أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، أن دولة الإمارات ستدعم كل مواطن متميّز، وتتبنّى مشروعه الدراسي والابتكاري داخل الدولة وخارجها، مشددا على أن القطاع الخاص يعد خياراً إستراتيجياً لتوظيف المواطنين. جاء ذلك خلال لقاء سموه أمس مئة طالب وطالبة من المتميزين على هامش القمة الحكومية الثانية التي اختتمت أعمالها أمس في دبي، وتم اللقاء بناء على دعوة كريمة من سموه حرصا منه على الدفع بالمواطن إلى مستقبل باهر، وإشراك الطلاب في البرامج الوطنية باعتبارهم قادة المستقبل، والجيل الذي يتهيأ للدخول إلى سوق العمل. وحضر اللقاء حمد عبدالرحمن المدفع الأمين العام لشؤون المجلس الأعلى للاتحاد في وزارة شؤون الرئاسة والدكتور علي راشد النعيمي مدير جامعة الإمارات والدكتور طيب كمالي مدير كليات التقنية العليا ووكلاء القطاعات في وزارة شؤون الرئاسة وعدد من كبار المسؤولين في المجال التربوي والتعليمي. قضايا الشباب وتحدث سموه مع الطلاب حول أهم القضايا التي تهم الشباب ومن بينها قيمة العمل في مجتمع الإمارات في الماضي والحاضر، ومساهمة الشباب المواطن المتعلم في بناء هذا الوطن، وتوجيهات القيادة الرشيدة وجهود الحكومة في توفير الحياة الكريمة للمواطنين. وذكر سموه بأن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، استثمرت في التنمية البشرية من خلال اعتماد أفضل المناهج الدراسية وإقامة الشراكات مع الجامعات العالمية الأكثر تميّزاً، وذلك بهدف تجهيز المواطن بالمعلومات والمهارات التي تمكنه من دخول سوق العمل بكل ثقة، وتجعله عنصراً مبدعاً، يطرح المبادرات والآراء والأفكار، منوهاً بأن كل ما حولنا من إنجازات كان في يوم من الأيام مجرد أحلام أو أفكار تضافرت معاً لتؤدي معاً للوصول إلى «أسعد شعب». قادة المستقبل وقال سموه مخاطباً الطلاب: "نحن كقيادة نعول عليكم الكثير كي تكونوا قادة المستقبل في كافة مواقع العمل والعطاء والبناء من هنا وفرنا لكم كل وسائل التعليم الحديث وهيأنا لكم فرص التعلم والتدريب واكتساب الخبرة كي تنجحوا في مسيرتكم وتحققوا أهدافكم". ووجه سموه الطلاب لدراسة التخصّصات التي يحتاجها سوق العمل وتتطلبها مسيرة التنمية لدولة الإمارات وتخدم الوطن بشكل عام، كما شجّع سموه الطلاب على العمل فور تخرّجهم في القطاع الخاص، باعتبار العمل في هذا القطاع خدمة للوطن أيضا، فيه يكتسبون الخبرات ويطورون مهاراتهم ويعززون وجودهم في مؤسساته بصفته قطاعاً إستراتيجياً. ودعا سموه إلى ضرورة أن تتسم المناهج بالوضوح من حيث تناغمها مع العادات والتقاليد العريقة التي تميز مجتمعنا، لافتا إلى أهمية الحرص على المحافظة على الهوية الإسلامية والعربية للإمارات، والتمسك بالعادات والتقاليد التي تشكل جزءاً مهماً من الشخصية الوطنية. وأكد سموه على أهمية تعريف أجيال المستقبل بحجم التحديات وعظم التضحيات التي قدمها الآباء والاجداد من اجل ترسيخ مبادئ الاتحاد وبناء دولة عصرية ترتكز على تاريخ عريق وتراث أصيل يمتد الى أكثر من 300 عام وتأخذ بمبادئ التطور والحداثة حتى أضحت تجربة تنموية نموذجية تحظى باحترام وتقدير العالم. وتحدث سموه إلى طلاب وطالبات الجامعات عن موضوعي الولاء والانتماء من خلال تطوير مادة التربية الوطنية، مؤكدا على أن مدرسي هذه المادة يجب أن يكونوا من المواطنين، كونهم الأقرب إلى فهم طبيعة الإمارات وشعبها وعاداتها وتقاليدها وتاريخها. الهوية الوطنية وقال سمو الشيخ منصور إن العلم لا يتضارب مع الهوية الوطنية حين يتم توظيفه بطريقة راقية وموضوعية، وطالب الطلاب بأن ينهلوا من العلم بشكل لا يؤثر سلبا على علاقتهم بعاداتهم وتقاليد مجتمعهم، وعليهم أن يتذكروا دائما أنهم يعيشون في مجتمع متنوع، ويتعلمون على أيدي مدرسين ينتمون إلى ثقافات مختلفة، وما يهم الطالب