وصلت المفاوضات في الجولة الثانية من مؤتمر جنيف-2 للبحث عن حل للأزمة السورية إلى طريق مسدود، قد لا يستطيع الاخضر الابراهيمي من فتح ثغرة فيه بسهولة. لوانا خوري من بيروت: في آخر الجلسات المشتركة بين وفدي النظام والمعارضة السوريين اليوم، أعلن الطرفان فشلهما في تحقيق إي تقدم، بينما وجد الأخضر الابراهيمي، الموفد العربي الدولي إلى سوريا، نفسه مجبرًا لا بطل بالتمسك بالأمل في تحقيق اختراقات ممكنة في جولات قادمة. اعتذار الابراهيمي وفي مؤتمر صحفي بعد الجلسة الختامية، قال الابراهيمي: "اعتقد من الافضل أن يعود كل طرف إلى دياره ويفكر بمسؤولياته، ويقول ما اذا كان يريد أن تستمر هذه العملية"، من دون أن يعلن موعدًا للجولة الثالثة من المفاوضات. أضاف الابراهيمي: "الحكومة تعتبر أن اهم مسألة هي الارهاب، في حين ترى المعارضة أن الاهم هو سلطة الحكومة الانتقالية، واقترحنا أن نتحدث في اليوم الاول عن العنف ومحاربة الارهاب وفي الثاني عن السلطة الحكومية، مع العلم أن يومًا واحدًا غير كاف للتطرق إلى كل موضوع، وللاسف رفضت الحكومة ما أثار الشك لدى المعارضة بأنهم لا يريدون التطرق اطلاقًا إلى السلطة الحكومية الانتقالية". وقدم الابراهيمي اعتذاره من الشعب السوري، الذي علق امالًا كبيرة على هذه المفاوضات، "وآمل في أن يفكر الجانبان بشكل أفضل، وأن يعودا لتطبيق إعلان جنيف-1، وآمل في أن تدفع فترة التأمل الحكومة خصوصًا إلى طمأنة الجانب الاخر أنه عندما يتم التحدث عن تطبيق اعلان جنيف أن يفهموا أن على السلطة الحكومية الانتقالية أن تمارس كل السلطات التنفيذية، وبالتأكيد محاربة الارهاب أمر لا غنى عنه". تزامن أو تعطيل؟ لم يطل المقام بالوفدين المتفاوضين في جلستهما الختامية السبت، إذ لم تستغرق أكثر من نصف ساعة، كما لم تشهد جديدًا بل تمترسًا من الجانبين في مواقف مسبقة، من دون تجاوب مع اقتراح الابراهيمي بالموازنة بين بندي الهيئة الانتقالية ومكافحة الارهاب الخلافيين بين المعارضة والسلطة، وكذلك لم يتم أي تفاهم على جدول أعمال الجولة المقبلة من المفاوضات، التي لم يحدد موعدها، ريثما يقدم الإبراهيمي تقريره حول الجولة الثانية من المفاوضات لمجلس الأمن. ويتهم الائتلاف الوطني المعارض وفد النظام بتعطيل أعمال المؤتمر، والالتفاف على الأولويات، ورفض بحث هيئة الحكم الانتقالي، والاصرار على حرف المؤتمر عن مساره، بينما وفد المعارضة مصر على بحث تشكيل هيئة الحكم الانتقالي التي ستملك السلطات اللازمة لتدير الجيش وأجهزة الأمن من أجل مكافحة الارهاب المستشري في سوريا، على أساس التزامن الذي اقترحه الإبراهيمي، وليس وفق اقتراح وفد النظام، الذي يقول إن بند تشكيل الهيئة الانتقالية يناقش بعد الاتفاق على مكافحة الإرهاب. من المسؤول؟ خارجيًا، اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ السبت أن فشل المفاوضات في جنيف بين النظام السوري والمعارضة يشكل إخفاقًا كبيرًا. وقال في بيان: "استحالة الاتفاق على برنامج جلسات التفاوض المقبلة يشكل إخفاقًا خطيرًا في المساعي لإقرار السلام في سوريا، ومسؤولية ذلك تقع مباشرة على نظام الأسد". وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتهم وفد المعارضة السورية بالسعي إلى تغيير النظام في سوريا، وقال إن تشكيل هيئة حكم انتقالي يجب ألا يكون الهدف الوحيد لجنيف-2. وأضاف أن هناك محاولات جارية لإخراج محادثات السلام عن مسارها، محملًا المعارضة السورية المسؤولية. وكان تواتر أن الابراهيمي تكلم بفضاضة مع الجانب الروسي في جنيف-2، متهمًا الوفد الحكومي بعرقلة المفاوضات، مفضلًا تعليقها على الاستمرار بمفاوضات فاشلة، مع عزوف روسيا عن الضغط على النظام لتقديم أي تنازل. من جانبها، دعت ويندي شيرمان، وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، النظام السوري إلى أخذ مفاوضات جنيف-2 بجدية أكبر، كما يفعل الائتلاف الوطني المعارض ، معتبرة أن المفاوضات حول سوريا لم تفشل، لكنها تمر بأوقات صعبة، "ونحن ندرك أنه سيكون هناك صعود وهبوط، وهذا طبيعي في ظل الحرب التي نحاول إنهاءها، فهذه المفاوضات ستكون صعبة، وهي لحظات قاسية، لكن علينا انتظار النتائج". أكثر من 140 ألف قتيل ميدانيًا، تعرضت مناطق في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق، والمتاخمة للحدود اللبنانية، السبت للقصف من قبل القوات النظامية، فيما درات اشتباكات عنيفة بين هذه القوات ومسلحي المعارضة في مدينة عدرا العمالية الواقعة شمال العاصمة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد إن القوات النظامية قامت بقصف منطقة المشكونة في مدينة يبرود، مشيرًا إلى حركة نزوح كبيرة للاهالي من بلدات السحل وفليطة ويبرود إلى عرسال اللبنانية. من جهة أخرى، ذكر المرصد السوري أن النزاع السوري المستمر اودى منذ نحو ثلاثة اعوام بحياة أكثر من 140 الف شخص. وأشار المرصد إلى انه وثق استشهاد ومقتل ومصرع 140041 شخصًا منذ انطلاقة الثورة السورية، لافتا إلى أن من بين ضحايا النزاع 49 الفا و951 مدنيًا، بينهم سبعة آلاف و626 طفلًا، وخمسة الاف و64 امراة. ايلاف