متابعة - بلال قناوي: 3 أسباب فنية مهمة ساهمت وساعدت الجيش على تحقيق الفوز الكبير على فريق ناساف الأوزباكي بخمسة أهداف لهدف في المباراة التي جرت بينهما أول أمس في المرحلة الثانية لتصفيات دوري أبطال آسيا. لعل أهم وأول الأسباب استغلال الفرص التي أتيحت للفريق منذ الدقائق الأولى للمباراة، وهي حالة استثنائية لا تتحقق في كثير من المباريات، وتعد من العوامل المؤثرة والكبيرة في تحقيق الفوز في أي مباراة، وتؤدي إلى نتائج إيجابية فنيًا ومعنويًا في نفس اللقاء، حيث ترفع من الروح المعنوية للفريق المتقدّم مبكرًا، وتربك وتبعثر كل أوراق الفريق المنافس الذي قد ينجح في استعادة زمام الأمور، وقد لا ينجح وهو ما حدث لفريق ناساف الذي تبعثرت كل أوراقه، ولم يحاول الثبات وتفادي ما حدث بهدوء بدلًا من رد الفعل المفتوح، والضغط بكل لاعبيه للتعادل سريعًا فدفع الثمن غاليًا بالأهداف التي توالت على مرماه . هناك أسباب أخرى فنيّة تتعلق بالجيش وناساف ساهمت في الفوز الكبير أيضًا، ولو تحدّثنا عن الجيش أولًا سنجد أن الفريق رفع شعار اللعب الجماعي قبل اللعب الفردي، وكان الفريق يتحرّك بشكل مدروس، بدون وجود لاعب يقوم بدور قائد الفريق أو صانع اللعب، واعتمد فقط على انطلاقات مونتاري وايكوكو وخلفهما ثالوث الارتكاز المكون من كي سيو نجم المباراة، ومحمد مثناني ووسام رزق، إلى جانب وجود نيلمار كرأس حربة صريح لكنه كان يتحرّك بشكل جماعي مع باقي زملائه ، وهو ما يفسّر نجاح لاعب الوسط كيو سيو في تسجيل 3 أهداف بسبب دعمه للهجوم، وبسبب تواجده في المكان الصحيح . يضاف إلى كل ذلك قوة دفاع الجيش الذي تصدى بصلابة من خلال مساندة ثالوث الارتكاز لهجوم ناساف القوي والخطير والذي كان قريبًا من هز الشباك لولاً العارضة والقائم حيث تصدّت العارضة مرتين لتسديدتين، والقائم لتسديدة أخرى. قوة الدفاع ساعدت الوسط والهجوم في التفوق على دفاع ناساف الضعيف والذي كان الثغرة الوحيدة في الفريق الأوزباكي سواء كأفراد أو كتنظيم وتكتيك حيث سهل على الجيش اختراقه بسهولة متناهية بسبب الاعتماد على السرعة الكبيرة في نقل الهجمات من ملعبه إلى ملعب ناساف. المهمة الأصعب فوز الجيش على ناساف كان متوقعًا لفارق الإمكانيات، لكن لم يكن متوقعًا فوزه بخماسية وهو أمر جيد ويرفع المعنويات قبل المواجهة الجديدة والمواجهة الأصعب، وهو أيضًا سلاح ذو حدين لأنه قد يخدع الفريق ومدربه التونسي نبيل معلول، إلا إذا استطاع الجهاز الفني والجهاز الإداري التعامل معه بشكل جيد وتهيئة اللاعبين أيضًا معنويًا بشكل أفضل للقاء القادسية الكويتي. مهمة ناساف كانت صعبة، لكن مهمة القادسية الكويتي أصعب خاصة بعد الأوراق التي تبعثرت خاصة فيما يتعلق بإقامة المباراة بالدوحة وباستاد سحيم بن حمد بنادي قطر، وقبل أن تتضح الصورة ويتأكد الجميع أن المباراة ستقام باستاد "الصداقة والسلام" بالكويت. المهمة القادمة هي الأصعب حتى في حالة إقامة مباراة القادسية بالدوحة، فما بالنا وقد تقرّر إقامتها بالكويت ، ما يزيد من صعوبتها أكثر وأكثر، ويجبر الجيش ومدربه على التعامل معها بذكاء وبترتيبات مختلفة، وصعوبة المهمة لا تعني أن الأمر مستحيل أمام الجيش، والقادسية الكويتي ليس بالفريق الذي يصعب الفوز عليه في ملعبه وبين جماهيره، كما أن الجيش اكتسب خبرة لا بأس بها من مشاركته في دوري أبطال آسيا الموسم الماضي، ونجح في تحقيق أكثر من فوز خارج ملعبه بتكتيك معين وبدراسة جيدة للمنافس وعلينا أن نضع في الاعتبار أيضًا أن القادسية على ملعبه لن يكون مثل أدائه خارج ملعبه، والفرق القطرية تفوقت كثيرًا على الفرق الكويتية في مناسبات سابقة أيضًا بدوري أبطال آسيا. كما أن نبيل معلول مدرب الفريق لديه خبرة كبيرة في مباريات ومنافسات الأندية على المستوى القاري، من خلال عمله السابق مدربًا للترجي التونسي والذي حقق معه إنجازات عديدة على المستوى القاري وقاده للفوز ببطولة دوري أبطال أفريقيا والتأهل معه إلى بطولة كأس العالم. اللياقة البدنية والمهمة الأصعب تحتاج إلى جهد غير عادي، واللياقة البدنية ستكون لها كلمة الفصل في هذا الصراع المثير ، ومن يملك القدرة على الإعداد البدني، ومن يملك القدرة على استغلال الفرص سيكون الأقرب إلى الفوز والمهمة تستحق أن يضاعف الجيش من مجهوده حتى يحقق هدفه بالتأهل إلى دوري أبطال آسيا للمرة الثانية في تاريخه وهذا التأهل سوف يحسب له ويحسب أيضًا للكرة القطرية والتي ستستفيد في العام المقبل من النتائج التي تتحقق بعودة المقاعد الأربعة لأنديتنا. جريدة الراية القطرية