عدن أونلاين/ أشرف خليفة: ملعب الشهيد الحبيشي، كان يسمى قديماً بالمدرج البلدي حيث أنشئ هذا الملعب في عام 1905م، أي في بدايات القرن الماضي فقد قام المستعمر الإنجليزي بتشييده حتى يستفيد منه.
ويتمتع الملعب بمواصفات دولية، وهو شبيه بالملاعب الإنجليزية من حيث المساحة للمستطيل الأخضر كملعب (ستامفورد بريدج) التابع لنادي تشيلسي اللندني وملعب (الأنفيلد) التابع لنادي ليفربول.
وفي العام 1968م سمي الملعب باسم الشهيد محمد علي الحبيشي الذي كان يلعب لنادي الأحرار، الذي استشهد في العام1964م بعد أن انفجرت فيه قنبلة كان ينوي تفجيرها في حافلة ظن أنها تحمل جنودا تابعين للاحتلال فإذا بها تحمل عدداً من النساء والأطفال فأبى أن تنفجر فيهم وآثر التضحية بنفسه ليسقط على درب الشهادة ويخلد اسمه في واجهة الملعب العتيق وأصبح منذ ذلك الوقت يطلق عليه بملعب الحبيشي.
وبعد 70عاما على إنشاء الملعب وتحديدا في العام 1975 تم إضافة مدرجات إسمنتية وبعض الملحقات الأخرى حيث أصبح يتسع لعشرة ألاف مشجع ومتفرج وتم افتتاحه رسميا بمباراة جمعت بين منتخبي الشطر الجنوبي (سابقا ) والمنتخب العراقي وفاز فيها المنتخب اليمني بهدفين لهدف.
ومرت الأعوام وتعاقبت السنون وظل ملعب الحبيشي وجها مشرقا لكرة القدم في عدن وفي اليمن ومقصداً تتجه إليه كل الفرق في عدن حيث تم زراعته بالعشب الطبيعي بعد أن أزيلت تربته الحمراء ، لكن اخضرار الملعب لم يدم طويلاً خصوصا بعد أن تم افتتاح ستاد 22 مايو ليلقى الملعب العتيق إهمالا واضحا واستياءً كبيراً ولم يتم الاهتمام به وتم الضرب به عرض الحائط إلى أن أنتهى به الحال إلى تردي أحواله ومن ثم ( خرابه ) تدريجياً .
وحتى عندما أحيل ستاد 22 مايو للترميم على ذمة بطولة ( خليجي 20 ) وعادوا للعب بملعب الحبيشي مجدداً وأصبح مرةً أخرى مسرحاً لإستقبال المباريات في منافسات الدوري العام لأندية عدن إلا أن ذلك لم يغير من الأمر في شيء ولم يحرك ذلك ساكنا بل وعمق الانطباع عن انتهاء صلاحيته وانتهاء عمره الإفتراضي إلى أن يتم إعادة النظر في ذلك.
في ظل الإستعدادات والتجهيزات لإستضافة بلادنا لخليجي 20 اوخر العام الماضي(2010)، تم تجهيز ما يقارب ستة ملاعب تابعه لأندية عدن لتشهد تدريبات وتمارين المنتخبات الخليجية حيث تم تعشيب وبناء المدرجات لهذه الملاعب في الوقت الذي كان يفترض أن يكون لملعب الحبيشي نصيب من التطور التي شهدته ملاعب عدن كونه ملعب يستحق أن نوليه جل عنايتنا وان نكرمه بالحفاظ عليه بعد أن احتضن جزءاً مهما من تاريخنا الكروي فوق أرضيته الترابية ثم العشبية لفترة قصيرة ، والتكريم الذي نعنيه هنا هو إعادة تأهيل الملعب ووضعه في دائرة الاهتمام من جديد إلى جانب الإهتمام الذي طال غيره من الملاعب في محافظة عدن.
تعددت الأقاويل حول إعادة ترميم ملعب الحبيشي وإعادة تأهيله وقد تم فتح حساب في البنك لإستقبال التبرعات لتدخل في طيات إمكانية إعادة تشييد الملعب، وهناك مصادر كانت قد صرحت بأن ملعب الحبيشي سيدخل في مرحلة التأهيل وانتظرنا أيام بعد أيام وشهرا بعد آخر لتضاف هذه التصريحات إلى غيرها وانتهت إلى لاشيء ويبقى كل شيء على حاله ويبقى الملعب يعاني.
إن الحبيشي ليس مجرد ملعب لكرة القدم إنه جزء مهم من تاريخ الرياضة اليمنية العريقة .. فليس من المنطق أن يهمل ويرمى به في سلة المهملات فهو يعني الكثير لما يتمتع من تاريخ كبير سطره أبائنا وأجدادنا من قبلهم.
لقد شهد هذا الملعب مآثر مهمة ومباريات تاريخيه حيث لعب فيه عدد من الفرق والمنتخبات العربية كفريق الاسماعيلي المصري (الدراويش) وأبدع فيه وقدموا على أرضيته أروع الفنون، كما لعب على أرضيته نجوم المنتخب العراقي وغيرهم من النجوم العرب وغير العرب ، كما شهد الملعب تألق نجوم اليمن أمام الفرق الزائرة من الاتحاد السوفيتي السابق ، ومن بلدان افريقية وآسيوية كثيرة.
كما كان شاهدا على زيارات تاريخية حيث زارته الملكة البريطانية اليزابيت وكذا الراحل فهد الأحمد ورئيس الفيفا السابق جو هافيلانج وآخرين.
فيجب على الجهات المختصة إعادة النظر في هذا الملعب وإعادة الإهتمام به مجدداً كونه صرح تاريخي لا يقبل له بأن يبقى هكذا مرمياً كأنه متحفاً أو معلماً تاريخاً.