فارق النقاط الست التي ينفرد بها فرسان الأهلي بقمة دوري الخليج العربي هل تعتبر مصدر ثقة وارتياح بالنسبة إلى الفرقة الحمراء، وهل هي في المقابل بمثابة الإحباط بالنسبة إلى بقية الفرق التي ترى في مسألة تقليص الفارق بينها وبين صاحب الصدارة من الأمور الصعبة، خصوصاً بعد أن أكد الفرسان في أكثر من مناسبة أن موضوع الصدارة مسألة لا تقبل النقاش وممنوع الاقتراب منها، وهل تساقط المتنافسين من جولة وأخرى واستمرار الأهلي بقوة دفع متسارعة نحو خط النهاية، دفع بالكثيرين إلى استباق الأحداث ومنح الأهلي لقب الدوري مبكراً، وهل وصلنا إلى قناعة فعلية بأن موضوع اللقب أصبح محسوماً، أم أن هناك ما تخبئه البطولة في جعبتها ولم تكشف النقاب عنه حتى اللحظة. في الحقيقة واقع مسابقة دورينا هذا الموسم وضعنا في موقف صعب، بسبب ذلك التراجع الذي سيطر على عدد ليس بقليل من فرق دورينا إلى جانب تباين مستوى الفرق الأخرى التي لم تعرف الاستقرار ولم يستقر بها الحال منذ بداية الموسم وحتى هذه اللحظة، وأمام ذلك الجو المتناقض يبقى الأهلي هو الفريق الوحيد القادر على التعاطي مع متغيرات الدوري بالطريقة التي تضمن له البقاء جالساً على القمة التي شعرت بالاهتزاز إثر الخسارة الوحيدة من الوصل، ولكنها ظلت صامدة ولم يتغير لونها منذ الجولة الأولى وحتى ما قبل الجولة الثامنة عشرة. الأرقام تشير إلى وجود فارق النقاط الست بين الصدارة الأهلاوية برصيد 39 نقطة وصاحب الوصافة فريق الشباب، ويأتي الجزيرة ثالثاً برصيد 32 نقطة والشارقة رابعاً 30 نقطة، أما العين حامل اللقب فيأتي خامساً برصيد 27 نقطة، أي بفارق 12 نقطة عن المتصدر، وإذا أخذنا في الاعتبار أن المسابقة اقتربت من ثلثها الأخير ولم يعد في جعبتها الكثير، فهل من الممكن أن تشهد الجولات القليلة المتبقية من عمر دورينا، الانقلاب أو الاستفاقة التي يتحدث عنها البعض، وهل هناك من يملك إمكانية قلب الطاولة على فرسان الصدارة، وهل من المنطقي أن نراهن على الفرق التي لم تتمكن من توفيق أوضاعها طوال الموسم، ونتوقع منها أن تحدث المفاجأة وهي من فشلت فيه منذ ضربة البداية، وهل من المنطقي كذلك أن يتنازل الفرسان عن جائزة التفوق والإجادة في الأمتار الأخيرة، بصراحة وإن كنا نتعامل مع لعبة اللا منطق التي لا تعترف بالأحكام المسبقة، إلا أن واقع حال فرق دورينا هذا الموسم يجبرنا على أن نضع فرسان الأهلي في مقدمة الترشيحات وعلى جميع البطولات المحلية. كلمة أخيرة إذا كان فارق النقاط الست تسبب في إحباط أغلبية فرق دورينا، فكيف سيكون الوضع في حال اتساع الفارق، وهو أمر وارد جداً في مقبل الأيام. The post الأرقام لا تكذب appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية