رغم ما تتمتع به من ذكاء حاد وشخصية ثابتة متميزة دينا وخلقا وما تكتنزه سيرتها الإدارية من الكفاءة وما وصلت إليه من قدرات كانت ومازالت ترعاها بجهد ونظرة ثاقبة لا تنظر إلى الخلف غير متدثرة بالأوهام ودائما ما كانت تصم أذنيها عما يصلها من مديح وأطناب أكان من رسائلها وزملائها بالعمل أم من أهلها ومعارفها فقدرت الزمن وأخذت بالصبر وهذبت أحلامها وأمانيها فجيناتها لا تجيز غير ذلك هي تنحدر من معين طيب صافٍ رقراق ديدنه الأدب والخلق والمعرفة الضاربة الجذور بالتقى والصلاح، أنها حفيدة قطبين لا يختلف أحد على ما كانا عليه من علم وثقافة وورع وحفظ لكتاب الله والألمام به فقها وتفسيرا فجدها من أبيها هو المرحوم فضيلة الشيخ القاضي عبدالمجيد جبرتي رحمه الله قاضٍ نعم الناس بعلمه ونزاهته من شقراء مرورًا بالرياض واستقرارًا بالمدينة ليكون إمام حرمها النبوي الشريف عدا كونه عمل لفترة طويلة عضوا في هيئة كبار العلماء، أما جدها من أمها رحمه الله هو غني عن التعريف كان رجل الدولة الوطني النزيه المخلص لربه ثم وطنه وولاة أمره وزيرا لعدة وزارات أنه الأديب المبدع والأستاذ الذي كانت الصحافة منزله والصحافيون الجهابذة أبناؤه إنه أستاذي معالي الوزير الشيخ محمد عمر توفيق تغمده الله برحمته فقد أحسن لوطنه والناس وأهله، عشق كتاب الله وحفظه وغرس عشقه وحفظه في نفوس أبنائه وبناته وأحفاده وكان حكيما يحض على التبصر والانضباط ويؤكد على وجوب دخول البيوت من أبوابها بعد طرقها بالصبر والمعرفة والإيمان بفضل الله وهذا يفسر كيف أن حفيدته سميه لم يزعجها كون أبوابا قرعتها لم تشرع لها وللسيدات إلا في الوقت الذي شاءه الله وقدره. إن سمية كونها أول سيدة سعودية تتقلد منصب رئيس تحرير لصحيفة وطنية هامة تكتب باللغة الإنجليزية ورغم أنها كانت بنظر الكثيرين ومنهم أخي الأستاذ خالد المعينا رئيس التحرير المخضرم جاهزة منذ زمن لتدير ما أوكل اليها اليوم ورغم وهج هذا المنصب وأهمية ذلك لها ومثيلاتها إلا أنها رضيت بمبدأ (أن لم يكن ما تريد فأرد ما يكون) وأن تتسلح بالصبر واتقان العمل وأن تدخل البيوت من أبوابها المشرعة وألاّ تتسلق جدران الواسطة أو أن تجرب اختراق حاجز الصوت تذمرا فهي أدركت أن العمل الجاد بغض النظر عن الألقاب والمسميات هي العبادة التي أمر الله بها لذلك أحبت سمية العمل فهي ذات نشأة معرفية أسرية واعية وأصيلة بالمعرفة والدها هو معالي الدكتور أنور جبرتي صاحب القلم الذي يهز الوجدان إذا كتب وقناعة هانئة يتقنها كما شيخيه أبيه ووالد زوجته فهو كاتب فطن ومسؤول مميز وصديق يؤثر وحكيم يغبط. سمية سقتها وأشبعتها والدتها حبا وعلما وحفظا لكتاب الله أنها المحسنة الداعية أستاذة الجامعة ودكتورة علم الفيزياء الحافظة لكتاب الله وأم سمية التي أسعدنا نجاحها. وإنا فرح بسمية وانضباطها وعشقها للصحافة ونجاحها والحمد لله؛ وتقديرا لها ولسيداتنا نتوجه بالشكر للمسؤولين عن التألق بالمرأة والأخذ بيدها صوب آفاق النجاح وسمو الهمة والمكانة اللائقة وعلى رأسهم سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه وسدد خطاه وولاة الأمر. أن سمية زادتنا قناعة بأهمية الانضباط وأن من جد وجد ومن زرع حصد وأن العبادة في صدق هي العمل. صحيفة المدينة