قال رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني في الرد على التهديدات الاميركية الاخيرة بشان ان الخيار العسكري مطروح على الطاولة: رغم ان الاميركيين يطلقون الكثير من الكلام غير المحسوب ولكن عليهم ان يعلموا بان ايران في جهوزية دائمة للرد على اي عدوان. وفي تصريح ادلى به للصحفيين المحليين والاجانب في طهران اليوم السبت، قال لاريجاني حول تهديدات المسؤولين الاميركيين ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، ليس من حقهم التدخل في شؤوننا الداخلية، وفي ضوء قولهم على الدوام بان الخيار العسكري مطروح على الطاولة فليعلموا بأن ايران في جهوزية دائمة رغم انهم يقولون الكثير من الكلام غير المحسوب. واضاف: في بعض الحالات ايضا لابد من الرد عليهم (الاميركيين) بصراحة، وخاصة في الحالات التي يتدخلون فيها بالشؤون الداخلية للبلاد، لكن بشكل عام نحن لا نحمل هذه التهديدات على محمل الجد. ففيما سبق كانوا يتحدثون بلهجة اقسى من هذا، لكنهم لم يقوموا بشيء. وتابع: ان المهم هو ان نمضي قدما في تحقيق المصالح الوطنية للبلاد في افضل الظروف. وهناك بعض الجهات في اميركا وفي المنطقة ايضا لا تستاء من قطع المفاوضات بين ايران والغرب، وان يتوقف الحل السياسي لتسوية القضية النووية. ولفت الى انه ينبغي الدفاع عن المصالح الوطنية بقوة، وفي نفس الوقت لابد من توخي الحذر من مشاكسات الاعداء. وعندما تقتضي الضرورة يتم الرد عليهم، والى الآن وحسب ما ارى فإن مسؤولي وزارة الخارجية الايرانية يردون عليهم بين الحين والآخر، وفي المجلس ايضا اذا استدعت الضرورة يقوم النواب بالرد عبر التصريحات او عبر البيانات. وفي الرد على سؤال حول العلاقات الايرانية التركية، وصف هذه العلاقات بانها ودية للغاية واضاف، ان العلاقات التجارية بين البلدين ارتقت كثيرا خلال الاعوام الاخيرة وتم اجراء الكثير من المشاورات السياسية بيننا وبين تركيا رغم ان هنالك خلافات في وجهات النظر في بعض المجالات. وبشأن العلاقات مع الاتحاد الاوروبي قال، لقد كانت لايران علاقات تجارية واسعة وجيدة مع الاتحاد الاوروبي على الدوام وكان الاتحاد يعتبر الشريك التجاري الاول لايران ولكن في ضوء الاحداث التي وقعت خلال الاعوام الاخيرة انخفضت هذه العلاقات وحل منافسون اخرون محلهم. وتابع قائلا، ان هنالك اقبالا لعودة العلاقات بين ايران والاتحاد الاوروبي الى مكانتها السابقة وبطبيعة الحال فان هذه القضية تاخذ بعض الوقت. وحول الازمة السورية وقضية البحرين قال رئيس مجلس الشورى الاسلامي، اعتقد انه بعد عامين ونيف الذي مضى على بداية الاحداث في البحرينوسوريا، خطا النظام الدولي في مسار دائري بشان سورياوالبحرين. واكد موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ البداية بحل وتسوية القضايا في المسار السياسي واشار الى رفض البعض لذلك ولجوئهم للاساليب العسكرية ما ادى الى كل هذه التداعيات لشعوب المنطقة واضاف، ربما لم تكن هنالك في "جنيف1" رؤية دقيقة للموضوع بحيث لم يستطيعوا الوصول الى حل دقيق ولكن يتم بذل الجهد في "جنيف2" للوصول الى حل سياسي لهذه القضية ولكن لم يتم في هذا المسار انجاز الكثير وان الخلافات جادة في بعض الامور. واكد على ضرورة الاهتمام بمسالة السيادة الشعبية كاحد العناصر المهمة لمعالجة التحديات القائمة في المنطقة لان الاجراءات العسكرية لا يمكنها حل هذه المشاكل وان الدول الكبرى قد وصلت الى هذه النتيجة ايضا بان الحل السياسي هو الطريق لحل هذه القضايا، معربا عن امله بان يتم التأكيد في مؤتمر البرلمانات الاسلامية على طريق الحل السياسي وان تتوفر الفرصة ايضا لاجراء مباحثات بين المسؤولين في هذا المجال. واضاف، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ترى بأن طريق الحل السياسي هو افضل طريق ولكن ينبغي الالتفات الى ان طريق الحل السياسي بحاجة الى ارادة حيث بالامكان الوصول اليه في ظل احترام اصوات الشعب. وبشأن البروتوكول الاضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي، اوضح