بحث وزير الخارجية الأميركي والرئيس الفلسطيني ووزير خارجية الأردن، كل على انفراد، في باريس تجاوز بعض العقبات التي تحول دون الاعلان عن اتفاق الاطار للتسوية. أبلغت مصادر دبلوماسية (إيلاف) أن واشنطن تسابق الزمن قبل حلول 29 نيسان (ابريل) المقبل للوصول إلى تفاهمات حول العقبات التي يحاول وزير الخارجية الاميركي جون كيري تذليلها، وموضوع حق العودة بالنسبة للاجئين الفلسطينيين ووضع القدس والحدود والأمن وهي أمور أساسية بالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين والأردنيين سواء بسواء. وبحث كيري مساء الأربعاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في باريس تطورات العملية السلمية، في وقت وصفته الولاياتالمتحدة بأنه "مرحلة مهمة في المفاوضات" للتوصل إلى اتفاق اسرائيلي فلسطيني للسلام. وكان عباس لمح في وقت سابق هذا الأسبوع إلى إمكانية إبداء بعض المرونة في قضية حق اللاجئين في العودة، وهي من بين القضايا الأساسية للصراع. وقال يوم الأحد الماضي إن الفلسطينيين يريدون أن تظل هذه القضية حية حفاظًا على مصالح اللاجئين الفلسطينيين "لكن لن نسعى أو نعمل على أن نغرق إسرائيل بالملايين لنغير تركيبتها السكانية". تلبية مطالب اسرائيل واعتبرت تصريحاته أوضح إشارة حتى الآن إلى أنه قد يقبل مطلب اسرائيل عدم السماح للاجئين "بالعودة" إلا إلى الدولة الفلسطينية التي ستقام مستقبلاً. وكانت المحادثات استؤنفت في 29 تموز (يوليو) 2013 بعد انقطاع دام ما يقرب من ثلاث سنوات، وقال كيري آنذاك "هدفنا هو التوصل إلى اتفاق على الوضع النهائي على مدى الأشهر التسعة القادمة." ومع اقتراب نهاية هذه المهلة خفض المسؤولون الأميركيون في ما يبدو سقف طموحاتهم قائلين إنهم يحاولون الاتفاق على "إطار للمفاوضات" كخطوة أولى لكنهم ما زالوا يأملون في التوصل إلى اتفاق كامل بحلول 29 نيسان (إبريل). وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين ساكي "نحن في مرحلة مهمة في المفاوضات نعمل فيها على تضييق الفجوات بين الطرفين للاتفاق على إطار للمفاوضات، وهو وقت مناسب لقضاء بضع ساعات في الاجتماع مع الرئيس عباس والتحدث معه بخصوص القضايا الجوهرية". فكرة الاطار لكن بعض المسؤولين الفلسطينيين انتقدوا فكرة الإطار وخصوصاً أنه يسمح لكل من الطرفين بتسجيل "تحفظاته" على أي شيء فيه. وأكدت حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، يوم الأربعاء، معارضة الفلسطينيين لفكرة الاتفاق على إطار يسمح للجانبين بالتعبير عن تحفظاتهما. وقالت للصحافيين في رام الله، حسب ما نقلت (رويترز) إن الاتفاق المعني ليس اتفاقاً حقاً، إذ أن بمقدور كل من الجانبين أن يعبر عن تحفظاته، واذا اختلف الجانبان على القضايا المطروحة فهذا يعني عدم وجود اتفاق. وتساءلت عشراوي عن سبب مثل هذا الاتفاق إن كان لمجرد الإيحاء بتحقيق التقدم أم أن المقصود منه كسب مزيد من الوقت أم أن هدفه عدم الاعتراف بالفشل، مضيفة أن الرئيس عباس ملتزم بمفاوضات تنتهي في 29 أبريل وهذا هو الموعد النهائي. كيري وجودة وعلى صعيد متصل، تحادث كيري مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جوده في باريس مساء الاربعاء، حول نتائج زيارة الملك عبدالله الثاني إلى الولاياتالمتحدة والقمة التي عقدها مع الرئيس الاميركي باراك اوباما، واللقاءات التي جمعته بعدد من المسؤولين الاميركيين في الإدارة والكونغرس، بمن فيهم الوزير كيري والموضوعات الهامة التي تم بحثها اثناء الزيارة الملكية وضرورة متابعتها وتنفيذ مخرجاتها. وجاء لقاء الوزيرين جوده وكيري في باريس، ضمن اطار التنسيق والتشاور بين الجانبين الأردني والاميركي في ما يتعلق بآخر المستجدات وخاصة الجهود التي يبذلها الوزير الأميركي للوصول إلى اطار للتفاوض بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. كما يأتي اللقاء في اطار الحرص الأميركي على وضع الأردن بصورة المستجدات وتطور هذه الجهود اولا باول نظرًا لمصالح الأردن الحيوية المرتبطة بالحل النهائي حيث اكد الوزير كيري اهمية الدور الأردني واهمية مراعاة مصالح الأردن الوطنية. واكد جوده خلال اللقاء موقف الأردن المتمثل باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية التي تعيش بامن وسلام مع اسرائيل وكافة دول وشعوب المنطقة وضرورة معالجة كافة قضايا الحل النهائي. وكان جوده التقى قبل ان يغادر إلى باريس في عمان مبعوث اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام توني بلير وبحث معه سير ومجريات مفاوضات السلام الجارية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي برعاية اميركية. ايلاف