لا مستقبل للخَوَنة    نادية الكوكباني تفوز بجائزة نجيب محفوظ لأفضل رواية عربية للعام 2025    من بنى الأهرامات؟ عالم آثار مصري يشتبك مع عالم زلازل هولندي    الانتقالي و«إسرائيل».. تطبيع سياسي وأمني تحت مظلة أبو ظبي    أرقام فلكية.. الفيفا يعلن عن الجوائز المالية لكأس العالم 2026    سان جيرمان يتوج بكأس القارات للأندية لأول مرة في تاريخه    طائرة شحن إماراتية محمّلة بالسلاح تصل مطار الريان بحضرموت    لمواجهة "التهديد الروسي".. ألمانيا تقر مشتريات عسكرية ب59 مليار دولار    أستاذ قانون دولي: تغطية إعلامية إقليمية ودولية غير مسبوقة تدفع القضية الجنوبية للصدارة    بالهوية الجنوبية لا باليمننة يتحقق الاستقلال    مبارزو الأمانة يحصدون ذهب بطولة منتخبات المحافظات وصنعاء وصيفا وتعز ثالثًا    الإصلاح أمام تشاتام هاوس.. إعادة تسويق الإخوان بلغة إنكار الجذور    بين الاعتزاز والانسلاخ: نداءُ الهوية في زمن التيه    بعد أن أُوصِدت في وجهه أبواب الإنصاف.. رجل أعمال يقرّر الرحيل إلى مرّان بصعدة    شرطة أمانة العاصمة تكشف هوية الجناة والمجني عليهما في حادثة القتل بشارع خولان    من بينها اليمن.. واشنطن توسع حظر السفر على مواطني دول إفريقية وآسيوية    الصحفي والمقدم الإذاعي المتميز محمد السامعي    تسعون يومًا... ولم ولن أنكسر    اتحاد كرة القدم يعلن استكمال تحضيراته لانطلاق دوري الدرجة الثانية    غوتيريش: المجتمع الدولي يقف مع يمنٍ موحدٍ ذي سيادة كاملة على أراضيه    أيها المؤرخ العلم: ما نسيناك !    بوادر أزمة غاز جديدة وقطاع قبلي في مأرب على ذمة أحداث حضرموت    هاشتاج #الجنوب_لا_تراجع يجتاح وسائل التواصل ويؤكد: إعلان استقلال دولة الجنوب خيار لا عودة عنه    الرئيس المشاط يعزّي الشيخ عبدالله الرزامي في وفاة أخته    روائية يمنية تفوز بجائزة أدبية في مصر    تفقد سير أعمال الترميم في جامع الجند التاريخي    الخراز يكشف عن اختلاس مليشيا الحوثي ل 7 مليون دولار من التمويلات الدولية لليمن    الرئيس الزُبيدي يزور وزارة المياه والبيئة ويطّلع على المشاريع المنفذة لتعزيز الموارد المائية    ضبط زعيمة تهريب في المياه الاقليمية بقطاع خليج عدن    صباح عدني ثقيل    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    اليابان تقدم حزمة مساعدات إنسانية جديدة لليمن بقيمة 13.8 مليون دولار    مؤشر الدولار يترنح قرب أدنى مستوياته وترقب لقرارات الفائدة    اليمنية تفرض شروط جديدة على المسافرين بنظام الترانزيت إلى جيبوتي    الصحفي والقيادي الإعلامي الكبير محبوب علي    أزمات خانقة تضرب المحافظات المحتلة: الغاز والوقود والرغيف تتزامن وسط انهيار الخدمات    الماجستير بامتياز للباحث عبدالله صبرة من الاكاديمية اليمنية العليا بصنعاء    إنشاء أكبر بحيرة