ حين تحدث مع السائق بأن الأخير يبلغه بأنه تعرض للخطف من جانب مجهولين سرقوا منه حقيبة النقود وتركوه بعد ذلك، وتم وضع خطة للبحث والتحري تضمنت التحقيق مع عدد من موظفي الشركة وسائق السيارة، وتوصلوا إلى معلومات مهمة تفيد بأن عدداً من الأشخاص من نفس الجنسية قدموا إلى الدولة في نفس التوقيت بتأشيرات زيارة، وتبين كذلك وجود علاقة لعدد آخر من المقيمين مع ثلاثة موظفين في الشركة من نفس الجنسية، لديهم دراية بالمعاملات المالية والتحويلات التي يتلقاها صاحب الشركة. اشتباه وأوضح المزينة أن فريق العمل ربط بين هذه المعلومات التي رسخت الاشتباه في هؤلاء الموظفين، فتم رصد تحركات المشتبه فيهم وتتبع اثنين منهما إلى أبوظبي، فتم التنسيق مع الشرطة هناك وألقي القبض عليهما وبحوزتهما خمسة ملايين درهم تبين أنها جزء من حصيلة الشركة. وأشار إلى أن عمليات البحث والتحري أكدت أن المتهمين الرئيسين هم الموظفون الثلاثة الذين بادروا إلى الفرار إلى دولة خليجية مجاورة، فقام الفريق بالتنسيق مع سلطاتها وضبط المتهمين الثلاثة في شقة بمنطقة البريمي، وعثر بحوزتهم على حصة من المبلغ المسروق. ولفت إلى أن المتهمين أقروا بالتخطيط للسرقة منذ فترة لدرايتهم بكل التحويلات المالية والتي يقوم بها المستثمر، واتفقوا مع آخرين من داخل وخارج الدولة يتمتعون ببنية قوية تساعدهم على تنفيذ الجريمة، لافتاً إلى أن فريقاً آخر تمكن من ضبط سبعة متهمين آخرين، ليصل العدد الإجمالي إلى 12 متهماً. تفاصيل أوضح اللواء خميس المزينة أن الخطة التي وضعها المتهمون كانت تتضمن الاعتداء على مندوب الشركة الذي نزل لحسن حظه من السيارة فأفلت من الهجوم، فيما خطط المتهمون كذلك للاعتداء على السائق. وأكد أنه تمت إحالة المتهمين في القضية إلى النيابة العامة، فيما يجري إنهاء إجراءات استرداد المتهمين الذين قبض عليهم خارج الدولة. البيان الاماراتية