يمثل ملعب الحبيشي بمدينة عدن أهمية وجدانية وتاريخية كبيرة بالنسبة لكرة القدم اليمنية بشكل عام ولأبناء عدن بشكل خاص، حيث ظل لسنوات طويلة مصنعا للنجوم وذاكرة لكرة القدم العدنية أوشكت على الاندثار. ويعود تاريخ إنشاء هذا الملعب إلى العام 1905 وفقا لمصادر تاريخية ووثائق عدنية، حيث قام المستعمر البريطاني بتشييده للاستفادة منه في إقامة المنافسات الكروية لجنوده، وذلك بصورة مشابهة للملاعب الإنجليزية من حيث المساحة للمستطيل الأخضر كملعب "الاستام فور دبريدج" التابع لنادي تشيلسي اللندني وملعب "الأنفيلد" التابع لنادي ليفربول، وكان حينها عبارة عن أرضية مستطيلة يحيط بها مقاعد لا يفصلها عن أرضية الملعب سوى بعض الحبال عند بدء إنشائه. وتعاقبت السنون وظل ملعب الحبيشي وجها مشرقا لكرة القدم في عدن وفي اليمن ،حيث تم زراعته بالعشب الطبيعي بعد أن أزيلت تربته الحمراء ،لكن اخضرار الملعب لم يدم خصوصا بعد أن تم افتتاح استاد 22 مايو الدولي بعدن ليلقى الملعب العتيق إهمالا واضحا انتهى إلى تردي أحواله ومن ثم تحوله إلى "خرابه" تدريجياً. وعرف من خلاله ابناء عدن معنى كرة القدم وإثارتها ومنافساتها وفرقها ومنتخباتها وارتبط هذا الميدان، الذي تحول فيما بعد إلى ملعب معشب بمدرجات بتاريخ كرة القدم اليمنية العريق الذي يمتد إلى ما قبل 1905, وأنجب أفضل نجوم الكرة اليمنية من ابناء عدن. وطالته ايادي الاهمال والنسيان سنين طويلة ولم يدخل ضمن مشاريع خليجي 20 التي احتضنتها عدن وأبين لينهض الملعب اليوم من تحت الركام ويبدأ بنفض غبار السنين عنه مع عملية التجميل والترميم التي بدأت تطوله بجهود من مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة. وهذا الأمر أسعد أبناء عدن وأعاد إليهم البهجة والسرور بعد انتهاء الاحاديث المزعجة، التي كانوا يسمعونها عن نية الجهات المختصة بإحالة أرضيته إلى جهات استثمارية لمشاريع اقتصادية وانهاء تاريخ حافل بالعطاء والانجازات والنجومية والحب لكرة القدم بعد تعدد الملاعب والاستادات الكروية الحديثة بمدينة عدن والتي جاءت لاستضافة خليجي 20. البيان الاماراتية