مائية في أمانة العاصمة    هامبتون تتوج بجائزة فيفا لافضل حارسة مرمى في العالم 2025    اوفالي تتوج بجائزة فيفا مارتا 2025 لأجمل هدف في كرة القدم النسائية    دوناروما الأفضل في العالم: جائزة تاريخية لحارس إيطاليا في 2025    الأرصاد: سحب منخفضة كثيفة على السواحل تمتد نحو المرتفعات    الرئيس الزُبيدي يُعزّي جمال سرور في وفاة شقيقته    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل بجامعة عدن ويؤكد دعمه لتطوير العملية التعليمية    صباح المسيح الدجال:    دراسة: الأطفال النباتيون أقصر قامة وأنحف من أقرانهم متناولي اللحوم    مأرب.. السلطة المحلية تكرم فريق نادي السد لكرة القدم بمناسبة الصعود لدوري الدرجة الثانية    وزارة الإعلام تكرم إعلاميات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المسلمة    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات الناجمة عن الأمطار في المغرب الى 21 شخصا    تأكيداً على عظمة ومكانة المرأة المسلمة.. مسيرات نسائية كبرى إحياء لذكرى ميلاد فاطمة الزهراء    جوهرة الكون وسيدة الفطرة    شبوة.. حريق داخل مطار عتق الدولي    مرض الفشل الكلوي (32)    الصحفي والمراسل التلفزيوني المتألق أحمد الشلفي …    ست فواكه تقلل خطر الإصابة بأمراض الكلى    بدعم سعودي.. مشروع الاستجابة العاجلة لمكافحة الكوليرا يقدم خدماته ل 7,815 شخصا    الله جل وعلآ.. في خدمة حزب الإصلاح ضد خصومهم..!!    ضرب الخرافة بتوصيف علمي دقيق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القرضاوي: ما الذي حققه اوباما حتى يستحق نوبل للسلام؟
نشر في مأرب برس يوم 12 - 12 - 2009

استنكر فضيلة العلامة د. يوسف القرضاوي منح جائزة نوبل للسلام لاوباما، وتساءل: لم أعطَوه الجائزة، ما الذي حققه حتى يستحقها؟ لا حدث سلام في العراق ولا في افغانستان ولا في الصومال ولا في اي بلد، حتى لم يستطع ان يلزم اسرائيل بايقاف الاستيطان المؤقت، وعجز عنه وسحب بعض الجنود من العراق ليوصلهم لافغانستان يعني من سفك دماء الى سفك دماء ولم تزل الدماء تسفك في العراق ولم تزل تسفك في افغانستان واضيف اليها باكستان واليمن والسودان والعالم يغلي بالحرب، فعلام يأخذ السيد اوباما جائزة نوبل للسلام؟. و فيما شن فضيلته في خطبة الجمعة امس بجامع عمر بن الخطاب هجوما شديدا على الاحتفالات التي تملأ المحلات التجارية بالكريسماس، وقال: إن مظاهر الاحتفالات في الدوحة وقطر المسلمة حرام وعيب ولا يليق، و يدل على الغباء في معاملة الآخرين وعلى جهل بما يوجبه علينا الاسلام.. متسائلا في استنكار :هل نحن في مجتمع مسلم ام نصراني؟ ما هذا الذي يجري في المحلات التجارية من احتفالات فيما يسمى عيد الميلاد؟! وكانت خطبته الاولى استكمالا لأسماء الله الحسنى وهو ما بدأه منذ عدة خطب له..