هنا أن يستوعب محتوى الكتاب وليس عادات وتقاليد مدرّس الكتاب، ولهذا، على الطلاب أن يكونوا حريصين على التمسك بالسلوك الذي يعكس أصالة المجتمع. خدمة الوطن وأكد سموه خلال لقائه مع الطلبة على أهمية السعي لخدمة الوطن بكل طريقة ممكنة، سواء في البيت أو الجامعة أو العمل، وقال إن خدمة الوطن شرف وواجب على كل مواطن ومواطنة. مشيرا إلى أن الخدمة الوطنية والاحتياطية ستعمل على تعزيز الولاء والانتماء للقيادة والوطن والشعب والمجتمع وتجربة الدولة الاتحادية.. وأكد سموه أن النجاح في أي عمل لا يأتي من فراغ، والشدائد هي التي تصنع الرجال، وقال: "إذا أردنا اختيار طريق النجاح فعلينا أولاً وقبل كل شيء الإيمان بقدرتنا على النجاح، واستلهام تجارب الآباء والأجداد الذين رغم ما عانوه، فإنهم خطوا دروب النجاح بسواعدهم التي بنت هذا الوطن، وعملوا في كل المجالات، صغيرها وكبيرها، حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه، ووصلنا إلى ما وصلنا إليه، بفضل صدقهم وإخلاصهم للعمل مهما كان نوعه". القطاع الخاص ورداً على مداخلة لأحد الطلاب حول مدى أهمية العمل في القطاع الخاص، قال سموه بأن المراحل السابقة كانت الأفضلية فيها للوظيفة الحكومية، ولكن الحال تغير اليوم، وطبيعة التخصصات والوظائف والأدوار تغيرت، وأصبح القطاع الخاص هو الذي يمنح الأفضلية. وأضاف سموه: "وبحكم كوننا في بدايات هذه المرحلة فإن الفرصة المتوفرة اليوم قد لا تكون متوفرة غداً، لأن إقبال المواطنين يتزايد يوماً بعد يوم على القطاع الخاص". وأجاب سموه عن استفسارات بعض الطلبة حول دعم مشاريع الطلاب الذين يريدون تكوين أعمال خاصة، بأنه توجد العديد من البرامج الحكومية التي تسهم في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، من خلال الدعم الإداري والمالي، والمساعدة على التسويق، وذلك لفتح آفاق العمل الحر لأبنائها، وتعريفهم بامتيازات هذا العمل، وقدرتهم على استقطاب المواطن للمشاركة في إنجاح عملهم الخاص، وأشار سموه إلى الدور المحوري الذي يقوم به صندوق الشيخ خليفة لدعم المشاريع المتوسطة والصغيرة، في هذا المجال. واختتم سموه اللقاء قائلاً: "إخواني الطلبة، أود التأكيد على أن القطاع الخاص يعد خياراً إستراتيجياً لتوظيف المواطنين، ليس في دولة الإمارات فحسب، وإنما في جميع دول العالم، فتقرير الوظائف الصادر عن البنك الدولي يشير إلى أن القطاع الخاص هو المحرك الرئيس لخلق الوظائف وفرص العمل في جميع دول العالم"، وطالبهم بأن يكونوا سفراء لبلادهم، يتمسكون بالهوية الوطنية، في أماكن العمل التي تعج بالثقافات المختلفة، أو خارج الدولة، متمنيا لجميع الطلاب والطالبات التفوق والتميز الدائمين. سعادة من جانبهم أبدى الطلاب سعادتهم بلقاء سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، مؤكدين ان اللقاء يعكس التلاحم بين القيادة الرشيدة وأبناء الوطن، وان مثل هذا اللقاء سيكون له مكانة خاصة في نفوسهم وأثر كبير في حياتهم العلمية والعملية ويحفزهم على بذل المزيد من الجهود ومضاعفة النشاط لتحقيق النجاحات وإعلاء اسم الوطن الغالي. وعبّر الطالب محمد الهاشمي عن افتخاره بلقاء سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، والاستماع إلى توجيهاته للطلاب، من خلال عدة عناوين ورسائل موجهة للجهات المعنية في سوق العمل كافة، إضافة إلى المسؤولين في الدولة ولمؤسسات التعليم العالي، ومفاد تلك التوجيهات والرسائل أن أبناء الوطن يجب أن يأخذوا فرصتهم، ويمارسوا دورهم في عملية التنمية، من خلال الحصول على فرص عمل تمكنهم من خدمة وطنهم، وتحفظ لهم حياة كريمة. وقالت الطالبة نوف محمد بأن لقاء سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان بالطلبة له معان عميقة، تتمثل في اهتمام القيادة الرشيدة