أعلن رئيس الحكومة الموقتة الليبية عن التوصل إلى تفاهم مع مجموعات الثوار السابقين، مؤكداً أن "الحكمة قد انتصرت". لم يعطِ رئيس الحكومة الليبية، علي زيدان، أية تفاصيل عن هذا التفاهم الذي جاء بعد إصدار كتيبتي الصواعق والقعقاع، وهما إحدى أقوى المليشيات في ليبيا، بيانًا خيّرتا فيه أعضاء المؤتمر الوطني العام أي البرلمان الليبي بين التخلي عن مناصبهم أو الاعتقال. وقال زيدان في تصريح له إنه اجرى محادثات مع مختلف مجموعات الثوار السابقين ومع الاممالمتحدة والمؤتمر الوطني العام وتم "التوصل الى تفاهم"، مؤكدًا أن "الحكمة قد انتصرت"، لكنه لم يقدم أي ايضاحات حول طبيعة هذا التفاهم. وكان رئيس المؤتمر الوطني العام، "أعلى سلطة في ليبيا"، نوري ابو سهمين، رفض البيان ووصفه بأنه محاولة انقلاب. وقال: "المؤتمر أصدر تعليماته لرئاسة الأركان لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذه المجموعة وأن المؤتمر تلقى تأكيدات من قيادة الجيش الليبي وكتائب الثوار بحماية الشرعية والدفاع عنها." مهلة خمس ساعات وكانت كتائب مسلحة عدة تتألف من ثوار ليبيين سابقين اعطت المؤتمر الوطني الليبي العام مهلة خمس ساعات للاستقالة تحت طائلة اعتقال كل نائب لا يلبي هذا المطلب، قبل أن تعلن لاحقاً تمديد المهلة 72 ساعة. وكانت تضاربت الأنباء حول المهلة التي حددها قادة مليشيا القعقاع الليبية لأعضاء البرلمان الليبي لتقديم استقالاتهم، وقد هدد قائد عسكري في المليشيا باعتقال أي سياسي يرفض الاستقالة. يذكر أن ميليشيا القعقاع تنتمي الى بلدة الزنتان التي دائمًا ما تناصب الحكومة الليبية المركزية الخلاف، وخاصة في ما يتعلق برفضها تسليم سيف الإسلام القذافي للمحاكمة. وتشهد ليبيا حالة من الفوضى وتحاول حكومة رئيس الوزراء علي زيدان السيطرة على ميليشيات مسلحة شاركت في الاطاحة بالقذافي عام 2011 لكنها احتفظت بسلاحها لتحقيق مطالب مالية وسياسية. ويرى كثير من المواطنين الليبيين أن الميليشيات المسلحة والصراعات الداخلية في المؤتمر الوطني العام هي المسؤولة في الأساس عن عدم إحراز تقدم في عملية الانتقال الديمقراطي بعد الإطاحة بالقذافي. تسليم السلطة وكانت طالبت كتيبتا الصواعق والقعقاع، وهما من جماعات الميليشيا المدججة بالسلاح في ليبيا، المؤتمر الوطني الليبي (البرلمان) يوم الثلاثاء بتسليم السلطة فوراً. ومرت مهلة الساعات الخمس التي أعلنتها كتيبتا الصواعق والقعقاع دون وقوع أي حادث، لكنهما قالتا إن لديهما قوات في وضع الاستعداد لفرض الامر على المؤتمر الوطني العام. وقال عثمان مليقطة قائد كتيبة القعقاع ل(رويترز) إن الجماعة ستتحرك قريبًا وتسلم السلطة إلى المحكمة الدستورية وتشكل لجانًا للإشراف على الانتخابات. وأضاف أنهم سيعملون مع الشعب وأنهم على اتصال بالناس في الجنوب والشرق. ويشار الى أن جماعتي الميليشيا اللتين تهددان الحكومة من بين جماعات المعارضة السابقة التي ساعدت على الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي في الانتفاضة التي بدأت في فبراير شباط قبل ثلاثة أعوام. والتهديد الذي وجهته الجماعتان من بين التهديدات الأخطر الموجهة للبرلمان الذي اقتحمته سابقًا إحدى جماعات المعارضة السابقة للمطالبة بحصة أكبر في السلطة. وقال متحدث باسم ميليشيا في بيان قرأه على الصحافيين إن البرلمان يمثل من وجهة نظرهم عودة للدكتاتورية وحددت الميليشيا مهلتها للبرلمان لتسليم السلطة بعد أن انتهى التفويض الممنوح له هذا الشهر. دور المؤتمر الوطني وزاد التوتر بشأن دور المؤتمر الوطني بعد انتهاء ولايته الأولى في السابع من فبراير/ شباط. ووافق النواب على مد ولايته لإتاحة الوقت للجنة خاصة لوضع مسودة دستور جديد، لكن هذه الخطوة أثارت احتجاجات. وأعلن المؤتمر يوم الاثنين اجراء انتخابات جديدة بأسرع ما يمكن، لكنه لم يحدد موعداً. والمؤتمر منقسم بشكل كبير بين حزب تحالف القوى الوطنية الليبية والاسلاميين في حزب العدالة والبناء المرتبط بالاخوان المسلمين وحركة الوفاء. وامتدت الفوضى الى مدينة بنغازي في شرق ليبيا، قال مسؤول في مطار بنينا الدولي إن اعضاء الوحدة المسلحة المكلفة بحماية المطار سدت المدرج ومنعت الموظفين من دخول صالات الركاب لمدة ست ساعات. وصرح المسؤول بأن الحراس شكوا من عدم تقاضيهم مرتباتهم منذ أشهر، وطالبوا ايضًا بالكشف عن ملابسات حادث تحطم طائرة هليكوبتر بعد اقلاعها من المطار الاسبوع الماضي. وأضاف المسؤول أن المحتجين سمحوا باعادة فتح المطار بعد أن وعد المسؤولون ببحث طلباتهم. ايلاف