عندما يدور بنا الحديث عن أقدم واعرق ملعب عرفته اليمن وشبة الجزيرة العربية فمن الضروري والطبيعي أن نستبق الحديث ونذكر الملعب البلدي المعروف حالياً بملعب ( الشهيد الحبيشي ) ، هذا الصرح العتيق الذي شيده المستعمر البريطاني عام 1905 ، من اجل إن يمارس الجنود و المستوطنين البريطانيين رياضة كرة القدم . وقد سمحوا حينها لنادي اتحاد المحمدي بالعب فيه ، ليصبح فيما بعد الملعب الرسمي لنادي الاتحاد المحمدي ( التلال حاليا ً) . - هذا الملعب التاريخي العريق مر بعقود عدة غير أنه لم يشهد إي تطور إلا في عام 1954 عندما قدمت الملكة البريطانية " إليزابيث " إلى عدن لقضاء شهر العسل , و قامت بلدية عدن وقتها ببناء المدرجات وإقامة منصة خشبية , وتم تغير اسمه من ملعب البلدي إلى المدرج البلدي بسبب إضافة المدرجات . - في عام 1964 سقط أول شهيد رياضي وهو الشهيد محمد علي الحبيشي , وتكريماً لروح الشهيد فقد تم تسمية الملعب باسمة المعروف حالياً " الحبيشي "عام 1968 تكريماً لأول شهيد رياضي في ثورة 14 أكتوبر . - في عام 1975 قرر المجلس الأعلى للرياضة في عدن إعادة تأهيل وترميم الملعب , ليتم إعادة افتتاحه في نفس العام بمهرجان كروي كبير جمع منتخبنا الوطني والمنتخب العراقي الشقيق وانتهت المبارة بفوز منتخبنا . - و في عام 1985 تم إدخال الإنارة ، قبل أن يتم تعشيب الملعب بالعشب الطبيعي الأخضر عام 1989 , ومنذ ذلك العام لم يشهد هذا الملعب التاريخي أي تطور أو أي اهتمام , وأصبح شبيهاً بصحراء الربع الخالي ، رغم أن رياح خليجي عشرين في عام 2010 م أحدثت ثورة كبيرة في بناء عشرات الملاعب في الجمهورية , كما تمت عملية ترميم وفرش العشب الصناعي على معظم ملاعب أندية محافظة عدن ،باستثناء هذا الملعب العريق الذي ظل بعيداً عن الاهتمام والمتابعة من قبل الجميع . - الحبيشي العريق الذي شهد الكثير من إبداعات نجوم الزمن الكروي الجميل ، حيث لعب وأبدع فيه فريق الإسماعيلي المصري وقدم على أرضيته أروع الفنون ، ولعب على أرضيته نادي تشيلسي الانجليزي عندما فاز ببطولة الدوري وكانت هدية الملكة بتقديم زيارة إلى مدينة عدن حينها ، و كان شاهدا على زيارات تاريخية للملكة البريطانية إليزابيث و الراحل فهد الأحمد ورئيس ألفيفا السابق جو هافيلانج والكثير الكثير، يعيش على وقع الالم والمعاناه ، ويصرخ ويئن الآن ، فلا تهملوة أكثر ، فهو ليس مجرد ملعباً لكرة القدم فقط , بل جزاء مهماً من تاريخ مدينة عدن العظيمة , ويعني لأبناء عدن الكثير ، فهبوا لإنقادة قبل فوات الاوان … فالحبيشي اليوم يستغيث فهل من مجيب .