رحمة الله في عالم الأمر
بدأ فضيلته الحديث امس عن رحمة الله في عالم الامر :عالم التشريع والامر والنهي، قال: كما رأينا الله رحيما في خلقه هو رحيم في أمره وشرعه.. وقال: لم يشرع لنا الله الا مافيه الرحمة، لم يُعْنِتْنا ولم يضيق علينا فلا فائدة له في ذلك فهو غير محتاج، فهو غني عن خلقه غني عن كل ماسواه، (يا أيها الناس أنتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد) انما يشرع لنا لمصلحتنا لما يرقى بنا، افرادا واسرا وجماعات فاذا وضع لنا تشريعا فذلك كله لمصلحتنا، يريد ان تتزكى انفسنا: (قد افلح من زكّاها وقد خاب من دساها).. ان تتماسك اسرنا ان يحب الرجل زوجته ان تحب المرأة زوجها ويحب الرجل بنيه ويحب الاولاد اباهم وامهم، ان يتواصل ذوو القربى ،ان يتواصل الجيران فيما بينهم واهل المجتمع الواحد، بل ان يتواصل الناس جميعا، الاسلام جاء بالرحمة العامة للناس جميعا مسلمهم وكافرهم ( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين) فهذه الرسالة ليس فيها الا الرحمة وليست رحمة للعرب وحدهم، او اهل الشرق وحدهم، او حتى للمسلمين وحدهم، بل هي رحمة عامة: رحمة في العقيدة وفي الشريعة والاخلاق والتشريعات والمعاملات، كل ما شرعه الله هو رحمة لنا.. لذلك امتلأت هذه الشريعة بالتيسيرات وبالرخص والتخفيفات(ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اضطر غير باغ ولا عادٍ فلا اثم عليه ان الله غفور رحيم )، قلل الله التكاليف والاوامر والنواهي حتى لا يضيِّق عليهم(ولو شاء الله لأعنتكم) لكنه لا يحب إعناتنا، (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) .. وذكر فضيلته انه حين ألّف كتابه الحلال والحرام تحدث في المحرمات انها يمكن ان تُحد، اما ما احل الله فلا يمكن، كل شيء حلال الا اشياء معينة، المحرمات محدودة والمحللات غير محدودة، قال معلقا: وبعض الناس لم يعجبهم هذا، وقالوا كان يجب ان تسمي الكتاب الحلال والحلال، لأنك لم تحرم اشياء كثيرة، ورد قائلا : ليس هذا مني فالله هو الذي فعل هذا، الله هو الذي ضيق في المحرمات ووسع في الحلال، تخفيفا عن عباده(قد فصل لكم ماحرم عليكم الا ما اضطررتم إليه) فهذه الشريعة كما قال الامام ابن القيم رحمة كلها، عدل كلها، حكمة كلها، مصلحة كلها، واي مسألة خرجت فيها من الرحمة الى القسوة او من العدل الى الجور او من الحكمة الى العنت او من المصلحة الى المفسدة فليست من الشريعة في شيء.

حسنة بالنية
واكمل: الله رحيم فيما خلق ورحيم فيما شرع ومن رحمته انه يقبل القليل من عباده ويضاعفه حتى ان الشيء الذي تنوي ان تفعله ولا تفعله يكتب لك حسنة، (ومن يخرجْ من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفوراً رحيماً)،ويأتي بعض الناس يوم القيامة فيجد صحائفه مملوءة باشياء وصدقات وخيرات وعمرة وحج واشياء كثيرة، يقول يارب انا لم آل، هذا يقال له: ولكنك عشت تقول لو كان لي مال لزكيت ولو كان عندي قدرة لفعلت ولو .. لجاهدت وعلم الله صدق نيتك، فكتب لك هذا في صحيفتك.. الحسنة بعشر أمثالها، او ازيد، يمكن ان تكون بسبعمائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء، ((من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها وهم لا يظلمون)،(ان الله لايظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤتِ من لَدُنه اجرا عظيما). ومثقال حبة الخردل لا يضيع عند الله، لا تهضم بما فعلت ولا تظلم بان تحمل مسؤولية غيرك (ولا تزر وازرة وزر اخرى) وان تك حسنة يضاعفها (ويؤت من لدنه اجرا عظيما).. كريم، وان الله غفور شكور، يغفر الذنب وان كان عظيما ومعنى شكور انه يقبل العمل وان كان قليلا يشكر لك.
ياعبادي
وتابع قائلا: ان الله من رحمته ان يبسط يده في كل يوم كما جاء في الحديث: ان الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها ..ويقول لرسوله: (قل ياعبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم) ياعبادي لكل العصاة والمنحرفين والظالمين فهو لايحرمهم من الانتساب اليه، وان ظلموا وعصوا وأسرفوا على انفسهم، مهما كانت ذنوبكم عظيمة فان عفو الله اعظم، ومغفرة الله اكبر، ورحمة الله اوسع.