بجيل الشباب، من خلال تدريبهم وإعطائهم المهارات التي تمكنهم من القيام بعملهم وفق معايير الجودة والكفاءة، وذلك إيمانا من القيادة بأن الشباب هم الاستثمار الحقيقي للمستقبل. خارطة نحو التميز وذكرت علياء البستكي بأن لقاء سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان شكّل خارطة طريق نحو بناء جيل متميز لا يرضى بغير المركز الأول، وأكدت أن حديث سموه دار حول النجاح والتفوق إن كان على مقاعد الدراسة أو أماكن العمل، انطلاقا من أن التميز يشمل جميع مجالات الحياة. أما الطالبة عائشة محمد الظاهري ذكرت بأن لقاء سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان مع الطلاب والطالبات، اتسم بالشفافية والصراحة، وشعر الطلاب أنهم يتحدثون مع أخ كبير لهم، حريص على نجاحهم ومستقبلهم، وقد فرح الطلاب بنصائح سموه المتعلقة بمستقبل الطلاب، وكل هذا يعبر عن تلاحم كبير بين قيادة دولة الإمارات ومختلف شرائح المجتمع، وخاصة الاهتمام البالغ الذي توليه القيادة بالطلاب. وقالت الطالبة مريم أهلي: ان الطلاب والطالبات لمسوا حرص سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على مستقبلهم، من خلال تقديم النصح والإرشاد والتشجيع والاستعداد لدعم كل إنسان متفوق ومبتكر، وشعر الطلاب بالسعادة لقرب سموه منهم وإدراكه لقضاياهم واعتبارهم جيل المستقبل. اطلاق البوابة الرسمية «إماراتي. إمارات» والتطبيق الذكي «إماراتي» أطلق سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة أمس البوابة الرسمية للمزايا والخدمات المقدمة للمواطنين (إماراتي.امارات) (emirati.gov.ae) بنسختيه الويب والهواتف المحمولة، بالإضافة إلى التطبيق الذكي "إماراتي" على مختلف المنصات المحمولة، ويمثل التطبيق والموقع وجهين لمنصة معلوماتية متكاملة تعرض المزايا والخدمات التي تقدمها حكومة دولة الإمارات للمواطنين. جاء ذلك خلال فعاليات اليوم الثاني من القمة الحكومية. وأكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، أن إطلاق الموقع يأتي تجسيداً لرؤية قيادتنا الرشيدة التي تضع المواطن على رأس أولوياتها، وتمثيلاً ميدانياً لشعار "المواطن أولاً" الذي تعمل الحكومة على تجسيده من خلال رؤية الإمارات 2021 وتكريساً عملياً لمبادرة الحكومة الذكية التي تستهدف الانتقال من رضا المواطنين إلى سعادة المواطنين. وقال سموه "إن قيادتنا الرشيدة تحرص على توفير أفضل الخدمات لأبناء الوطن الذين أثبتوا على الدوام أنهم أهل لهذا الاهتمام بما يبدونه من حب لوطنهم وولاء لقيادتهم واستعداد للبذل والعطاء من أجل رفعة الإمارات." وتم تصميم الموقع والتطبيق لتوفير معلومات عن المزايا والمنح والخدمات التي تقدمها دولة الإمارات حصرياً إلى مواطنيها. ولتوفير خاصية بحث متطورة تساعد في العثور على الخدمات والمعلومات بناء على نوع الخدمة وما إذا كانت محلية أو اتحادية والجهة التي تقدمها. التطبيق ويتميز التطبيق الذكي "إماراتي" بقدرته على التعرف على موقع المستخدم ويقدم له خدمات مرتبطة بالإمارة التي يوجد فيها، وفي الوقت نفسه يتيح له إمكانية اختيار الخدمات من جهة حكومية اتحادية أو موجودة في إمارة أخرى. كما يمتاز بخاصية التنبيه والإشعار في حال وجود خدمة جديدة، حيث يقوم التطبيق بإرسال رسالة إلى المواطن المسجل في التطبيق لإشعاره بوجود خدمة جديدة ربما يهمه الاطلاع عليها أو الاستفادة منها. وتم تقسيم المعلومات والخدمات المتوفرة في كل من الموقع والتطبيق على ثمانية موضوعات رئيسة هي: الإسكان، والتعليم، والتوظيف، والريادة، والعمل والتقاعد، والزواج، والصحة والضمان الاجتماعي. والموقع موجود على قنوات التواصل الاجتماعي من خلال العناوين التالية: تويتر: @foremirati، يوتيوب: emirati4102، فيسبوك: emirati4102 البيان الاماراتية
