بانكوك-(ا.ف.ب): اعلنت لجنة مكافحة الفساد في تايلاند الثلاثاء انها ستلاحق رئيسة الوزراء التايلاندية ينغلوك شينتوترا بتهمة الاهمال، ما قد يؤدي الى اقالتها، في الوقت الذي وقعت مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين الثلاثاء ادت الى مقتل اربعة اشخاص. واعلنت لجنة مكافحة الفساد انها استدعت ينغلوك شينتوترا في 27 شباطفبراير لتبلغها بانها ملاحقة في قضية برنامج مطعون فيه لمساعدة مزارعين ينتجون الارز، معتبرة انها تجاهلت تحذيرات تنذر بان هذه السياسة قد تؤدي الى اعمال فساد وخسائر مالية. وانضم مزارعو الارز وبعضهم لم يتقاضوا رواتبهم منذ اشهر، مؤخرا الى منتقدي البرنامج ما زاد في تشديد الضغط على ينغلوك التي تواجه منذ الخريف حركة احتجاجية في الشارع تطالب باستقالتها. وتحولت عملية نفذتها شرطة مكافحة الشغب الثلاثاء لاستعادة بعض المواقع التي يحتلها المتظاهرون منذ اسابيع، بما فيها مقر الحكومة، الى مواجهات عنيفة، وهزت انفجارات وعيارات نارية احد احياء وسط بانكوك التاريخي قرب المواقع السياحية الاكثر شهرة في العاصمة. وافاد مركز اراوان للاغاثة عن مقتل اربعة اشخاص احدهم شرطي اصيب بالرصاص واصابة 64 شخصا بجروح، واوضحت الشرطة ان 24 من عناصرها اصيبوا بجروح. واعلنت ناطقة باسم الحكومة ان الشرطة "لم تستخدم الرصاص الحي" بل المطاطي. وبعد اقتحام متاريس من الاسلاك الشائكة واكياس الرمل، قوبلت الشرطة بمقاومة عنيفة من المتظاهرين حتى انها اضطرت بالنهاية الى التراجع فيما كان السياح يلتقطون صورا. واوقف نحو 150 من المتظاهرين دون مقاومة في مجمع تابع لوزارة الطاقة بتهمة انتهاك حالة الطوارئ وفق خلية الازمة، وهذه اول مرة منذ بداية الحركة توقف فيها السلطات هذا العدد من المتظاهرين. وكانت الحكومة حتى الان تحاول تفادي المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين للحد من اعمال العنف التي اسفرت حتى الان عن سقوط 15 قتيلا ومئات الجرحى. لكنها غيرت استراتيجيتها الجمعة عندما اخلت الشرطة مخيما قرب مقر الحكومة الذي لم تتمكن ينغلوك من استعماله منذ شهرين، الا ان الناشطين عادوا واقاموا المتاريس في المكان بعد انتهاء العملية. ورفض المتظاهرون المهلة التي حددتها الحكومة للتخلي عن هذا الموقع. واعلن الناطق باسم الحركة اكنات بومفشان ان "الحكومة لا يمكن ان تعمل هنا" مؤكدا "انها في مأزق، وليس لديها اي حل، يجب عليها ان تستقيل". ويبدو ان عملية قوات الامن لا تشمل في الوقت الراهن الخيم المقامة في بعض مفترقات طرق العاصمة منذ بداية عملية "شل بانكوك" في كانون الثانييناير. وفضلا عن تنحي ينغلوك يطالب المتظاهرون الذين انخفض عددهم خلال الاسابيع الاخيرة، بوضع حد لنفوذ شقيقها ثاكسين رئيس الوزراء الذي اطاح به انقلاب في 2006 والمتهم بادارة شؤون البلاد من منفاه. وتتخبط تايلاند من حينها في ازمات سياسية متتالية دفعت الى الشوارع حينا الخصوم واحيانا اخرى انصار ثاكسين الذي يظل الشخصية التي تثير اكبر قدر من المحبة والكراهية في المملكة. وشارك في تظاهرة سابقة في 2010 نحو مئة الف من "القمصان الحمراء" الموالية للثري شينوترا والذين احتلوا وسط بانكوك شهرين مطالبين باستقالة الحكومة السابقة قبل ان يشن الجيش هجوما استعمل خلاله الرصاص الحي. وفي محاولة الخروج من الازمة قررت ينغلوك اجراء انتخابات تشريعية مبكرة في الثاني من شباطفبراير لكنها لم تأت بالنتيجة المتوقعة. وعطل المتظاهرون الذين يريدون استبدال الحكومة ب"مجلس من الشعب" غير منتخب، الانتخابات. ولم تعلن اي نتيجة في انتظار يومين انتخابيين نهاية نيسانابريل ما يمدد في ولاية الحكومة الضعيفة وذات الصلاحيات المحدودة بينما يرى المحللون بوادر "انقلاب قضائي" في البلاد التي قد سبق واطاح فيها القضاء بحكومتين مواليتين لثاكسين في 2008. جريدة الراية القطرية