رب العالمين
وانتقل فضيلته بعد ذلك للحديث عن اسم آخر من اسماء الله الحسنى هو رب العالمين، فقال: بدأت به سورة الفاتحة وتكرر عشرات المرات ففي القرآن الكريم .. تقرأ اسفار التوراة الخمسة لا تجد فيها هذه الربوبية للعالمين.. فتجده رب إسرائيل فقط، حتى الله جعلوه عنصريا ،القرآن لم يقل رب العرب ولا رب المسلمين، هو رب كل شيء، رب السماوات والارض ومابينهما، حينما ارسل الله موسى واخاه هارون الى فرعون، قالا له: انا رسولا رب العالمين، فسأله فرعون: وما رب العالمين؟ قالا: ( رب السماوات والارض ومابينهما ان كنتم موقنين قال لمن حوله الا تستمعون قال ربكم ورب آبائكم الاولين، قال: ان رسولكم الذي ارسل اليكم لمجنون قال رب المشرق والمغرب ومابينهما ان كنتم تعقلون) القرآن يفسر بعضه بعضا.. رب الأولين ورب الآخرين الربوبية ممتدة.. وتساءل وما معنى الربوبية؟ واجاب: احدالمستشرقين الفرنسيين ناقش الاستاذ الامام الشيخ محمد عبده رحمه الله وقال له: انتم ايها المسلمون تعتمدون في وصف الله على وصف العظمة والجبروت والقوة والشدة ولا تصفونه بصفه الرحمة والمحبة، اما نحن النصارى فنصف الله بانه الاله الاب والابوة كلها رحمة ومحبه خلاف الربوبية، ورد عليه الامام محمد عبده وبين له ان وصف القرآن لله بالربوبية اعظم من وصفكم الله بالابوة، اولا لأن الابوة وصف يوهم، وقد يوحي بانه يلد ويولد، كما فهم المسيحيون من هذا بان المسيح هو ابن الله حقيقة، وقالوا: المسيح ابن الله بينما لفظة الرب لا توحي بهذا، كما أن لفظة الأب توحي بالحاجة لان الاب حينما ينجب اولاده يحتاج اليهم، والله غني عن عباده، واحيانا لا يريد اولادا لكن من اجل الشهوة، كما قال ابو العلاء المعري:" شهوة آبائنا جنت علينا في حياتنا" (هذا جناه ابي علي وما جنيت على احد)..
الربوبية والهداية
وقال فضيلته: ان الرب تطلق في اللغة العربية على المالك: مالك الشيء فهو ربه، وعلى السيد وعلى الراعي والحافظ وعلى المربي، كل هذه تفهم من معنى الرب: رب العالمين هو الذي يرعى العالمين بعينه التي لا تنام ويتعهد المخلوقات ويعطي كلا منها حاجته حتى تبلغ كمالها، ولذلك من محاورات سيدنا موسى مع فرعون قال له فرعون ولاخيه هارون: من ربكما ياموسى؟(قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى) ما يحتاجه لبلوغ كماله:اعطى كل مخلوق ما يبلغه ذروة الكمال في هذا الكون، واعطاه ايضا الهداية.
وشرح فكرة الهداية بقوله: هناك هداية عامة لمخلوقات الكون كلها من الذرة الى المجرة، فالذرة تهتدي الى ما يكمل به صنفها، هدى هذه الذرة الى ماتحتاج اليه، وهدى كل مخلوق الى ما يحتاج اليه، انظر الى الطيور في اعشاشها تبعد ثم تعود بل هناك طيور مهاجرة من اوطانها الى قارات اخرى ثم تعود الى مكانها، وهناك الثعابين البحرية تأتي من قارة لاخرى تبيض وترجع صغارها من حيث جاءت أمهاتها، لا تخطئ طريقها من الذي هداها ؟ ومن الذي اعطاها هذه الحاسة حاسة الهداية؟ الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى(سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدّر فهدى)الرب الاعلى والرب العظيم ورب كل شيء(قل أغير الله ابغي رباً وهو رب كل شيء).