لاريجاني انه مازال امامنا الكثير من الوقت، وليس من الضروري ان نستبق الظروف. ولدينا الكثير من الوقت لنرى الى اي مدى الطرف المقابل يتصرف بشكل صحيح، والآن ليس وقت بحث البروتوكول الاضافي. وبشأن مشاركة نائب من مجلس الشورى الاسلامي في الفريق الايراني المفاوض في الشأن النووي، قال لاريجاني: ان ملف المفاوضات النووية كان تحت اشراف المجلس الاعلى للامن القومي، وهو المسؤول عن متابعة الموضوع، مضيفا ان الملف النووي ليس تحت تصرف المجلس، الا انه يرصد الموضوع بالتأكيد ويتابعه، وسيدافع في محله عن حقوق الشعب. ولفت الى ان المجلس له صلة بالموضوع على مختلف المستويات، وان علاء الدين بروجردي، رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في المجلس يشارك في الاجتماعات المرتبطة بالموضوع النووي. وردا على بعض التحليلات الغربية التي اعتبرت مواقف لاريجاني في تونس المعادية للاستكبار العالمي، بأنها تغيير في التوجه الايراني نحو المفاوضات النووية، قال لاريجاني: لم اطلع على مثل هذه التحليلات، الا اننا لم ندل بتصريحات جديدة في تونس، وان تلك المواقف هي ذاتها المواقف السابقة للجمهورية الاسلامية الايرانية تجاه مختلف قضايا المنطقة بما فيها فلسطين. واشار الى المشكلات التي تعاني منها الثورات في المنطقة، وقال: لابد من الاهتمام في هذه الاوساط بالعراقيل التي تثارت بوجه هذه الثورات، لكي لا تتكبد اثمان باهظة. واضاف: ان هذه هي سياسة الجمهورية الاسلامية في المواضيع الرئيسية، ولا صلة لذلك بالمفاوضات النووية. وردا على سؤال بشأن توقعاته من المفاوضات القادمة في فيينا، قال لاريجاني: ليس لدينا مبرر لتكون لنا نظرة سلبية إزاء المفاوضات المقبلة، فالمفاوضات قد بدأت وطويت المراحل التمهيدية ودخلنا مرحلة جديدة، واذا استمر التعامل السياسي فإن الارضية ستتوفر لتحقيق تقدم، لكن اذا اراد الغربيون ان يستمروا في رؤيتهم نحو القضايا المتمثلة بالاخذ بلا مقابل، فإنني استبعد ان تحقق المفاوضات تقدما. وضمن اشارته الى هاجس الغربيين بشأن مستقبل البرنامج النووي الايراني، صرح لاريجاني، ان السبيل لحل هذه الهواجس، هو الحوار، لكنهم ان كانوا بصدد صرف ايران عن هذه المفاوضات، فهم مخطئون. واضاف: ان بعض التصريحات في الغرب بشأن مفاوضات جنيف ونتائجها، انما هي تنم عن تفسيرات خاصة. ولعلهم كانت لديهم تصورات عن الاتفاق ولم يستطيعوا تحقيقها، والآن يطرحونها بأساليب اخرى، ونحن لا علاقة لنا بهذه التصريحات، ولابد من التركيز على نص الاتفاق. وردا على سؤال: ما هي نصيحتكم للاميركيين الذين يبدو انهم يريدون ايصال المفاوضات الى طريق مسدود؟ قال لاريجاني: انهم لا يستمعون لنصائحنا، ولكن على فرض وصول المفاوضات الى طريق مسدود، فلن يحصل اوباما وفريقه على شيء. واضاف: انهم (الاميركيون) يريدون ان يحققوا انجازا في المفاوضات، ليقولوا اننا قمنا بحل القضية النووية الايرانية، واذا مارسوا الضغوط بتصريحاتهم وانفصمت المفاوضات، فلن يحققوا اي انجاز. وردا على سؤال بشأن استئناف العلاقات مع اميركا، صرح لاريجاني، انه مازال امامنا طريق طويل، واعتقد انه لا يمكن في هذا المجال القيام بقفزات كبيرة، لأن هذه الامور تعاني من تعقيدات كبيرة من الناحية السياسية. وفي جانب آخر من تصريحاته اشار رئيس مجلس الشورى الاسلامي الى ان ايران هي التي بادرت الى تأسيس اتحاد البرلمانات الاسلامية، وان هذا الاتحاد للبرلمانات يؤدي الدور الاكبر بعد اتحاد البرلمانات الدولي، معربا عن امله ان يولي مؤتمر البرلمانات الاسلانية الذي يعقد في طهران بحضور عدد كبير من رؤساء برلمانات الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي، اهتماما خاصة للتحديات المهمة التي يواجهها العالم الاسلامي خاصة قضية فلسطين ومسألة التطرف والمشاكل القائمة امام مسيرة الديمقراطية في العالم الاسلامي وتوفير الارضيات اللازمة للاستفادة المثلى من طاقات الدول الاعضاء في طريق التنمية والتقدم العلمي. /2868/ 2926/ وكالة الانباء الايرانية