"قطع الجيش ببيانه قول كل خطيب"، فبعد ظهور توقعات لمراقبين بتدخل الجيش لفض الأزمة السياسية الحالية، أصدرت القوات المسلحة أمس بيانا تحدد فيه موقفها من الأزمة الحالية، والتي أكدت فيه التزامها بالشرعية، والوقوف مع الشعب،، وأتي ذلك عقب توقعات بتدخل الجيش لإجهاض المشروع الإسلامي، خاصة بعد مشهد الاتحادية، الذي سمحت فيه قوات الحرس الجمهوري، للمتظاهرين بتعدي الحواجز الأسمنتية، والموانع السلكية، والتوجه إلى القصر، ما اعتبرته الجماعة الإسلامية، تقاعساً ملحوظاً من الحرس الجمهوري، في حماية القصر ومحيطه. شبح السيناريو الناصري، يطارد دائماً عقول التيار الإسلامي، من خوفهم من تجدد السيناريو مرة أخري، من خلال غضبة الجيش، وانقلابه على الشرعية المنتخبة من الشعب، مصدر عسكري قال ل "البديل": المؤسسة العسكرية مؤسسة احترافية، لا تتدخل في العمل السياسي، وترفض أن يزج بها في الصراعات السياسية الحالية، مستبعداً تدخل الجيش، في الأزمة الحالية لصالح طرف على حساب الآخر، وأنها لن تنزل إلى الشارع مرة أخرى إلا بأوامر مباشرة من القائد الأعلى للقوات المسلحة الدكتور محمد مرسي، موضحاً أن بيان القوات المسلحة أكد انحيازه للشعب. بينما أكد القيادي السابق لجماعة الإخوان المسلمين ثروت الخرباوي ل "البديل" أن العلاقة بين جماعة الإخوان خاصةً والجيش تسير على مايرام، بعد ان استطاع مرسي تحييد الجيش، من خلال إبعاده عن السياسة، بعد إبعاد المجلس العسكري عن السياسة، وتصعيد قيادات من الجيش تنتمي بشكل أو بآخر لجماعة الإخوان المسلمين. وأوضح الخرباوي أن الرئيس استطاع تعيين وزير للدفاع عبد الفتاح السيسي الذي تربطه علاقة بالقيادي السابق في مكتب الإرشاد والقيادي في البحرية المصرية عباس السيسي، واللواء ممدوح شاهين واللواء العصار، الذين تربطهم علاقة بشكل أو بآخر بجماعة الإخوان، والذين كان لهم دور في إقصاء المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان، مضيفاً أن جماعة الإخوان استطاعت التفاوض والتحالف مع المجلس العسكري في بعض النقاط، ليكون مثلاً البرلمان قبل الدستور. بينما استبعد طارق الزمر القيادي بالجماعة الإسلامية، تكرار أزمة العصر الناصري مع الإسلاميين مرة اخرى في مصر، أو حتى تكرار التجربة الجزائرية مرة أخرى، بعد الانتخابات النزيهة التي شهدها العالم، واسفرت عن انتخاب برلمان نزيه، ورئيس بتوجهات إسلامية، بانتخابات حرة ونزيهة، رافضاً الحديث عن إجراء صفقات بين التيار الإسلامي والمؤسسة العسكرية، خلال الفترة الانتقالية، مشيراً إلى وجود تفهمات بين الأطراف الإسلامية على وجود طرف آخر يريد أن يحدث أزمة بين الأطراف جميعها. أما القيادي الجهادي السابق كمال حبيب فقد أشار في تصريحات ل "لبديل" إلى أن العلاقة بين الأطراف السياسية والجيش دائماً ما شهدت أثناء الفترة الانتقالية فترات من الشد والجذب، إلا أنني لا أستطيع الجزم بوجود صفقات بين المجلس العسكري والتيار الإسلامي خلال الفترة الانتقالية، خاصة ان الصراع بين الإسلاميين والجيش اشتد في بعض أوقاتها، مثل أحداث العباسية، وحل مجلس الشعب. البديل أخبار/ تحقيقات