معنى العالمين
وفصّل معنى العالمين، فقال: هناك عالم الانسان وعالم الحيوان والنباتات والبحار والاحياء المائية والزواحف والافلاك والملائكة والشياطين، عوالم في الارض وفي السماء، منها المكلف وغير المكلف منها العاقل وغير العاقل الناطق والصامت الله هو ربها جميعا.. ليس لها رب غير الله، هو الذي يرعاها ويسيرها ويعرف حاجاتها ودقائق امورها لان الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء، ليس هناك رب غيره. ورأى فضيلته ان مشكلة البشرية انها اتخذت اربابا من دون الله، عبدت من لا يستحق ان يعبد فالايمان فطرة والدين فطرة ووجود المعابد طوال التاريخ عند الامم امر مقرر لكن المشكل ان الناس لم يعبدوا الاله الواحد لم يعبدوا الرب، رب العالمين ورب كل شيء ولكن عبدوا من لا يستحق ان يعبد، عبدوا الشمس والقمر وعبدوا العجل والبقر والنبات والشجر والبحر والنهر والجبال والشيطان وعبدوا حتى فروجهم، كل شيء..
على آثارهم مهتدون
وقال: ان من اخطر ما عبدوا عبادة البشر، عبدوا الملوك احيانا اتخذوهم اربابا من دون الله، كسرى وقيصر والفراعنة والجبابرة اعلنوا ربوبيتهم للناس وللاسف الناس اطاعوهم كما قال تعالى (واتبعوا امر فرعون وما امر فرعون برشيد..)، المشكلة ليست في ادعاء الربوبية بل المشكلة في اذعان الشعوب لهؤلاء المدعين، ان يصدقوهم وينحنوا لهم ويطأطئوا رؤسهم ويتنازلوا عن كرامتهم وهم بشر مثلهم يأكلون كما يأكلون ويشربون كما يشربون ويمرضون ويموتون كما يموتون، لكن الشرك جناية جناية على البشرية يفقد الانسان التفكير واستقلالية العقل فلا يفكر بعقله ولا يمتحن ما عنده من معتقدات، ويقول هكذا كان ابي وكان جدي: إنا وجدنا آباءنا على ملة وإنا على آثارهم مهتدون، وقفوا ضد الانبياء الذين أتوا لينقذوهم من عبادة غير الله .. فقد حاول رسل الله ان ينقذوا البشر من الشرك ولكن اكثر الناس ضلوا عن سواء السبيل واتبعوا اهواء قوم قد ضلوا من قبل واضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل، وكانت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم واضحة تمام الوضوح، انها تدعو الناس الى ان يرفضوا كل الارباب التي اتخذت من دون الله سواء اكانت اربابا دنيوية مثل الملوك والاباطرة، او اربابا دينية مثل الاحبار والرهبان كما قال تعالى (اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيحَ بنَ مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون)، قال عدي بن حاتم وكان نصرانيا في الجاهلية، قال: يارسول الله ما كنا نعبدهم، قال: الم يكونوا يحلون لكم الحرام فتحلونه، ويحرمون عليكم الحلال فتحرمونه؟ قال: بلى، قال: فتلك عبادتهم..

الوثنية سياسية ودينية
وقال فضيلته معلقا على حديث عدي بن حاتم: هذه هي الوثنية، لكن فضيلته ابان ان هناك وثنية دينية ووثنية سياسية، وكلتاهما شرك بالله عز وجل. فاذا كنت انت مخلوقا وانا مخلوق، فلماذا تكون ربا لي، ولماذا تجعلني عبدا لك؟ كلنا عباد الله(ان كل من في السماوات والارض الا آتي الرحمن عبدا، لقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا) وعقب: جاء الاسلام يعلن ربوبية الله وحده رب العالمين لا رب الا الله، ان يقول الانسان ربي الله .. سئل النبي عن امر يعتصم به المسلم ويكون فيه النجاة، فقال: قل ربي الله ثم استقم، وهذا مستقى من قوله تعالى:(ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، اولئك اصحاب الجنة خالدين فيها، جزاء بما كانوا يعملون).
واضاف قائلا: ربي الله: من اجل هذه الكلمة اوشك سيدنا موسى ان يُقْتَل، لولا ان ظهر هذا الرجل المؤمن من آل فرعون حينما قال فرعون ذروني اقتل موسى وليدع ربه اني اخاف ان يبدل دينكم او ان يظهر في الارض الفساد، قام هذا الرجل المؤمن من آل فرعون، يكتم ايمانه، وقال (اتقتلون رجلا ان يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ) ومن اجل هذه الكلمة لقي نبينا واصحابه ما لقوا حتى اخرجوا من ديارهم واموالهم.. وقال: الله رب العالمين حقيقة ليس هناك اوضح منها ولا ارسخ منها ولا اعظم منها، (هو الحي لا اله الا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين ) بهذا ينطق الناس في هذه الدنيا، وبهذا تنطق الملائكة في الآخرة، وبهذا يشهد اهل الجنة (وآخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين ).

