القاهرة (الاتحاد) - الغفور من أسماء الله الحسنى، فيه معنى المبالغة، أي أنه كثير الغفران، والأسماء التي ترجع لمعناه الغافر والغفار، وهذا الاسم يحمل عدة معان، منها عظم المغفرة، أو بليغ المغفرة، وعموم المغفرة وطلاقتها لله تعالى، وتأتي بمعنى التبشير وتعجيل السرور للمذنبين، وإثبات اتصاف الله تعالى بعموم مغفرته، وبمعنى الصفح والعفو وعدم المؤاخذة. ويقول العلماء: ورد اسمه سبحانه «الغفور» في القرآن الكريم إحدى وتسعين مرة، وتنوعت صورته، كما تنوع التركيب الذي ورد فيه بحسب السياق والمقام، ورد معرفا في إحدى عشرة آية والبقية من دون «أل» مما يفيد أن المقصود الأعلى من هذا الاسم عموم المغفرة وشمولها، ومن الآيات الدالة على ثبوت هذا الإسم الكريم قوله تعالى: «وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم»، «يونس:107»، وقوله تعالى: «قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم»، «يوسف: 98»، وقوله سبحانه: «نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم»، «الحجر: 49»، وقوله: «وربك الغفور ذو الرحمة» «الكهف: 58»، وقوله عز وجل: «قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم» «القصص:16». الغفور الرحيم وورد في السنة في دعاء علمه النبي لأبي بكر رضي الله: «اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذّنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم».وجاء اسم الله الغفور مفردا في موضعين في كتاب الله تبارك وتعالى، ويقترن غالبا باسم الله الرحيم، والغالب أن الله يقدم الغفور على الرحيم، وقد ورد في موضع واحد تقديم الرحيم على الغفور لمعنى أشار إليه ابن القيم في كتابه «بدائع الفوائد» وذلك في سورة سبأ، فقد جاء في اثنتين وسبعين مرة الاقتران بين الغفور والرحيم. صفة الرحمة ولا شك أن الملازمة شديدة بين هذين الاسمين، ولذلك كثر الاقتران بينهما، لأن الله عز وجل من رحمته أنه يغفر ذنوب المذنبين، فيتجاوز عنها ويستر أصحابها فلا يفتضحون، فالمغفرة أمر لازم للرحمة لأن المغفرة إنما تكون بسبب رحمة الله بخلقه وعباده، وفي موضع واحد قرن الله عز وجل بين اسمه الغفور وصفة الرحمة حيث قال: «وربك الغفور ذو الرحمة». ... المزيد الاتحاد الاماراتية