* * * * تعرض صحيفة الجارديان البريطانية كتاب يتحدث عن نهر النيل بعنوان "النيل" يتناول فيه كاتبه علاقة نهر النيل بالتاريخ والمصريين وبالقادة السياسيين عبر العصور. وفي هذا المقال يقول محرر الصحيفة: "عندما تقرأ كتابًا بعنوان "نهر النيل" قد تعتقد أنه يتحدث عن النهر كله الممتد من أعالي إفريقيا حتى مصبه في مصر، ولكن هذا الكتاب يتحدث في خمسه على الأقل عن نهر النيل المصري فحسب". ويتابع: "قرر توبي ويلكنسون عالم المصريات بجامعة كامبريدج الخروج في رحلة وعرة من أسوان إلى القاهرة، من فجر الزمان، إلى الحاضر، إلى حيث يطاح بالرؤساء، وما تبع ذلك من سلب لثروات المتاحف والمقابر، بينما يبقى نهر النيل قويًا كما كان دائمًا، وجالبًا الحياة لمصر". وتوبي ويلكينسون هو عالم مصريات شهير بجامعة كامبريدج ومؤلف كتب عديدة عن مصر قرر الخروج في رحلة عكس مجرى نهر النيل إلى أسوان حيث الحدود الجنوبية للبلاد. ويقول ويلكنسون في كتابه: "معظم زائري أسوان يهرعون إلى المطار عقب انتهاء رحلاتهم النيلية لمغادرة هذه المدينة الصغيرة، ولكنهم لو قرأوا هذه القصة ربما لبقوا وقتًا أطول كي يفكروا كيف آمن المصريون القدماء بأن الفيضان الثانوي يبدأ من هنا، أو ليتذكروا قصة آخر ملوك الفراعنة الأصليين آنخ وينيفر في حروبه أمام اليونان عام 168 قبل الميلاد قبل أن يتعرض للهزيمة ويبدأ الحكم الأجنبي للبلاد قبل أكثر من ألفي عام، ربما يبقى زوار أسوان فيها لوقت أطول أيضًا لو تذكروا قصة بناء السد العالي الذي تسبب في زيادة إنتاج القطن المصري أربعة أضعاف مما كان عليه الحال قبل بناء السد". ويواصل مؤلف كتاب: "فنهر النيل يشق طريقه بين دروب الصحراء مانحًا الحياة الخضرة لأراضي سمراء بالأساس يعتبر قصة حية مجسدة طوال الوقت، فويلكينسون الذي استقل سفينة دهبية الفاخرة للإبحار باتجاه أسوان ليتلو حكايات وقصص عن أثر من سبقوه في المجيئ إلى هذا المكان، وهي مصادر أثرية مر عليها آلاف الأعوام كانت الأصوات المصريية والعربية والتركية فيها الأكثر تشويقًا في حكيها". وبحسب محرر الجارديان فالانطباع الذي سيخرج به قارئ كتاب "النيل" عن الشعب المصري هو مرونتهم المميزة حيث استطاع هذا الشعب أن يعتمد بصورة تامة على الفيضان السنوي في شهور الصيف والذي ظل مصدره وتجدده المستمر لغزا على مدار سنوات طوال، وربما يكون المصريون هم الوحيدون الذين شهدوا بل وسجلوا دوران عجلة الحضارة على ضفاف النيل مرة بعد الآخرى. الفراعنة والفارسيون والرومان والبيزنطيون والمسيحيون والشيعة والسنة والمسلمون والعرب والبغداديون والكردستان جميعهم حكموا مصر من على ضفاف النيل، وبينما سقطوا جميعًا استمر النيل متدفقًا. ويستطرد مؤلف الكتاب: "تبقى اهتمامات المصريين على مدار آلاف الأعوام، منحصرة في نهر النيل، في أن يبقى متدفقًا، وأن كي يتمكنو من إطعام أسرهم، وأن يستمر قادتهم في حكمهم بالعدل، وأن يبقوا جيرانهم مسالمين كما كانو دائمًا". ويختتم محرر الجارديان: "هذا الكتاب يتناول أيضًا فترة الرئاسة الكارثية لمحمد مرسي والإطاحة به في الثلاثين من يونيو"، وهو ما يراه محرر المقال ربطًا غير ملائمًا ومبتذلاً من قبل مؤلف الكتاب، حيث كان يرى أنه من الأفضل إذا أراد المؤلف أن يربط الكتاب بالحاضر أن يتحدث عن الصراع القائم بين كل من مصر والسودان من جانب وبين دول حوض النيل حول سد النهضة أو حول رغبة مصر في تعظيم استفادتها من مياه النيل". مواضيع متعلقة بص وطل