هل نحن في مجتمع مسلم
في خطبته الثانية تحدث عما يجري في بلادنا في هذه الايام، قال: انني كدت اقول اي مجتمع نحن؟ هل نحن في مجتمع مسلم ام في مجتمع نصراني؟ ما هذا الذي يجري في المحلات التجارية وفي شوارع الدوحة في احتفالات ما يسمى عيد الميلاد: عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، او ما يسمونه الكريسماس، كأننا في بلد اوروبي مسيحي، كان عيد الضحى قريبا، مرّ بنا ويسميه المسلمون العيد الكبير ولم نر مظاهر لهذا العيد في محلات المسلمين تذكر، لكن انظروا الآن، وباق اسبوعان على عيد الميلاد مع الاختلاف بين يوم 25 ويوم 7 يناير، والبلاد تحتفل والبلاد تحتفل بشجرة الميلاد، ولا ادري ما اساس هذا عندنا في القرآن؟ ان المسيح لم يولد في الشتاء فمريم حين جاءها المخاض قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا، قال(وهزي اليك بجزع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا) فهل هناك نخل في الشتاء يسقط رطبا؟ يحتفلون في الشتاء بالميلاد؟، اذا كنا نحن في قطر وفي السعودية وفي بعض بلاد المسلمين لا نحتفل بمولد محمد صلى الله عليه وسلم، ويعتبرون ذلك بدعة، ولا نأخذ اجازة في هذا اليوم، وتأخذها بلاد اخرى في 12 ربيع الاول، صدقنا بهذا: لا نحتفل بمحمد صلى الله عليه وسلم ونحتفل بعيد الكريسمس، نقيم شجرة الميلاد اربعة امتار وخمسة امتار؟ تساءل فضيلته محترقا من الامر..

محلات لعائلات مسلمة
واضاف: تقيم ذلك محلات معروفة تنتسب لعائلات مسلمة معروفة، ماهذا ؟ اجاب: معنى هذا ان الامة تتنازل عن شخصيتها الاسلامية، والاسلام يحب ان نظل متميزين، هم يحرمون علينا بناء المآذن ويوشكون ان يحرموا بناء المساجد 41 % ممن شملهم استطلاع في فرنسا يمنعون بناء المساجد و47 يمنعون المساجد والمآذن، هل يستطيع المسلمون في اوروبا وفي امريكا وهم ملايين في بعض البلاد ان يحتفلوا برمضان وبعض الاعياد في وسط هذه المدن كما يفعل بعض الناس في داخل بلادنا العربية والاسلامية وفي الجزيرة العربية، أهذا معقول؟ ما الذي حدث لهذه الامة. ونادى هؤلاء التجار: اي مكسب يأتيك ممن يريد أن يشتري؟ سيأتي من غير ما تفعل هذه المظاهر، لماذا تظهر الاحتفال بدين غير دينك في الوقت الذي يجورون علينا، وفي الوقت الذي يمنعوننا فيه من اقامة شعائرنا: من بناء مئذنة جميلة الصورة، تعتبر من المعمار الرائع حتى من غير الناحية الدينية بل من باب التنوع الحضاري، ونأتي نحن نبالغ في الاحتفالات باعيادهم، حتى نفقد مجتمعنا، انه مجتمع مسلم، ليست هذه صفة مجتمع مسلم، ليست هذه هي صورة الدوحة الاسلامية ،قطر الاسلامية، قطر التي كل اهلها الاصليين مسلمون، اردت ان انذر قومي واقول لهم: هذا حرام، وهذا عيب وهذا لا يليق، وهذا يدل على الغباء في معاملة الآخرين، وعلى جهل بما يوجبه علينا الاسلام في هذه القضية..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.