متابعة - بلال قناوي: تحدى الجيش عددًا من الظروف الصعبة قبل مباراته مع القادسية الكويتي، ونجح في انتزاع فوز صعب على منافس قوي وشرس بثلاثة أهداف لهدف، والحصول على البطاقة الأخيرة المؤهلة إلى دور المجموعات بدوري أبطال أسيا 2014 بجدارة واستحقاق. لعل أصعب وأقوى الظروف التي واجهت الجيش إقامة مباراته مع القادسية بعد دقائق قليلة من انتهاء مباراة شقيقه لخويا مع الكويت الكويتي، والتي حقق فيها لخويا فوزًا ساحقًا وكبيرا 4-1، حيث تحمل الجيش ولاعبوه عبئًا معنويًّا كبيرًا ومسئولية أكبر في تأكيد تفوق الكرة القطرية على الكويتية، وفي اللحاق به بدوري أبطال اسيا، والاحتفاظ بالمقاعد الأربعة للكرة القطرية في دوري الأبطال. ووضحت اثار فوز لخويا وتأهله على الجيش في الدقائق الأولى من مباراة القادسية حيث ظهر التوتر والقلق على لاعبي الجيش، على عكس فريق القادسية الذي تحرر من قيود كثيرة بخسارة شقيقه الكويت، فبدأ المباراة بالهجوم والضغط لخطف هدف مبكر، وربما خطف بطاقة التأهل من الجيش وتعويض إخفاق الكرة الكويتية في المباراة الأولى. هناك صعوبات وظروف أخرى واجهت الجيش قبل أن تنطلق المباراة والتي تمثلت في غياب قائده وقائد الدفاع اندرسون وهو ما أثر على التشكيل بشكل عام حيث اضطر مدربه نبيل معلول إلى إعادة وسام مرة أخرى من الارتكاز إلى قلب الدفاع، وإلى إشراك خالد عبد الرؤوف في الارتكاز بعد أن كان على دكة البدلاء، وهو التغيير الوحيد الذي طرأ على تشكيل الجيش الذي خاض فريق ناساف الاوزباكي وتفوق عليه بخماسية. هناك ظروف صعبة أخرى واجهت الجيش أثناء المباراة والتي تمثلت في إصابة مهاجمه وهدافه الجديد نيلمار وعدم قدرته على إكمال المباراة وهو ما أفقد الجيش ورقة رابحة مهمة ولاعب خطير أزعج دفاع القادسية وهز شباكه بالهدف الأول قبل الاصابة. سفيان نجم المباراة هذه الظروف والمواقف الصعبة نجح الجيش في علاجها عن طريق الحلول الفردية للاعبيه، وكان الحل الاول لدى احمد سفيان حارس المرمى والذي لعب الدور الرئيسي في الفوز والتأهل بعد أن تحمل عبئا كبيرا في الدقائق الأولى من الضغط والهجوم القدساوي، وبعد أن تألق في التصدي لأكثر من محاولة محققة لو اهتزت بها شباكه ما لامه أحد، ولو اهتزت شباك الجيش بواحدة منها لربما اصبحت المهمة أكثر صعوبة ولربما أخفق الجيش في الفوز والتأهل. ونجاح أحمد سفيان في التصدي للمحاولات الكويتية الخطيرة في الدقائق الأولى بشكل خاص وفي المباراة بشكل عام، كان العامل الاساسي في رفع الروح المعنوية للاعبين والفريق، وفي إحباط لاعبي القادسية، وفي تحول الجيش من الدفاع إلى الهجوم واستغلال أول فرصة محققة وتسجيل الهدف الاول منها والذي ساهم في ارتفاع الروح المعنوية أكثر وأكثر ويستحق أحمد سفيان أن يكون نجم المباراة بلا منازع وأن يكون أول من ساهم في التأهل إلى دور المجموعات الأداء الجماعي يرجح كفة الجيش. وإذا كان سفيان قد ساهم بتألقه وفدائيته في فوز الجيش وفي تأهله، فإن نجاح الجيش في جعل الأداء الجماعي سلاحه الاول جعله يتجاوز مشكلة غياب اندرسون ثم إصابة نيلمار، صحيح أن الأداء لم يكن على نفس المستوى في الدقائق الأولى من عمر المباراة، إلا أن الفريق استطاع بمضي الوقت استعادة مستواه وجعل الأداء الجماعي سلاحه الاول في هذه المباراة الصعبة. لقد خرج نيلمار ولم يستطع إكمال المباراة ومع ذلك وبعد اشتراك محمد جدو بدلا منه لم يتأثر الجيش بخروج مهاجمه الخطير، واستطاع مواصلة أدائه الهجومي بنفس المستوى، واستطاع أيضا الوصول إلى المرمى القادسية وهز شباكه مرتين وتأكيد فوزه وتأهله إلى دور المجموعات والمشاركة للمرة الثانية في تاريخه بدوري أبطال آسيا. والأداء الجماعي هو سر نجاح الجيش وسلاحه الاول هذا الموسم، ولو استمر على نفس المنوال فإنه قد يكون من المنافسين على لقب دوري ابطال آسيا. الجيش لا يعتمد على صانع العاب (كلاسيكي) يتحكم في مسار الفريق، ولا يعتمد على رأس حربة صريح أو أساسي تكون مهمته التهديف، لكنه يعتمد على تحرك جماعي مدروس ومنظم و(محفوظ) بدقة، كما أن اللاعبين يتحركون وفق واجبات محددة وملزمة، لذلك نجد محمد مثناني لاعب الارتكاز في مركز الجناح الايمن يمر ويمرر ويسهم في صنع الهدف الثاني، ووجدنا الكوري الجنوبي كيو سيو لاعب الارتكاز أيضا في انفراد مع حارس القادسية أكثر من مرة، ووجدناه في المباراة السابقة أمام ناساف يسجل ثلاثة أهداف يتصدر بها قائمة الهدافين في البطولة. هذا الأداء الجماعي كان سر نجاح الجيش وفوزه على فريق قوي وخطير مثل القادسية لعب في بعض أوقات المباراة كأنه على ملعبه، حيث تفوق هجوميا وأهدر فرصًا محققة وهو ما يؤكد جدارة وتفوق الجيش في الفوز عليه والتأهل إلى دوري الأبطال. جريدة الراية القطرية