انطلق أولمبياد الألعاب الشتوية، أمس، في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود جنوب غربي روسيا، بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والعشرات من الشخصيات الأجنبية، وسط انتقادات لما وصف بالإنفاق الخيالي من قبل الحكومة استعداداً لاحتضانه، وشكوك حول فساد مستشرٍ وصفقات خفية كان الأولمبياد بمثابة غطاء شرعي لها . وفي المقابل، شككت السلطات في صحة الإحصاءات التي تروجها المعارضة حول الحجم الحقيقي لتكلفة الأولمبياد، بينما حاول راكب أوكراني خطف طائرة ركاب تركية، وكشف موقع إخباري إلكتروني روسي عن إلقاء الشرطة الروسية القبض على 23 محتجاً مناهضاً للأولمبياد . وقدر حجم الإنفاق لتنظيم الأولمبياد بخمسين مليار دولار، وهي الكلفة الأعلى مقارنة بغيرها من دورات الألعاب الشتوية منها والصيفية، وهو ما أكده بوريس نمتسوف أحد قادة المعارضة الروسية الذي نشر نهاية العام الماضي تقريراً ضمنه معلومات وصفت بالمرعبة تسلط الضوء على حجم الاختلاسات ومدى حجم الفساد وسوء الإدارة اللذين تخللا التحضيرات للأولمبياد . ويقول التقرير إن تكلفة الإنشاءات فاقت بمرتين ونصف مثيلاتها في دورات أخرى، وإذا كانت التكلفة الحالية قد بلغت خمسين ملياراً، فإن إجراء عملية حسابية بسيطة يبين أن تكلفة الأولمبياد من دون اختلاسات يجب ألا تتعدى عشرين ملياراً . ولفت التقرير إلى أن متوسط تكلفة بناء الملعب الرئيسي بلغت 19500 دولار للمتفرج الواحد، في حين لا يتعدى هذا الرقم في المرافق الرياضية المماثلة مبلغ ستة آلاف دولار للمتفرج، أي بفارق يفوق ثلاثة أضعاف . ويورد التقرير مثالاً على الاختلاسات يبين أن تكلفة تعبيد الطريق السريع بين "إدلر وكراسنايا بالانا" بطول 48 كيلومتراً بلغت تسعة مليارات دولار، ويخلص بشيء من السخرية إلى أن هذا المبلغ كان كافياً لتمويل أربع رحلات فضائية إلى كوكب المريخ . وأبدى معدو التقرير استغرابهم من أن أحداً لم يسمع عن رفع أية قضايا جنائية أو توقيف متورطين في شبهات الفساد والاختلاسات، وأن جميع المسؤولين عن تنظيم الأولمبياد هم أشخاص ضمن دائرة معينة، وكذلك الحال فيما يتعلق بالشركات التي استحوذت على تنفيذ المشاريع . وتعليقا على ما سبق، شكك الخبير الاقتصادي يفغيني سيديروف في الأرقام التي تتحدث عن إنفاق خمسين مليار دولار، قائلاً إن هذه المعلومات غير مؤكدة وهي مجرد تقديرات . وأوضح سيديروف أنه من المؤكد أن الوقت سيأتي للمحاسبة، ورداً على الانتقادات، اعتبر سيديروف أن سوتشي مشروع كبير ستجني روسيا منه مكاسب كبيرة على المدى البعيد، ولن ينتهي دورها بانتهاء الأولمبياد، هناك طموح في أن تتحول المدينة إلى وجهة سياحية عالمية على مدار العام، هذه المدينة كانت مقصداً للسياح في فصل الصيف، والآن ستصبح منتجعاً شتوياً من الدرجة الأولى . وأوضح سيديروف أنه قد تم تشييد مدينة عصرية متكاملة، بكل ما تتطلبه من بنية تحتية وشبكة طرق وجسور ومرافق رياضية وترفيهية وخدمية وفنادق، وعلينا ألا ننسى أيضاً أن سوتشي ستستضيف بطولة كرة القدم عام ،2018 حينها ستكون المدينة جاهزة عملياً لهذه الفعالية . وفي تركيا، كشفت وسائل إعلام أن الجيش التركي أجبر طائرة ركاب تركية تابعة لشركة بيجاسوس على الهبوط، في اسطنبول بعد تعرضها لمحاولة خطف من قبل راكب أوكراني . وأقلعت الطائرة من مدينة خاركوف في أوكرانيا قبل أن يهدد الراكب الأوكراني بتفجير قنبلة فيها في حال لم يوجه القبطان الطائرة باتجاه سوتشي في روسيا حيث افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية . وفي سوتشي، تواجد نحو 40 ألف مدعو في مدرجات ملعب فيشت المبني على شواطىء البحر الأسود من أجل الاحتفال ببدء هذه الألعاب التي تنظمها روسيا لأول مرة في تاريخها . وحظيت الألعاب الأغلى في التاريخ بمهرجان افتتاح على مستوى عال من الأهمية، مهرجان جريء ومذهل وهائل في أرقامه وطموح لإظهار روسيا في أفضل أيامها . وشارك 3 آلاف فنان و9223 شخصاً لتنفيذ هذا الحفل الذي استخدم فيه 5 .22 طن من الألعاب النارية في ملعب جديد كلف لوحده 600 مليون يورو فكان على الموعد لإطلاق أكبر حدث رياضي دولي في روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991 . وانبهر الجمهور الحاضر في الملعب برؤية جزر عائمة تمثل المشاهد المختلفة لروسيا من براكين كامتشاكا في غابات الأورال مروراً بالسهب المجمدة وبحيرة بايكال . ورددت فرقة دير سريتنسكي النشيد الوطني الروسي، وتحرك المئات من المتطوعين تمايلاً مع صور الشعلة التي قطعت 65 ألف كلم مروراً بالفضاء والمحطة الفضائية الدولية . وانفتحت أرض الملعب كي يتمكن الرياضيون من الدخول إلى المشهد ورميت كرة تسمح للمتنافسين بالخروج مباشرة من قلب دولهم، وتحولت 5 زهرات إلى 5 حلقات أولمبية . (وكالات) الخليج الامارتية